ارتفعت عملة بتكوين مرة أخرى أمس، إذ استغل المستثمرون أدنى مستوياتها في 7 أسابيع لإعادة الشراء بقوة.

واتجهت أكبر عملة مشفرة إلى تحقيق أكبر مكاسب لها منذ 8 فبراير عند حوالي 52700 دولار اعتباراً من الساعة 9:35 صباحاً في لندن، حيث ارتفعت في وقت من الأوقات بنسبة تصل إلى 10.4%.

Ad

وجاء هذا الارتداد بعد أسبوعين من الركود، عقب طرح منصة تداول العملات المشفرة كوينباس في بورصة ناسداك والتي قادت العملات المشفرة لمستويات قياسية يوم 14 أبريل. كما أدت التحذيرات الفنية من وول ستريت، إلى جانب انهيار بورصتي عملات رقمية في تركيا في نهاية الأسبوع الماضي، إلى تراجع المعنويات وسط مخاوف من فقاعة متنامية.

من جانبه قال الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة كوبيا ويلث ستوديوز، مايكل سكورسكي إن "العالم ينتقل من المركزية إلى اللامركزية"، مضيفاً "إذا كنت تؤمن بهذا الأمر، فهذا يعني أن الانخفاض يمثل فرصة شراء رائعة".

وتابع سكورسكي "لقد أوجد التقلب دائماً الفرص، ولا يزال الناس يفاجأون بالارتفاعات الجديدة شهراً بعد شهر وعاماً بعد عام"، وفقاً لما ذكرته "بلومبيرغ"، واطلعت عليه "العربية. نت".

ودائماً ما يحين وقت إيلون ماسك للتعليق، والذي أثر في الأسعار في الماضي من خلال التعليقات على تويتر، حيث غرد مجدداً يوم السبت مستخدماً أحد التعبيرات الهامة في مجتمع التشفير والتي تعني التمسك بالحياة أو الأصول المشفرة قائلاً "ما هو المستقبل هودل؟، حيث يخاطب بسؤاله المؤمنين بـ "بتكوين" وتعني هودل أو Hodl المتمسكين بالعملات المشفرة.

ويعد مصطلح hodl أغرب مصطلحات مجتمع التشفير من حيث السبب والذي يعود إلى أحد المتعاملين الذي كتب وقت انهيار بتكوين في 2017 نصيحة للمؤمنين بالعملة المشفرة بضرورة الاحتفاظ أو Hold، إلا أنه أخطأ في كتابتها لتصبح Hodl والتي باتت تعني المتمسكين والمؤمنين بالتشفير.

ومنذ فترة نتابع الارتفاعات القياسية للبتكوين التي لامست 65 ألف دولار في الرابع عشر من الشهر الجاري.

جاء هذا النمو وسط قبول أوسع للعملة المشفرة من الشركات الأميركية والمؤسسات المالية. رحلة الصعود الصاروخي للبتكوين بدأت مع توجه شركة Ruffer Investment Management للمراهنة على العملة المشفرة في ديسمبر الماضي عبر شراء ما قيمته 765 مليون دولار من البتكوين.

وفي يناير من هذا العام توقع بنك جي بي مورغان تشيس وصول البتكوين إلى 146 ألف دولار إذا أصبحت ملاذا آمنا.

وفي مارس الماضي، أصبح مورغان ستانلي أول بنك أميركي يوفر لعملاء قسم إدارة الثروات خدمات الاستثمار في صناديق البتكوين.

وفي الشهر ذاته أعلن غولدمان ساكس إعادة فتح قسم تداول العملات المشفرة والأصول الرقمية الأخرى ابتداء من الربع الثاني من هذا العام، كذلك سمحت PayPal للمستهلكين الأميركيين باستخدام حيازاتهم من العملات المشفرة للدفع للتجار عبر الإنترنت على مستوى العالم.

وفي آخر التطورات أعلنت الذراع السويسرية لشركة التأمين اكسا، في شهر أبريل الجاري، السماح لعملائها بالدفع بالبتكوين مقابل خدمات التأمين باستثناء التأمين على الحياة.

أما صندوق التحوط البريطاني، فأسس صندوقًا جديدًا للاستثمار في الأصول الرقمية بما فيها البتكوين.

وشهد شهر أبريل تسجيل رقما قياسيا من حيث التدفقات إلى صناديق العملات المشفرة بحسب شركة إدارة الأصول CoinShares.

وشهدت بورصة ناسداك إدراجا مباشرا لأسهم شركة Coinbase Global التي قيمت بـ 86 مليار دولار، فيما أعلنت شركة MicroStrategy وهي إحدى أبرز المستثمرين في مجال العملات المشفرة منذ 2020 أنها تمتلك الآن 91.508 ألف بتكوين!

وتتزايد الأصوات المحذرة من أن البتكوين في فقاعة، آخرها استطلاع لبنك أوف أميركا أظهر أن 74% من المستثمرين الخبراء يرون أن البتكوين في فقاعة.

ومراحل قبول البتكوين شهدت تطورات كثيرة، ففي فبراير 2021 أعلنت شركة تسلا عن شرائها 1.5 مليار دولار من البتكوين وأكدت بعدها أنها ستبدأ قريبا بقبول العملة المشفرة كأداة دفع لسياراتها.

من جانبه، أشار BNY Mellon إلى سعيه لتأسيس وحدة جديدة تمنح خيار تداول العملات المشفرة والأصول الرقمية الأخرى لعملائه.

وكشفت شركة Mastercard عن خططها لدعم المدفوعات بالعملة المشفرة عبر شبكتها.

كذلك وافقت هيئة الأوراق المالية في أونتاريو في كندا على إطلاق أول صندوق متداول للبتكوين ETF Bitcoin الذي يمتلك بتكوين فعلية.

وقال الدكتور سيف الدين عاموص الخبير في العملات الرقمية، إن "بتكوين" تمر تقريبا بعشر فقاعات كل سنة وذلك خلال السنوات العشر الماضية التي كانت فيها "بتكوين" معروضة للتداول.

وأضاف أنه عند انفجار كل فقاعة تهبط بتكوين إلى مستوى أعلى مما كان عليه في الفقاعة السابقة، موضحا أن معدل الصعود للعملة المشفرة هو 200% للسنة الواحدة، أي أن "بتكوين" تتضاعف 3 أضعاف كل سنة.