«الإرادة» تنادي بحماية المرأة
انتفاضة نسائية تضامناً مع ضحية «صباح السالم»... وتحذيرات من عودة «وأد الإناث»
وسط سحابة قاتمة شكلتها لافتات «مَن التالية؟»، اتشحت ساحة الإرادة مساء أمس بالسواد حزناً واستنكاراً وثورة يملأها الأنين على طعنات الغدر النافذة التي سددها مواطن متهور بلا أدنى شفقة إلى المواطنة فرح حمزة، في منطقة صباح السالم، أمس الأول، لتودع الحياة، وعلى فمها تساؤل مُر «بأي ذنب قُتِلت؟!».وفي مشهد طغت عليه مظاهر الحزن والبكاء تأثراً بتلك الجريمة البشعة والواقعة الأليمة، طالب المحتشدون بالعدالة والاقتصاص من المجرمين لوضع حد لمثل تلك الجرائم، وأخذ حق الضحايا الذين أزهقت أرواحهم، رافعين لافتات تقطر خوفاً من قبيل «ما نحس بالأمن ولا الأمان»، «أنا الضحية القادمة»، «إعدام القاتل»، «العدالة لفرح حمزة أكبر»، «القصاص من القاتل».وحذرت المعتصمون من أن الوضع خطير جداً، وأنهم باتوا لا يشعرون بالأمان في وطن كان نموذجاً للأمن المجتمعي، مطالبين بتعديل القوانين بما يعيد الثقة والإحساس بالأمن إلى النساء في الكويت.
وتعليقاً على الجريمة، أكدت الأستاذة الجامعية، الناشطة الحقوقية ابتهال الخطيب لـ «الجريدة»، ضرورة إيقاف شلال الدم المتدفق منذ فترة وكل ضحاياه تقريباً من النساء، مشددة على ضرورة التعامل مع هذه الظاهرة ووضع حلول فورية لها.وطالبت الخطيب بوقفة مستحقة وجدية حيال الطريقة التي تتعامل بها القوانين مع البلاغات المقدمة، وتنحية العادات والتقاليد من حيث الخجل في التبليغ جانباً، داعية إلى إقرار قوانين جديدة تحمي المرأة.بدورها، قالت العضوة المؤسسة في حملة إلغاء المادة 153، وحملة إيثار سندس عباس، لـ «الجريدة»: «لدينا أزمة كبيرة، فالمرأة فقدت الشعور بالأمان في بلدها ووسط عائلتها وداخل سيارتها وفي وضح النهار وفي شارع عام وفي شهر رمضان، وتلك كارثة تنم عن انعدام تام لأمن النساء بشكل لا مثيل لها على مر التاريخ».وطالبت عباس المجتمع بالتوقف عن تبرير جرائم قتل النساء، فكل امرأة حالياً تشعر بأن حياتها مهددة، كاشفة عما يشبه «الرجوع إلى وأد الإناث».وأضافت: «نحن نجاهد أن يكون مجتمعنا مثالياً ومحافظاً ومتديناً وخالياً من الأخطاء، ولكن بهذا السكوت نطمر العديد من المشاكل الاجتماعية بدلاً من البحث عن أسبابها والعمل على معالجتها».