أنا آسف وأعتذر
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
ولا يقتصر الاعتذار على من نتعامل معهم كالزملاء والغرباء، ونستثنيه من سلوكياتنا مع أقرب الناس لنا، فالبعض يعتقد أنه لا يحتاج أن يعتذر لمن يعرفونه حق المعرفة ويفترض أنهم من تلقاء أنفسهم سيعذرونه، وقد يفعلون ذلك، ولكن من باب الأدب والاحترام لهم والتقدير لمكانتهم داخل نفسه يجب أن يقدم الاعتذار متى ما أخطأ في حقهم مهما كان هذا الخطأ صغيراً أو كبيراً، فالاعتذار بلسم يجبر كل كسر أو جرح ويرجع الحق لأصحابه وينشر المحبة والمودة، والاعتذار لمن نحبهم أهم بكثير من الاعتذار لغيرهم كالأم والأب والزوج والزوجة والإخوة والأصدقاء المقربين والأهل. وبعض الاعتذار يجب أن يكون مكتوباً خطياً لما فيه من رد اعتبار وإرجاع حق من حقوق من وقع عليه الظلم أو الإساءة له أو لعمله أو لأمانته وصدقه، وغالباً لا يكون ذلك بين أفراد الأسرة بل بعض من يتشاركون الأعمال والأنشطة وغيره، ومع كل ذلك فإنه أحيانا يساء فهم واستقبال الاعتذار وغالباً ما يكون ذلك ممن يسيء الظن بالآخرين أو المتكبر المتعالي أو ضعيف الشخصية أو من لا يثق بنفسه، فيفسر الاعتذار على أنه ضعف أو حيلة أو نفاق، وقد يسيء التصرف كالرد القبيح وعدم التقدير واحترام المعتذر وعدم قبول اعتذاره.ولذا من المهم جداً أن نتعلم وخصوصا الأطفال منا أن المسيء يجب أن يعتذر وأن الاعتذار يعلي من مكانة صاحبه ويقرب النفوس ويقضي على التنافر أو حتى التباغض، ويريح نفس المساء إليه أو المظلوم ويشعرها بالعزة وحفظ الكرامة والاحترام.