سادت أجواء من الفرح أمام محكمة مينيابوليس فور إعلان إدانة الشرطي ديريك شوفين بتهمة قتل جورج فلويد.

وتجمّع أكثر من 200 شخص بانتظار صدور القرار، وعلى الفور بدأ كثيرون يجهشون بالبكاء لدى سماعهم بأن شوفين "مذنب"!

Ad

وأعلن رجل بمكبّر للصوت أن الشرطي الأبيض ديريك شوفين المدان بقتل الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد، "مذنب بالتهم الثلاث" الموجهة إليه، مفصلا الحكم الصادر بحقه. وأضاف: "اليوم نحتفل بإحقاق العدالة في مدينتنا".

ويقول الشاب الأبيض لافيد ماك (28 عاما): "أكاد لا أصدق صدور هذه الإدانة"، لم يكن يُعتقد أنه ستتم إدانة شوفين. وسرعان ما انتقلت الاحتفالات إلى جنوب المدينة، حيث قتل فلويد.

وترى حنان أبوبكر (28 عاما) أن الإدانة يجب أن تصبح الآن علامة تغيير.

وتضيف: "على الشرطة أن تتصرف معنا باحترام وكرامة، وليس بأحكام مسبقة وانحياز. يجب أن يعاملوننا كما يعاملون شخصا أبيض".

وفي الأسابيع التي سبقت الحكم، كان التوتر ظاهرا في مينيابوليس التي شهدت تظاهرات مضطربة بعد مقتل فلويد العام الماضي.

واحتاجت هيئة المحلفين المختلطة عرقياً، والمكونة من 7 نساء و5 رجال في مدينة مينيابوليس إلى أقل من 11 ساعة للتوصل إلى قرار بالإجماع بأن الشرطي الأبيض مذنب بالتهم الثلاث الموجهة إليه، وهي القتل من الدرجتين الثانية والثالثة وغير العمد.

ومع الإعلان عن الحكم، انطلقت هتافات المحتشدين أمام مقر المحكمة، التي خضعت لحراسة مشددة في وسط مينيابوليس، بعد محاكمة استمرت جلساتها مدة ثلاثة أسابيع استمعت فيها لأقوال 45 شاهداً.

ويواجه شوفين (45 عاماً) حكما بالسجن لمدة 40 عاماً حدّا أقصى في التهمة الأكثر خطورة، وهي القتل من الدرجة الثانية. وستعقد جلسة تحديد العقوبة في وقت لاحق.

كما يواجه 3 عناصر شرطة سابقين آخرين، هم تو ثاو وتوماس لاين وجي ألكساندر كوينغ اتهامات على صلة بمقتل فلويد، وستجري محاكمتهم بشكل منفصل في وقت لاحق من العام.

وفي اتصال هاتفي مع عائلة فلويد، أعرب فيه عن "ارتياحه"، قال الرئيس جو بايدن: "الحكم لا يمكن أن يعيد لهم أخاهم وأباهم، لكنّه خطوة هائلة في مسيرة العدالة بأميركا"، مؤكداً أن الاحتجاجات على مقتل فلويد كانت شيئاً غير مسبوق منذ حركة الحقوق المدنية وحّدت الشعب بمختلف أعراقه.

ووصف بايدن، في كلمة تلفزيونية، العنصرية بأنها "لطخة على روح الأمة"، داعياً إلى "مواجهة التفاوتات العرقية الموجودة داخل الشرطة والنظام القضائي الجنائي".

وفي اتصال مماثل، أكدت نائبته كامالا هاريس، التي تعدّ أول أميركية ومن أصل آسيوي، وأول سيدة تشغل هذا المنصب، أن "هذا يوم للعدالة في أميركا والحكم يقربنا خطوة من تحقيقها"، داعية مجلس الشيوخ لإقرار قانون وافق عليه مجلس النواب لوقف الممارسات العدوانية ضد ذوي الأصول الإفريقية والأقليات الأخرى.

وقال باراك أوباما (أول رئيس أسود للولايات المتحدة) إن "هيئة المحلفين قامت بما هو صحيح، والعدالة الحقيقية تتطلب ما هو أكثر من ذلك".

ورغم ذلك، قتلت الشرطة في مدينة كولومبس بولاية أوهايو بالرصاص فتاة سوداء اندفعت بسكين نحو امرأتين، وفقاً لما ظهر في تسجيل مصور للواقعة.

وأثار الحادث احتجاجات في شوارع أكبر مدينة بولاية أوهايو، وجاء في وقت ينصبّ فيه الاهتمام على إدانة شوفين.

وقال قائد شرطة كولومبس المؤقت، مايكل وودز، لدى إصداره تسجيلا للواقعة بعد ساعات من حدوثها إن الضباط كانوا يستجيبون لاتصال بالنجدة للإبلاغ عن محاولة طعن في منزل.