بعد استخدامه سياسة حافة الهاوية التي بلغ فيها التوتّر مرحلة غير مسبوقة، ثم تراجع عنها أمام أنظار العالم، نفّذ أمس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعده بإغلاق 3 مناطق في البحر الأسود أمام مرور السفن الحربية للدول الأجنبية لمدّة 6 أشهر، في حين أعلن الجيش الأميركي، أنه سيجري تدريبات عسكرية بولاية ألاسكا شمال البلاد قرب الحدود مع روسيا الشهر المقبل.

وأعلنت قيادة سلاح الجو الأميركى في المحيط الهادئ، أن الجيش الأميركي سيجري تدريبات عسكرية Northern Edge 2021 المقررة في الفترة من 3 إلى 14 مايو المقبل في ألاسكا، تشمل مجموعة حاملة طائرات النووية الهجومية "ثيودور روزفلت" والسفن المرافقة لها ونحو 15 ألف عسكري إضافة إلى 240 طائرة تابعة لمختلف صنوف الجيش.

Ad

ولم ترد الخدمة الصحافية لوزارة الدفاع "البنتاغون" وقيادة المحيطين الهندي والهادئ للقوات المسلحة الأميركية وقيادة المحيط الهادئ للقوات الجوية الأميركية عما إذا كانت واشنطن قد أبلغت موسكو سابقاً بخطط التدريبات، وما إذا كان الجانب الأميركي خلال تلك الفترة سيبقى على اتصال مع الجانب الروسي.

البحر الأسود

وبالتزامن، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إغلاق 3 مناطق في البحر الأسود أمام مرور السفن الحربية للدول الأجنبية اعتباراً من مساء أمس وحتى منتصف ليل من 31 أكتوبر المقبل.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن الإغلاق لن يعوق الملاحة عبر مضيق كيرتش، معتبرة أن كل المناطق المغلقة ستكون في المياه الداخلية لروسيا.

وقدّمت وزارة الخارجية الأوكرانية مذكرة احتجاج بشأن القرار الروسي، كما أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما بهذا الصدد، في حين انتقد حلف شمالي الأطلسي (الناتو) الخطوة الروسية.

من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف رداً على التصريحات الغربية، أن "روسيا تعمل في إطار القانون الدولي، ولم يتم فرض أي قيود على حركة السفن التجارية، ولا تعرقل عمل الموانئ الأوكرانية في بحر أزوف".

وفي أعقاب إعلان روسيا عن عودة قواتها إلى مواقعها بعد مناورات أجرتها على الحدود مع أوكرانيا ، أكد الناطق باسم "البنتاغون" أنتون سيميلروث، أمس، أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة الوضع على الحدود الروسية ـــ الأوكرانية وتأمل فى انسحاب القوات الروسية من شبه جزيرة القرم والحدود الأوكرانية لتهدئة الموقف كما يزعمون. وسنواصل مراقبة الوضع.

كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أن واشنطن ستواصل "متابعتها عن كثب للوضع، سمعنا هذا الكلام. وأعتقد أن ما نريده هو الأفعال".

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغى شويغو أعلن الخميس الماضي عن اختتام مناورات أدتها قوات المنطقتين العسكريتين الجنوبية والغربية وأمر بعودة القوات المشاركة إلى مواقع مرابطتها الدائمة، وأمر شويغو بهذه الخطوة لضمان عودة القوات إلى مراكزها الأصلية بحلول الأول من مايو المقبل.

زيلينسكي

من ناحية أخرى، قال نائب رئيس وزراء أوكرانيا أليكسي ريزنيكوف، إن رئيس بلاده فلوديمير زيلينسكي لن يتمكن من قبول دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو لإجراء محادثات.

وأضاف: "لا يمكن لرئيس أوكرانيا أن يتوجّه خلال الحرب إلى عاصمة الدولة المعتدية، لمقابلة الشخص الذي يمثلها. يبدو لي أن هذا اقتراح غريب بعض الشيء".

واعتبر أن مثل هذا الاجتماع يجب أن يتم في إطار "رباعية النورمادي"، بمشاركة قادة ألمانيا وفرنسا.

في وقت سابق، رد بوتين على اقتراح نظيره الأوكراني، عقد لقاء بينهما في أي مكان بمنطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا.

وأعرب بوتين خلال لقاء في موسكو مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، عن أسف روسيا إزاء "الكثير من الخطوات التي اتخذت لتدمير العلاقات" بينها وأوكرانيا، مضيفاً: "لكن إذا رغب الرئيس زيلينسكي في إعادة بناء هذه العلاقات، فإن ذلك لا يستدعي سوى الترحيب من جانبنا".

وأضاف بوتين، أنه في حال رغب زيلينسكي، الحديث عن سبل تطوير العلاقات الثنائية، "فإننا مستعدون لاستقباله في موسكو بأي وقت يلائمه".

قائمة بوتين

في غضون ذلك، أصدر الرئيس الروسي مرسوماً يقضي "بتبنّي إجراءات الرد على الخطوات غير الودية من دول أجنبية" تجاه بلاده.

وبموجب المرسوم، الذي نشره موقع الكرملين، كلف بوتين الحكومة الروسية بتحديد "قائمة الدول غير الودية التي ستتخذ تجاهها هذه الإجراءات".

وينص المرسوم على فرض القيود أو الحظر الكامل على إبرام البعثات الدبلوماسية والمؤسسات الحكومية للدول التي تتخذ خطوات غير ودية تجاه روسيا، عقودا مع الأشخاص الموجودين على أراضي روسيا وتوظيف العاملين على أراضي روسيا.

ومن المقرر أن تحدد الحكومة عدد الأشخاص الذين سيتاح لتلك الدول التعاقد معهم، وتفسخ العقود التي ستتجاوز العدد المحدد. ويهدف المرسوم "إلى حماية مصالح وأمن روسيا".