إسرائيل تهدئ مع غزة لتجنّب اتساع «هبّة القدس»

• يد «حماس» على الزناد... ونتنياهو يرفض توصية بعملية واسعة
• اعتقالات ومواجهات في المدينة المقدسة... والمستوطنون يقيمون حواجز

نشر في 26-04-2021
آخر تحديث 26-04-2021 | 00:04
فلسطيني يقوم بحركة استعراضية قبل طرد القوات الإسرائيلية للمتظاهرين خارج باب العامود في البلدة القديمة بالقدس أمس الأول    (أ ف ب)
فلسطيني يقوم بحركة استعراضية قبل طرد القوات الإسرائيلية للمتظاهرين خارج باب العامود في البلدة القديمة بالقدس أمس الأول (أ ف ب)
في محاولة لتجنب أن تتسبب «هبّة القدس» الرمضانية في تصعيد للأوضاع بقطاع غزة، والتوترات في الضفة الغربية، وربما تؤدي إلى اندلاع تظاهرات في العديد من الدول الإسلامية، رفض المستوى السياسي الإسرائيلي شنّ عملية واسعة في غزة، بينما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلي «جميع الأطراف» الى التهدئة.
مع دخول المواجهات غير المسبوقة في القدس منذ سنوات اليوم الثالث عشر على التوالي، رفعت إسرائيل حالة التأهب استعداداً لكل احتمالات "هبّة القدس" ووضعت حركة "حماس" يدها على الزناد، في حين واصل المستوطنون استفزازاتهم للعرب، وأقاموا حواجز على طرق مؤدية إلى المدينة المقدسة.

وكانت مدينة القدس ومعظم مدن وبلدات الضفة الغربية وقطاع غزة قد شهدت تظاهرات ليل السبت ـ الأحد، دعماً للتحركات التي تشهدها المدينة المقدسة منذ 13 يوماً.

وفي القدس الشرقية، اعتدت الشرطة الإسرائيلية على المصلين في منطقة باب العامود بالهراوات وإلقاء قنابل الصوت والغاز لدى خروجهم من المسجد الأقصى، وردّ الشبان الفلسطينيون بالحجارة والزجاجات وإحراق حاويات قمامة في عدد من الشوارع المجاورة.

وفي ظل أوسع اشتباكات تشهدها المدينة المقدّسة منذ سنوات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين، أقدم المستوطنون خصوصاً من أتباع التيار الديني الحريدي على إنشاء حواجز على الطرق المؤدية إلى القدس، وقاموا بتوقيف السيارات المارة والاعتداء على راكبيها في حال تبيّن أنهم فلسطينيون ورجمها بالحجارة، بحسب مشاهد عرضتها قناة إسرائيل الرسمية (كان).

ولمّح رئيس بلدية القدس موشيه ليؤون، الذي ينتمي إلى حزب "ليكود"، إلى دور الشرطة الإسرائيلية في السماح لعناصر التنظيمات اليهودية بالاعتداء في القدس، مؤكداً أنه عارض السماح لمنظمة "لاهافا" (اللهب) المتطرفة بتنظيم مسيرتها قبل يومين، إلا أن الشرطة أصرت على أنها "قانونية".

وكانت تظاهرة لأنصار "لاهافا" الخميس الماضي هتفوا خلالها "الموت للعرب" أدت الى اتساع المواجهات.

بدورها، عاشت الضفة الغربية ليلة ساخنة، تخللها مواجهات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، أصيب خلالها المئات بالرصاص الحيّ والمطاط والغالبية بالاختناق من الغاز المسيل للدموع.

كما استمر خروج المسيرات الليلية الغاضبة من قطاع غزة، وكذلك في مخيمات اللجوء في لبنان والأردن من شمالها إلى جنوبها نصرة للأقصى والمقدسيين.

من ناحيته، شدد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، على أن إسرائيل "تحافظ على حرية العبادة كما نفعل كل عام، لجميع سكان القدس وزوارها"، ودعا في عبارة لافتة "جميع الأطراف" الى الهدوء لـ "ضمان احترام القانون والنظام العام".

