«لعلكم تتقون»
يوم الأحد السادس من رمضان 1442هـ جاءني مقطع فيديو عن طريق الواتساب لفضيلة الشيخ عبدالعزيز الفوزان يبكي بحرقة بعد اتصال شخص من الصومال يسأله: يا شيخ هل صيامنا مقبول بدون إفطار وبدون سحور؟!صراحة تأثرت كثيراً من سؤال المتصل من الصومال، وبكيت لحالهم وفقرهم المدقع، حتى أنهم لا يجدون ما يأكلون في رمضان! سؤال المتصل الصومالي ذكرني بموائد إفطار رمضان في بيوتنا في أغلب الدول العربية والإسلامية، فمائدة الإفطار في شهر رمضان فيها ما لذّ وطاب وما تشتهيه الأنفس من الطعام والشراب، كالأرز والدجاج واللحم والثريد والهريس والجريش والمقبلات بأنواعها من سلطات وشوربات وسمبوسك وكبب ومعجنات... وأنواع كثيرة من الشراب البارد والحار كالماء واللبن والعصير بأنواعه والشاي والقهوة.وعندما يحين موعد الإفطار ويؤذن المؤذن لصلاة المغرب فإن بعضنا يأكل ما أمامه من طعام بسرعة وشراهة حتى أنه يتكاسل عن أداء صلاة المغرب في المسجد ويصليها في البيت، وبعد الفطور يأتي دور القهوة والشاي والحلوى كالكيك واللقيمات أو الزلابية والكنافة والقطايف... إلخ، ومعدتنا تئن وتصرخ من كثرة الطعام والشراب الذي أكلناه وشربناه حتى أن بعضنا لا يستطيع أداء صلاة العشاء واقفاً بل يؤديها جالسا على الكرسي لأن بطنه مملوء بالطعام والشراب.
سؤال يطرح نفسه؟! ما الهدف من الصيام؟ يقول الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". (183 البقرة)، فمن خلال هذه الآية الكريمة يتضح لنا أن الهدف من الصيام هو تقوى الله ومخافته والشعور بأن لنا إخواناً في الدين بحاجة إلى مد يد العون لهم ومساعدتهم خصوصا في هذا الشهر الفضيل، لذا نجد الجمعيات الخيرية تجمع الصدقات لعمل إفطار صائم داخل دولة الكويت وخارجها، وكذلك نجد أهل الخير في الكويت والدول العربية والإسلامية يقومون بإفطار الصائمين عن طريق تجهيز الوجبات المتنوعة وتوزيعها على المحتاجين قبل موعد الإفطار بساعة تقريباً أو بعد أداء صلاة المغرب في المسجد.هنيئا لمن فطّر صائماً في شهر الخير رمضان فرسولنا الكريم يقول: "من فطّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً".