شوشرة: المرتزقة
من المرتزقة؟ وما تعريفهم؟ وما موقعهم من الإعراب؟ وما فلسفتهم؟ وما أهدافهم؟ هذه الأسئلة تطرح نفسها مواكبة الأحداث المتطورة ومجرياتها وتسابق هؤلاء على الكسب غير المشروع لشفط الأموال، خصوصا بعد أن انفضح أمرهم وسقطوا من أجندة الشرفاء، وحددوا مكانهم الطبيعي في حاويات لن ينساها التاريخ، وبعد أن أسهموا في اختلاس الأبرياء وتمرير التجاوزات والمخالفات أمام مرأى الجميع، فهم مجرد صبيان عند معزبهم المعروف بأساليبه الملتوية في اللعب تحت الطاولة وخلف الستار لتحويل كل شيء ليده وإدارة الأمور عبر دسائسه وخبثه، مستخدما محاولاته الطفولية للتبرير وتغطية البلاوي التي يرتكبها، ولن تتوقف ما لم يتم التصدي لها من الشرفاء والأوفياء.ولكن المشكلة مرتبطة بالمرتزقة الذين باعوا كل شيء من أول دفعة لأنهم حنثوا بقسمهم ووفائهم لمن منحوهم الثقة وأعطوهم الأمانة التي لا يستحقونها، والسؤال: لماذا لا تتخذ الجهات المختصة إجراءاتها بحق هؤلاء، والكشف عن أموالهم والمنافع غير المشروعة التي غطيت بأسماء أخرى أو (الكاش) أو في الخارج؟
بالتأكيد سيتم فضحهم وكشفهم إذا كانت النية الحقيقية هي الإصلاح وكبح جماح كل من يتجرأ على اتخاذ أساليب ملتوية وألاعيب تستهدف السرقة، فهناك من لا يؤمن بتجربة الدول الأكثر تحضرا وفكرا ووعيا ديمقراطيا منا بحجج متعددة ومتلونة لأنها لا تتناسب مع أفكارهم الملوثة، ولكن في بعض هذه الدول هناك من رمى بكل جرأة الحرامية والمتلاعبين والمتجاوزين في الحاويات وأمام عدسات الإعلام وغيرها، لأن لديهم المصداقية والانتماء والوطنية لحماية دولهم من الجرف الذي تعانيه خصوصا أن اللعب لدينا أصبح على المكشوف. هل استوعب البعض الدرس أم لا يزالون مستمرين في سياسة المصالح، ومن أجل عين تكرم مدينة، وحبة خشم تمسح التجاوزات والجرائم التي ارتكبت بحقهم وبحق أجيال؟إن المرحلة القاسية جدا التي نمر بها أصبحت كلعنة تلاحقنا ولا ترحمنا لأن الطفل لا يزال مستمرا في لعبته ولم يجد من يوقفه حتى لا تتدحرج كرته وتصيب الآخرين كالعادة، خصوصا أن العديد من المتضررين ممن يملكون زمام الأمور ضاقوا ذرعا من تصرفاته، ولكن لماذا لا يزال مستمرا في لعبته؟ فكل شيء أصبح حولنا متأثرا ومصابا بجروح لم تجد من يداويها بانتظار بصيص الأمل الذي أصبح كالسراب كلما اقتربنا منه بدأ يتلاشى ويختفي وكلما تجدد اشتد ألمه.