بين مطرقة النواب، رافعي لواء المعارضة ضد كل ما يتخذه من إجراءات، وسندان القوانين التي يملي عليه الواجب احترامها وتطبيقها على الجميع، وعلى وقع ظروف استثنائية لا ترحم تعيشها الكويت والعالم أجمع، يجد وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح نفسه مرصوداً ومتربصاً به من بعض النواب، في انتظار أي هفوة للتشهير بها والتنديد بإجراءاته، وكل ما ينتهجه في سبيل حماية البلاد من جائحة «كورونا»، وتحويل كل مجهوداته إلى مثالب لا مخرج منها إلا بإطاحته.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن ذلك الهجوم النيابي على الوزير «ظاهره الرحمة وباطنه العذاب»، إذ يأتي متدثراً بشعار الخوف على البلاد من الوباء، في حين أنه يمثل في حقيقته انتقاماً صريحاً لعدم خضوع الوزير للإملاءات التي يطالبونه بتنفيذها دون مناقشة، لافتة إلى أن هناك ابتزازاً سافراً للوزير عبر مطالب تعجيزية قدمها إليه بعض النواب، بعضها للحصول على منافع شخصية وتمرير معاملات مالية غير مستحقة، وأخرى لإرضاء قواعدهم الانتخابية وتفضيلهم على غيرهم، ضاربين عرض الحائط بالأنظمة والقوانين وبمبدأ تكافؤ الفرص أو المساواة بين المواطنين.

Ad

وأضافت المصادر أن ذلك الهجوم النيابي على الوزير يأتي من كلا نوعَي النواب، معارضي الحكومة وداعميها، على السواء، مستغلين ما يعيشه المواطنون من ضيق بسبب إجراءات مكافحة الوباء، وما يترتب عليها من حجز حرياتهم وإغلاق أنشطتهم والحد من حركتهم، من أجل إشعال حطب الغضب الشعبي على الوزير وسياساته.

ويمثل هذا الهجوم اختباراً عملياً لمدى جدية الحكومة، التي ما فتئت تكرر، ليل نهار، أنها ماضية في تطبيق القانون على الجميع، فهل ستنحاز إلى وزيرها وتتضامن معه وتسانده في وجه العاصفة النيابية وتدافع عن حسمه في تطبيق تعليماتها بمسطرة واحدة على المواطنين، أم ستنحني للعاصفة، وتضحي به من أجل البقاء؟... إن غداً لناظره قريب.