بعد تقارير عن دور عراقي رئيسي ومساهمة قطرية في التوسط لخفض التوتر وتطبيع العلاقات بين إيران وقوى إقليمية، يقوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة تشمل الدوحة وبغداد اليوم يعتقد أنها ستركز على لملمة ملفات إقليمية عالقة للمساهمة في تهيئة أجواء أفضل لتعزيز التقدم المحرز في المفاوضات غير المباشرة بين طهران والولايات المتحدة في فيينا بهدف إحياء الاتفاق النووي.

وأفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في بيان أمس، بأن ظريف «سيقوم على رأس وفد بزيارة قطر والعراق»، موضحاً أن الجولة تأتي «في إطار تطوير العلاقات الثنائية، ومتابعة المباحثات الإقليمية وما هو أوسع منها»، وأن ظريف سيلتقي خلال زيارته عدداً من المسؤولين البارزين في البلدين.

Ad

وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الإيرانية بعد أيام من تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز»، تحدث عن استضافة بغداد في التاسع من أبريل الحالي، لقاء بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين، فيما وصفته بأنه «أول مباحثات سياسية مهمة» بين البلدين منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في مطلع عام 2016. وأكد مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي حصول الاجتماع الذي أشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه سيتبع بلقاء آخر في الأيام المقبلة.

ويرى خبراء أن مباحثات ظريف تهدف إلى بلورة تفاهم، وإن بشكل جزئي، لتهدئة المخاوف الإقليمية بعدة ملفات في مقدمتها الأزمة اليمنية، لإفساح المجال أمام إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن من أجل المضي بخططها لرفع العقوبات عن طهران وإحياء العمل بالاتفاق النووي رغم المعارضة الجمهورية الداخلية ومعارضة إسرائيل.

وسبق أن رفضت طهران دعوات قوى خليجية لإشراكها بأي اتفاق نووي دولي معها ودعت إلى حل الخلافات من خلال مباحثات ثنائية، في حين أكدت إدارة بايدن أن مساهمة طهران في ضبط الوضع في اليمن ضمن أولويات أي مسار دبلوماسي يتم فتحه معها.

في غضون ذلك، كذّب مساعد قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الجنرال رستم قاسمي، مساء أمس الأول، التصريحات التي نشرتها وزارة خارجية بلاده التي اعتبرت أن حديثه بشأن دعم إيران العسكري لميليشيات جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة في اليمن «يتعارض مع الوقائع».

ودافع قاسمي عن تصريحاته التي نفتها «خارجية» بلاده، مجدداً تأكيده دعم الجمهورية الإسلامية العسكري للمتمردين الحوثيين. وقال مكتب قاسمي إنه سيعقد مؤتمرا بعد غدا الثلاثاء لإعلان أمر مهم على خلفية تصريحاته.

وفي وقت سابق، وصفت «الخارجية» الإيرانية تصريحات قاسمي، بشأن تقديم مساعدات للحوثيين بالعتاد والسلاح والمستشارين بأنها «مخالفة لسياسات النظام الإيراني».

وشددت الوزارة على أن دعم إيران للحكومة اليمنية، غير المعترف بها دولياً، سياسي فقط وأن طهران تدعم العملية السلمية لحل الأزمة اليمنية وجهود الأمم المتحدة.

إلى ذلك، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن زيارة المسؤولين الإسرائيليين لواشنطن، التي تبدأ اليوم، لن تغير نهج البيت الأبيض في العودة إلى الاتفاق النووي.

وقالت ساكي في تصريحات مساء أمس الأول: «يمكنني أن أقول: أولاً، المحادثات جارية في فيينا. بالطبع هذه المفاوضات غير مباشرة، وهي قوة کامنة في المسار الدبلوماسي للوصول إلى الاتفاق النووي. علمنا منذ البداية أنه سيواجه تحدياً، لكننا نشجع جميع الأطراف على مواصلة المفاوضات».

وأضافت: «يجب أن أقول إنه فيما يتعلق بإسرائيل، فقد جعلناهم شريكاً رئيسياً في مفاوضاتنا وما نعتزم القيام به، وسنواصل القيام بذلك في المستقبل».

وقبل توجه الوفد إلى واشنطن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو​، إن بلاده غير معنية بأي اتفاق مع إيران​، مؤكداً أن إسرائيل​ ستواصل عملياتها ضد طهران في المنطقة بما يحافظ على أمنها.

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو طلب من الوفد إيصال رسالة مفادها أن العودة للاتفاق النووي تهديد لأمن الدولة العبرية.