ما وراء التصعيد الروسي في أوكرانيا
قد يكون توسّع روسيا المستجد داخل الأراضي الأوكرانية مرادفاً لتنفيذ غزو عسكري في قناة شمال القرم في جنوب البر الرئيسي الأوكراني لتأمين إمدادات المياه العذبة لشبه جزيرة القرم انطلاقاً من نهر «دنيبرو» الأوكراني، وقد يحبذ الكرملين هذا النوع من تصعيد التوتر الدولي ويرحّب بالأراضي الجديدة التي تكتسبها روسيا في جنوب أوكرانيا كجزءٍ من التكتيكات الانتخابية واستراتيجية القوة.
![ناشيونال إنترست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/809_1687281767.jpg)
لكن إذا قررت روسيا الآن أن تطلق حرباً تقليدية بدل أن تكتفي بحرب بالوكالة ضد أوكرانيا، فقد يُقدِم الكرملين على استعمال القوات الجوية الروسية أو حتى أنظمة الصواريخ أرض– أرض ضد أوكرانيا. لن تستعمل موسكو أسلحة الدمار الشامل في أوكرانيا على الأرجح، لكن قد تنشأ عواقب هائلة أو كارثية حتى لو اكتفت روسيا باستعمال قاذفات القنابل أو المدفعيات الثقيلة أو الصواريخ قصيرة المدى والمزوّدة برؤوس حربية تقليدية في أوكرانيا. قد يكون توسّع روسيا المستجد داخل الأراضي الأوكرانية مرادفاً لتنفيذ غزو عسكري في قناة شمال القرم في جنوب البر الرئيسي الأوكراني لتأمين إمدادات المياه العذبة لشبه جزيرة القرم انطلاقاً من نهر "دنيبرو" الأوكراني، وقد يحبذ الكرملين هذا النوع من تصعيد التوتر الدولي ويرحّب بالأراضي الجديدة التي تكتسبها روسيا في جنوب أوكرانيا كجزءٍ من التكتيكات الانتخابية واستراتيجية القوة، وسيكون أي توغل أو انتصار عسكري محتمل لمصلحة روسيا في جنوب البر الرئيسي الأوكراني، لأسباب مرتبطة بجهود إنسانية مزعومة، موضوعاً مناسباً للحملة الانتخابية التي يستعد لها الحزب الحاكم برئاسة بوتين بدل الاتكال على جهود مطوّلة ومؤجلة لها علاقة بمشروع بناء محطات تحلية المياه غير المربح محلياً لتزويد شبه جزيرة القرم بمياه عذبة مشتقة من البحر الأسود.لكن حتى لو قرر الكرملين في نهاية المطاف ألا يطلق حرباً شاملة في أوكرانيا، سيبقى التوتر سيّد الموقف على الأرجح خلال الأشهر القليلة المقبلة. تنذر الظروف الراهنة بأن أوكرانيا ستتكبد في مطلق الأحوال خسائر هائلة نتيجة تصعيد الوضع في الوقت الراهن، وفي غضون ذلك، من المتوقع أن يردّ الاتحاد الأوروبي على ما يحصل عبر إطلاق خطابات شفهية، كما فعل سابقاً، لكنه لن يتحرك عبر اتخاذ خطوات عملية في إطار سياسته الاقتصادية الخارجية طالما لا ترتكب روسيا عمليات أخرى من القتل الجماعي بحق مواطنين من الاتحاد الأوروبي. لهذا السبب، ستتوقف تحركات بوتين المرتقبة في أوكرانيا على موقف الولايات المتحدة وبريطانيا.