«حرب مفاعلات» بين إيران وإسرائيل
صاروخ بتوقيع طهران أُطلِق من سورية على منطقة مفاعل «ديمونا» بعد 11 يوماً من هجوم نطنز
• «فيلق القدس» يزعم استخدام «درون» للتشويش على الرادارات... وتل أبيب تحقق بفشل «منظومة حيتس»
بعد «حرب السفن» التي تهدد الملاحة في الممرات المائية الاستراتيجية، يبدو أن إسرائيل وإيران قد دخلتا في «حرب مفاعلات نووية»، قد تكون أخطر بمئات المرات من طوربيد يُطلق على سفينة هنا، أو لغم بحري يصيب ناقلة نفط هناك.واختار الإيرانيون توقيتاً مثالياً للرد بعد 11 يوماً من الهجوم الإسرائيلي على منشأة نطنز النووية، ففي حين كان مفاوضو الدول الكبرى وإيران يعودون إلى عواصمهم لتقييم ما جرى في المحادثات التي تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي، سقط صاروخ أُطلق من سورية في منطقة مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي في صحراء النقب، وذلك بعد ساعات من انفجار مريب في مصنع صواريخ إسرائيلي، انفردت «الجريدة» بنشر معلومات من مصدر في «فيلق القدس» الذراع الخارجية للحرس الثوري، تفيد بأن طهران وراءه.وفي روايته عن الحادث الذي يثير مخاطر من دور إسرائيلي يستهدف مفاعل بوشهر الإيراني، قال الجيش الإسرائيلي، إن الصاروخ من طراز SA 5 أرض- جو، وسقط في مكان مفتوح بمنطقة النقب، وأُطلِق من سورية، ولم يسفر عن أي أضرار، مضيفاً أنه فتح تحقيقاً لمعرفة كيف تمكن الصاروخ من تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بما فيها «منظومة حيتس».
وكان الجيش الإسرائيلي قال، في وقت سابق، إنه رد بقصف البطاريات التي انطلق منها الصاروخ، وذكرت دمشق أن ضابطاً سورياً قُتِل خلال القصف.وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن «الصاروخ السوري الطائش لم يُصِب مفاعل ديمونا، ولم يقترب منه»، وعرضت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً لشظايا عُثِر عليها بمنطقة رمات نيغيف وسط النقب.وتضاربت الروايات حول الحادث، إذ أفادت معلومات بأن الصاروخ، الذي يبدو أنه قطع مسافة تبلغ أكثر من 200 كيلومتر، كان ضمن رشقة صاروخية أُطلقت لصد غارة جوية إسرائيلية على الأراضي السورية، لكن معلومات أخرى متناقضة تتحدثت عن أنه كان يحمل رأساً يزن نحو 200 كيلوغرام من المتفجرات، وهو من طراز أرض- أرض. وأكد مصدر آخر في «الحرس الثوري» لـ «الجريدة»، أن الصاروخ من نوع «فاتح 110» أرض- أرض، وكان يحمل 200 كيلوغرام من المواد المتفجرة.وزعم أن طائرة مسيرة إيرانية دخلت الأجواء الإسرائيلية للتشويش على رادارات الدفاع الجوي، في تقنية استخدمها الحوثيون وأثبتت نجاعتها، على حد قوله.في المقابل، كشف مصدر رفيع في «فيلق القدس» لـ «الجريدة»، أن إيران تقف خلف إطلاق الصاروخ رداً على الهجوم الإسرائيلي على «نطنز»، موضحاً أنه أُطلِق باتجاه منطقة ديمونا مع الحرص على عدم إصابة المفاعل، بعدها فقط ردت إسرائيل بغارات على سورية.وتحدث المصدر عن سياسة جديدة لـ «فيلق القدس»، تقوم على الرد على أي هجوم بالمثل، كما حدث في حرب السفن، مضيفاً أن السياسة السابقة بضبط النفس وبرمجة الرد وفق الحسابات السياسية أظهرت أن خصوم طهران زادوا عملياتهم.ولفت إلى اعتماد معادلة ردع شبيهة لتلك التي اعتمدها «حزب الله» اللبناني على الحدود مع إسرائيل، مما أدى إلى توقف الهجمات بين الطرفين.وتأتي جولة التصعيد في وقت يستعد وفد إسرائيلي للسفر لواشنطن في محاولة أخيرة لإقناع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالأخذ بشروط إسرائيل في مفاوضات فيينا، بعد أن فشلت التحركات الإسرائيلية بعرقلة المفاوضات التي توقفت لتقييم النتائج، وانتهت بتقديم واشنطن لائحة من العقوبات تشمل البنك المركزي وشركات النفط، والتي تنوي رفعها عن طهران، التي باتت الكرة في ملعبها لقبولها أو التمسك بمبدأ رفع جميع العقوبات للعودة إلى التزاماتها في الاتفاق، والتراجع عن الخطوات التصعيدية الأخيرة، وأهمها زيادة تخصيب اليورانيوم إلى 60%.