توعدت إيران بتوجيه رد مُحكم على هجوم استهدف ناقلة تحمل نفطا إيرانياً قبالة ميناء بانياس السوري، ويعتقد أن إسرائيل شنّته بواسطة طائرة مسيّرة (درون)، الأمر الذي يهدد باستئناف «حرب السفن» بين البلدين، بعد أن افادت تقارير بأن تل أبيب تعهدت لواشنطن بتهدئة التوتر البحري خلال مفاوضات فيينا النووية.وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري: «تعتقد إسرائيل أن بإمكانها استهداف الأراضي السورية بشكل دائم وارتكاب الأعمال الخبيثة في البحار من دون تلقّي الرد»، مؤكدا أن «جبهة المقاومة ستردّ على الاعتداءات الصهيونية».
وأضاف: «العمليات التي جرت ضد إسرائيل أخيراً والإجراءات المستقبلية التي ستهدد مصالحها، ستعيد الإسرائيليين إلى رشدهم».وتابع باقري: «لن نعلن شيئا عن منفّذ الأحداث الأخيرة ضد إسرائيل، ولا نعلم من هو، لكنّ جبهة المقاومة سترد بحزم على الأعمال الإسرائيلية».وحول رد إيران في حال استمرار الأعمال الإسرائيلية مستقبلا، أوضح باقري أنه: «ليس واضحا ما سيكون رد إيران، لكن الكيان الصهيوني لن ينعم بالهدوء في حال واصل أعماله العدائية». وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضية، سقوط صاروخ أطلق من سورية في منطقة النقب قرب مفاعل ديمونة النووي، مشيراً إلى أنه ردا على ذلك شنّ هجوما على مواقع تابعة للقوات السورية تستخدمها قوات موالية لـ «الحرس الثوري» الإيراني قرب دمشق.في غضون ذلك، أكد موقع إيراني مقرّب من المجلس الأعلى للأمن القومي، مقتل أحد أفراد طاقم الناقلة وإصابة اثنين بحروق شديدة أدخلتهم العناية المركّزة.وأورد الموقع رواية جديدة عن حادثة الناقلة، ونقل عن مسؤول عسكري سوري في ميناء بانياس بمحافظة طرطوس قوله إن «الحادث وقع على ناقلة نفط سورية بسبب الإهمال وعدم وجود إجراءات السلامة أثناء عملية اللحام داخل السفينة».جاء ذلك بعد ساعات من إعلان وزارة النفط السورية أن ناقلة نفط في بانياس تعرّضت «لما يعتقد أنه هجوم من طائرة مسيّرة من اتجاه المياه الإقليمية اللبنانية».وقالت الوزارة إن فرق الإطفاء تمكّنت من إخماد حريق اندلع في أحد خزانات الناقلة. ولم تتضح بعد جنسية الناقلة، ففي حين ذكرت قناة «العالم» الإيرانية أن الناقلة واحدة من ثلاث ناقلات نفط إيرانية وصلت منذ فترة إلى مصب ميناء بانياس النفطي محملة بإمدادات، نفت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية أن تكون الناقلة إيرانية. وذكرت خدمة «تانكرتراكرس» عبر «تويتر» أن «الناقلة التي شوهدت وهي تحترق اليوم قبالة ساحل بانياس ليست سفينة إيرانية»، بل مسجلة في بيروت.وتأتي الواقعة وهي الأحدث بسلسلة ضربات تشنها إسرائيل، دون تبنيها بشكل رسمي، لاستهداف ما تصفه بـ «تمركز إيران في سورية»، بعد تقارير عن اتفاق بين طهران وموسكو تقوم بموجبه البحرية الروسية بالمساهمة في حماية شحنات البنزين التي ترسلها إيران إلى سورية للتغلب على أزمة الوقود المتفاقمة. وفي وقت سابق، أكد مصدر مطلع لـ «الجريدة» أن وساطة أوروبية فشلت في إقناع طهران وتل أبيب بتهدئة المواجهة البحرية. من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، المرشد علي خامنئي، إلى دعم مفاوضات فيينا المتعلقة بإحياء العمل بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018، والعمل على وقف الضغوط التي يمارسها التيار المتشدد على المفاوضين الإيرانيين ومحاولة تخوين حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني للدفاع باتجاه إنهاء المباحثات التي تأتي قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل.وبيّن المصدر أن ظريف أوضح في رسالته أنه «يريد التفاوض في إطار المصالح الوطنية، إذ إن نجاح المفاوضات أهم بالنسبة له من الترشح للانتخابات الرئاسية».في غضون ذلك، توجّه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، ورئيس «الموساد»، يوسي كوهين، إلى واشنطن في محاولة لإقناع إدارة الرئيس جو بايدن بضرورة إبقاء العقوبات المفروضة على إيران في ظل الأنباء المتواترة عن تحقيق مفاوضات فيينا تقدّما باتجاه إحياء الاتفاق النووي الإيراني.ومن المنتظر أن يبلغ الوفد الإسرائيلي واشنطن بأن تل أبيب ستحتفظ بحريّة التصرف ضد إيران، وأنها غير معنيّة بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.
دوليات
إيران تهدد باستئناف «حرب السفن» بعد هجوم بانياس
26-04-2021