ميشيل كيلو يكتب وصيته ويرحل في فرنسا متأثراً بـ فيروس كورونا
في خطابه الأخير للسوريين: ستدفعون ثمناً إقليمياً ودولياً كبيراً لحريتكم
توفي الاثنين الماضي في باريس المفكر البارز والمعارض المخضرم ميشيل كيلو، أحد أبرز وجوه المعارضة السورية في المنفى، متأثراً بتداعيات إصابته بفيروس كورونا.
رحل الكاتب والمعارض السوري البارز ميشيل كيلو، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد في باريس، حسبما أفاد مصدر في المعارضة السورية. وقضى ميشيل كيلو، معظم حياته في السجون السورية لمعارضته حزب البعث الحاكم.ولد كيلو، الكاتب والمترجم، في مدينة اللاذقية السورية عام 1940. وكان عضواً في الحزب الشيوعي السوري، ومن أبرز المعارضين لحكم عائلة الأسد منذ عقود، وقد درس الصحافة في مصر وألمانيا.ونشر الكاتب السوري الراحل مقالات رأي حول الصراع السوري في كبريات الصحف العربية واللبنانية.
خسارة كبيرة
وعلى إثر انتشار خبر وفاته، نعته مؤسسات وأحزاب سياسية وقوى المعارضة السورية، وضمن هذا السياق، كتب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نصر الحريري على «تويتر»: «خسارة كبيرة برحيل الأستاذ ميشيل كيلو إثر إصابته بكورونا».ونعى الائتلاف، في بيان رسمي، غياب «قامة فكرية ووطنية كبيرة عاش حياته من أجل سورية، وناضل ضد الاستبداد لأكثر من خمسين عاما».حرية وديمقراطية
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، غردت المعارضة المقيمة في لبنان عليا منصور: «ميشيل كيلو أمضى حياته معارضا للنظام، مناضلا في سبيل حرية وديمقراطية سورية والسوريين... رحيلك خسارة وغصّة».اعتقال وسجن
اعتقل الراحل مرات عدة، أثناء حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد بين عامي 1980 و1983، ثم في عام 2006 خلال حكم الرئيس الحالي بشار الأسد. وحكمت عليه المحكمة العسكرية عام 2007 بالسجن ثلاثة أعوام، وتم الإفراج عنه بعد انتهاء محكوميته.ربيع دمشق
وكان كيلو من أبرز قادة ما عرف بـ «ربيع دمشق» القصير الأمد، بعد وصول بشار الأسد إلى الحكم. كما كان من أبرز موقعي إعلان دمشق في عام 2006. ومنذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام في عام 2011، جاهر كيلو بتأييده للتظاهرات السلمية منذ انطلاقها، وللمطالبة بالحرية والديمقراطية، مما عرضه لمضايقات غادر على إثرها سورية. واستقر منذ سنوات في باريس.انضمام وانسحاب
مثّل كيلو التيار الليبرالي في الائتلاف السوري، الذي انضم إلى صفوفه صيف عام 2013، قبل أن ينسحب منه لاحقاً إثر خلافات.وانخرط كيلو في الحراك السياسي للثورة، وكان عضوا بارزا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قبل أن يغادره عام 2016.وانتقد تشرذم قوى المعارضة وداعميها، وقال إن انخراط قوى إقليمية ودولية في النزاع السوري أدى إلى «أننا أصبحنا رهينة الألعاب السياسية والدبلوماسية الدقيقة» للدول، التي بات كل منها يملك «ورقة سورية».وصية الراحل
قبل وفاته بأسبوع كتب كيلو، وصية وجهها إلى الشعب السوري، أثناء خضوعه للعلاج من فيروس «كورونا» في أحد مشافي العاصمة الفرنسية باريس.ونشر بعض أصدقائه نص الوصية، بينهم المفكر السوري، أحمد برقاوي، وحملت عنوان «كي لا تبقوا ضائعين في بحر الظلمات».وجاء في نص الوصية: «لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، فهي جزء أو يجب أن تكون جزءا منها».وأضاف كيلو: «لا تنظروا إلى وطنكم من خلال أهدافكم وإيديولوجياتكم، بل انظروا إليهما من خلال وطنكم، والتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدوا لكم».وتابع: «في وحدتكم خلاصكم، فتدبروا أمرها بأي ثمن وأية تضحيات، لن تصبحوا شعبا واحدا ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر إلى بعضكم وأنفسكم، وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد، الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتهم، وأنتم تعتقدون بأنكم تقاومونه».وقال كيلو في وصيته للسوريين: «ستدفعون ثمنا إقليميا ودوليا كبيرا لحريتكم، فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلبياته أو تعزلها تماما».وزاد: «لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف، ولديكم منهم كنز... استمعوا إليهم، وخذوا بما يقترحونه، ولا تستخفوا بفكر مجرب، هم أهل الحل والعقد بينكم، فأطيعوهم واحترموا مقامهم الرفيع».وفي ختام الوصية أوصى كيلو السوريين باعتماد أسس للدولة «يسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينهم، وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لهم».
مؤسسات وأحزاب سياسية وقوى المعارضة السورية نعت الراحل