دخلت العلاقة بين أنقرة وواشنطن التي تعاني أصلاً أزمات متراكمة منذ عهد الرئيس دونالد ترامب، فصلاً جديداً من التوتر، مع إبلاغ الرئيس الديمقراطي جو بايدن نظيره التركي رجب طيب إردوغان بأنه سيعتبر الجرائم التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية بحق الأرمن في الحرب العالمية الأولى "إبادة جماعية"، ليصبح أول رئيس أميركي يستخدم هذا التصنيف، رغم أن أسلافه في البيت الأبيض امتنعوا عن ذلك لتجنب إلحاق الضرر بالعلاقات مع حليف إقليمي رئيسي.

واختار بايدن الذكرى الـ 106 للمجازر للوفاء بوعد أطلقه خلال حملته الانتخابية، غداة محادثة، وصفها شخص مطلع عليها بأنها كانت "متوترة"، مع إردوغان.

Ad

وشددت مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية، على أن استخدام عبارة "الإبادة الجماعية للأرمن" لا يعني أن هناك تغييراً من جانب الولايات المتحدة أو أن تغييرات ستأتي من البيت الأبيض.

وكان الكونغرس الأميركي اعترف بالإبادة الجماعية للأرمن في ديسمبر 2019 في تصويت رمزي، لكن الرئيس دونالد ترامب الذي كانت تربطه علاقة جيدة إلى حد ما بإردوغان، رفض استخدام هذه العبارة واكتفى بالحديث عن "واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين".

ولن يكون لإعلان بايدن أي تأثير قانوني، لكنه لا يمكن إلا أن يؤدي إلى تفاقم التوتر مع تركيا التي وصفها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين "بالشريكة الاستراتيجية المفترضة التي لا تتصرف كحليف في العديد من الجوانب".

من ناحية ثانية، ورغم التوتر بين إسرائيل وأرمينيا بسبب الدعم الكبير الذي قدمته تل أبيب لأذربيجان خلال جولة المعارك الأخيرة في إقليم ناغورني كاراباخ، دعت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية في افتتاحيتها أمس، إسرائيل إلى "الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن".

وكتبت: "الدولة اليهودية التي شهد مواطنوها مقتل 6 ملايين يهودي على يد النازيين، لا تزال لم تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، هذا يجب أن يتغير".

جاء ذلك بينما اعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق داني أيالون، أن دعوة وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز لحضور مؤتمر في تركيا ترمز إلى تحول في السياسة التركية تجاه إسرائيل، مشيراً إلى أن أنقرة تبحث عن كافة الطرق للوصول إلى واشنطن من خلال تحسين العلاقات مع إسرائيل.

وكانت صحيفة "ديلي صباح" التركية توقعت أن تكون إسرائيل الهدف الثاني لـ "سياسة التقارب" التي تعتمدها أنقرة بعد وصول بايدن إلى السلطة، بعد ان نجحت هذه السياسة مع مصر على حد قولها.

من جانب آخر، أطلق الجيش التركي عملية عسكرية برية جديدة في منطقة تابعة لمحافظة دهوك داخل الأراضي العراقية لملاحقة عناصر "حزب العمال الكردستاني" أمس.

وذكرت تقارير، أن الجيش نفذ عملية إنزال لوحدات قوات خاصة في المنطقة تحت غطاء مقاتلات F16 وطائرات مسيرة ومروحيات عسكرية ومدفعية.