الهند: محارق الجثث تعمل بأقصى طاقتها
مساعدات طبية أجنبية تتدفق على دلهي لمواجهة الموجة الثانية من «كورونا»
سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تزويد الهند بأجهزة تنفس ومعدات تطعيم، أمس الأول، في وقت يواجه البلد الآسيوي موجة كارثية غير مسبوقة من مرض «كوفيد - 19» أغرقت المستشفيات ومحارق الجثث، التي باتت على إثرها تعمل بكامل طاقتها.ودفع الارتفاع الكبير في عدد الإصابات أخيرا عائلات المرضى للجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لبث نداءات من أجل الحصول على إمدادات الأكسجين، ومعرفة المستشفيات التي تتوافر فيها أسرّة، فيما مددت سُلطات العاصمة (نيودلهي) إغلاقا فرضته لمدة أسبوع.وأصبح البلد، الذي يعد 1.3 مليار نسمة، آخر بؤرة للوباء، الذي أودى بأكثر من ثلاثة ملايين شخص حول العالم، رغم تحرك الدول الأغنى لإعادة الحياة إلى طبيعتها، مع تسريع وتيرة برامج التطعيم.
كما تعهدت فرنسا وألمانيا وكندا بتقديم الدعم للهند، التي يعزى إليها الارتفاع في عدد الإصابات على مستوى العالم في الأيام الأخيرة، إذ سجلت وحدها 352.991 إصابة جديدة و2812 وفاة، الاثنين، في أعلى حصيلة لديها منذ ظهر الوباء. وتواجه حكومة الهند الهندوسية القومية، بقيادة ناريندرا مودي، انتقادات متزايدة، لسماحها بالتجمعات الحاشدة في أنحاء البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، إذ حضر الملايين مهرجانات دينية، وشاركوا في تجمعات سياسية.كما يواجه الدوري الهندي الممتاز ضغوطا، إذ علقت صحيفة رائدة تغطية مبارياته، منددة بقرار مواصلة لعب الكريكت بالقول إن «الاستغلال التجاري بات فظاً».وأكدت منصة «تويتر»، الأحد، أنها حجبت عشرات التغريدات، بما فيها تلك الصادرة عن نواب معارضين، انتقدت طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة بعد التماس قانوني تقدمت به نيودلهي في هذا الصدد.ويقول المحللون الهنود إنه في الاستطلاع الأخير الذي أجري في يناير الماضي، أثناء الفترة التي شهدت حالة من الهدوء من حيث تسجيل الإصابات المرتبطة بالجائحة، بلغت نسبة شعبية مودي 74 في المئة، لتتراجع قليلاً عن نسبة 78 في المئة التي سجلها في أغسطس الماضي، لكنها ظلت مرتفعة بصورة مثيرة للإعجاب. ومازال من غير الواضح ما إذا كانت الجائحة ستؤثر على شعبيته.من ناحية أخرى، يقول نيكيتا سود، وهو أستاذ التنمية الدولية في جامعة أكسفورد، والذي قام بنشر كتاب عن القومية الهندوسية: «مما لا شك فيه أن هناك حالة من الغضب الذي يتدفق بسبب سوء إدارة أزمة (كوفيد 19)، والسؤال هو: هل هذا الغضب سيتفوق على الكراهية التي يتم زرعها بصورة ممنهجة في مجتمعنا منذ سنوات؟ وهل ستستمر الذاكرة العامة لفترة كافية حتى يظهر الغضب المرتبط بالجائحة أثناء الانتخابات؟».