عبر راعي الكاتدرائية المرقسية في دولة الكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي عن تأثره البالغ بعدم إمكانية استقبال الكاتدرائية المرقسية للمهنئين بعيد القيامة المجيد الذي يحل بعد أيام وبالتحديد يوم الأحد المقبل الموافق الثاني من شهر مايو، حيث كان من المعتاد أن تستقبل الكنيسة المهنئين لحضور جانب من القداس ليلة العيد ثم استقبال المهنئين صباح يوم العيد في مشاعر مفعمة بالود والتآخي، إلا أن الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية والتي تأتي على قائمة سلم الأولويات في الوقت الحالي تمنع استقبال المهنئين هذا العيد أيضاً.

وقال القمص بيجول الأنبا بيشوي في تصريح صحافي إن صلوات القداس سوف تُقام في موعدها مساء يوم السبت المقبل بحضور كهنة الكنيسة فقط وفق الضوابط المقررة من السلطات وفي ضوء الحظر الجزئي المفروض في البلاد.

Ad

وأضاف أن ما تُظهره قيادة الكويت السامية من المشاعر المهنئة بالعيد، وما نستقبله من تهاني القيادة الحكيمة ومن مختلف أطياف المجتمع الكويتي والهيئات الدبلوماسية والجاليات المقيمة على أرض الكويت، كلها مظاهر تمنح العيد بهجة وتعوضنا عن تلك اللقاءات التي نفتقدها حالياً والتي تعكس طبيعة المجتمع الكويتي المتسامح والأصيل.

وقال القمص بيجول «ما زال فيروس كورونا يحرمنا من لقاءات المحبة والود، فعلى مدار عام كامل لم يدعنا نستقبل المهنئين في الأعياد، كما حرمنا من زيارة الدواوين وتقديم التهاني بشهر رمضان الكريم وهي زيارات كنا ننتظرها بشغف وحب كبيرين».

وأضاف «وها هي غبقة المحبة التي كنا ندعو كل أطياف المجتمع الكويتي لحضورها تتوقف للعام الثاني على التوالي، وهو أمر يترك في قلوبنا غصة كبيرة وحنين أكبر، ولكنه يدعونا أيضاً أن ننتهز فرصة هذه الأيام المباركة التي اجتمع فيها صوم الأقباط مع صوم شهر رمضان الكريم لرفع مزيد من الصلوات كي يتحنن الله على البشرية كلها بإنهاء هذا الوباء وأن نعود للحياة الطبيعية التي كثيراً ما كانت الناس تشكو من ضغوطها وتسارعها ولكن الآن ندرك عظمة ونعمة ما كنا نشكو منه».

وعبر راعي الكاتدرائية المرقسية عن تفاؤله بأن تأتي الأعياد القادمة في ظروف طبيعية.

وقال «في مثل هذه الأيام من العام الماضي كنا مع جميع شعوب الأرض نرفع الصلوات من أجل أن يلهم الله العلماء الوصول إلى لقاح فعال، وعلى الرغم من أن التقديرات كانت تشير إلى أن التوصل لذلك يحتاج لسنوات طويلة، إلا أننا نجد الآن شركات الأدوية تطرح وبشكل متواصل أنواع عدة من اللقاحات، وعلينا أن نستفيد من هذه الفرصة، وقد وجهنا أبناءنا في الكنيسة القبطية المصرية بضرورة التسجيل وأخذ اللقاح للمساهمة في تحقيق المناعة المجتمعية»، مسجلاً تقديراً كبيراً ووافراً لسمو رئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة الموقرين وإلى وزارة الصحة وطواقمها الطبية ولكل المتطوعين والمشاركين في تنظيم عملية تطعيم اللقاحات، كما وجه الشكر والتحية إلى اللجان الحكومية ذات العلاقة وعلى رأسها اللجنة الوزارية لطوارئ كورونا برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع.

وقال القمص بيجول الأنبا بيشوي إن «رجاءنا في الله لا يتوقف، وإننا جميعاً في كل بلدان العالم ومن مختلف الأديان والمذاهب نصلي كي يلهم الله العلماء والمنظمات الصحية التوصل لعلاج فعال يكون – إضافة إلى تلك اللقاحات - وسيلة للقضاء على الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها والنشاط الإنساني إلى حركيته ومستواه».

وأضاف راعي كاتدرائية مار مرقس للأقباط الأرثوذكس بدولة الكويت «باسم قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر وكل بلاد المهجر ونيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكويت والشرق الأدنى أعبر عن كل الأمنيات الطيبة للكويت العزيزة ومصرنا الغالية بالخير والنماء بفضل حكمة قادة البلدين العظام، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظهم الله جميعاً وسدد خطاهم».