صواريخ غزة

ولليوم الثاني على التوالي أطلقت ثلاثة صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل اعترضت أحدها منظومة القبة الحديدية، وانفجر الثاني في أرض خلاء في حين سقط الثالث داخل القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي. لكن وتيرة إطلاق الصواريخ تراجعت كثيراً غداة إطلاق 36 صاروخاً من القطاع في أكبر هجوم من نوعه منذ أشهر.

لا حرب في غزة

ورغم قول نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي "مستعد لكل السيناريوهات" فيما يخصّ غزة، أفادت القناة "12" العبرية بأن المستوى السياسي قرر نهاية الأسبوع "رفض اقتراح أجهزة الأمن إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق بغزة"، مشيرة إلى رسالة نقلتها "حماس" عن طريق الوسيط المصري مفادها أنها غير معنيّة بالتصعيد.

وأشارت القناة إلى أن "قيادة الأجهزة الأمنية رأت خلال جلسة عقدها رئيس الأركان الجنرال كوخافي أنه لا يمكن المرور مرّ الكرام على إطلاق عشرات من الصواريخ، حتى إذا استلزم الرد خوض عدة أيام من القتال، إلا أنّ المستوى السياسي قرر رفض هذا الاقتراح خلال جلسات لتقييم الأوضاع"، لافتة إلى أن "رؤساء الأجهزة اعتبروا أن توجيه ضربة قاسية إلى حماس ستثنيها عن إطلاق الصواريخ كلما ازداد التوتر في القدس، وتحثها على التقدم نحو تسوية أمور أخرى لا تزال عالقة".

وعقب مشاركته في هذه المشاورات بحضور نتنياهو، هدد وزير الدفاع بيني غانتس بأنه "إذا لم يتم الحفاظ على التهدئة في الجنوب، فإنّ غزة ستتضرر بشدة على الصعيد المدني والاقتصادي والأمني​، وسيكون المسؤولون هم قادة حماس"، مكرراً أن الجيش "مستعد لاحتمال التصعيد".

وفي ظل مخاوف من توسيع الفصائل الفلسطينية من دائرة إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، رفع جيش إسرائيل حالة التأهب في بطاريات "القبة الحديدية" بالجنوب.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "حماس" امتنعت حتى الآن عن إطلاق

الصواريخ تجاه المستوطنات والبلدات الواقعة خارج منطقة "غلاف غزة"، وركزت القذائف على منطقة المناطق المتاخمة للسياج الحدودي، لكنّ الجيش الإسرائيلي يتخوّف من توسيع دائرة القصف الصاروخي ليشمل مناطق أبعد في الجنوب.

ورغم تقديرات الجيش الإسرائيلي أنها ما زالت بعيدة عن إدخال أو صنع أسلحة كاسرة للتوازن إلى غزة، قال ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية إن "حماس تعمل على تحسين دقة مقذوفاتها، وأن ذلك تبين خلال جولة التصعيد في اليومين الماضيين"، مبيناً أنه في جولات القتال بالعامين الأخيرين، سعت الحركة إلى تجاوز "القبة الحديدية" بواسطة مقذوفات ذات مدى أطول، قبل تحسين قدراتها.

في المقابل، قالت حركة حماس، في بيان أمس، "ندعو مقاومتنا الباسلة في غزة إلى أن تُبقي أصبعها على الزناد، وأن تهيئ صواريخها لتكون على أهبة الاستعداد في استهداف معاقل الاحتلال ومنشآته العسكرية والحيوية".

وطالبت "حماس" بمواصلة الاحتشاد في البلدة القديمة بمدينة القدس وعلى أبوابها، والحرص على أداء الصلوات كافة في المسجد الأقصى المبارك وساحاته، داعية مدن الضفة الغربية والداخل الفلسطيني إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك وتشكيل لجان الحراسة الليلية في الأماكن الفلسطينية كافة. وأكدت الحركة مواصلة حالة الإرباك الليلي في الأحياء اليهودية والمناطق القريبة من المستوطنات والشوارع المؤدية إليها، حتى يدفع المعتدون الثمن غالياً جراء عدوانهم.

back to top