جيفري فيلتمان: أزمة إثيوبيا يمكن أن تُظهر سورية مثل «لَعب الأطفال»
قال المبعوث الأميركي الجديد إلى منطقة القرن الإفريقي الدبلوماسي المخضرم جيفري فيلتمان، في مقابلة هي الأولى له منذ تعيينه قبل أيام في هذا المنصب من قبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن ما جرى في سورية منذ 2011، قد يبدو مثل «لعب الأطفال» بالمقارنة مع الأزمة داخل إثيوبيا والنزاع في إقليم تيغراي، الذي أثار أزمة إنسانية ضخمة ومزاعم واسعة النطاق بارتكاب جرائم حرب.وقال فيلتمان إن هذا الصراع لديه إمكانية التحول إلى أزمة إقليمية كاملة، مستشهدا بمقارنته بالحرب في سورية.وأضاف: «أنظر إلى ما يعنيه انهيار سورية وفوضى الحرب الأهلية»، مستشهدا بأزمة اللاجئين وتأثيرها على أوروبا، فضلا عن صعود الجماعات الإرهابية في فراغ السلطة وانهيار بلد كان عدد سكانه قبل الحرب 22 مليون شخص.
وتابع فيلتمان: «إثيوبيا بها 110 ملايين نسمة. وإذا كانت التوترات فيها ستؤدي إلى صراع أهلي واسع النطاق يتجاوز تيغراي، فإن سورية ستبدو مثل لعب الأطفال بالمقارنة».واشارت فورين بوليسي الى أن فيلتمان ليس غريبا على دبلوماسية الأزمات، حيث إنه خدم في عدة مناصب في أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك سفير الولايات المتحدة إلى لبنان من 2004 إلى 2008، التي شملت فترة اغتيال الحريري وخروج الجيش السوري والاغتيالات في لبنان وحرب 2006 مع إسرائيل. وكان مبعوث الخارجية الأميركية للشرق الأوسط من 2009 إلى 2012، بما في ذلك خلال الربيع العربي.لكنها أردفت بأن مهمته الجديدة شاقة، فهناك الصراع في تيغراي ومسألة الاستقرار الأوسع في إثيوبيا، والتدخل العسكري لإريتريا المجاورة في تيغراي، مع اتهام قواتها بارتكاب فظائع وانتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، لا تؤدي إلا إلى تعقيد أي حل.إلى ذلك، أفادت وثيقة حكومية يعود تاريخها إلى 23 أبريل، حصلت عليها «فرانس برس» أن الجنود الإريتريين أجبروا عناصر الإغاثة، الذين يقدّمون مساعدات غذائية على مغادرة أجزاء عدة من إقليم تيغراي، ونهبوا نقاط التوزيع بعدما «شعر المستفيدون من مساعداتنا بالخوف وهربوا»، مما أثار مخاوف من وفيات جرّاء المجاعة مع اقتراب المعارك من إكمال شهرها السادس. في غضون ذلك، يكافح السودان في ظل انتقال هش وغير مؤكد إلى الديمقراطية بعد 3 عقود من الحكم الاستبدادي، وهو يتصارع في نزاع حدودي مع إثيوبيا يمكن أن يشعل صراعا منفصلا بين هذين البلدين.وما تزال هناك أزمة سياسية وأمنية في الصومال. وطوال الوقت كانت إثيوبيا ومصر والسودان في خضم نزاع دام سنوات حول السد الإثيوبي الضخم على النيل الأزرق، الذي حاولت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التوسط فيه.وفيما يتعلق بالسد الإثيوبي المثير للجدل، والذي أدى إلى توتر العلاقات الإقليمية منذ سنوات، قال فيلتمان إنه رأى بعض الانفتاحات لإحراز تقدم محتمل في المحادثات بين إثيوبيا والسودان ومصر لتجنب أزمة دبلوماسية كبيرة.ولطالما أعرب السودان ومصر عن قلقهما من أن مشروع السد الضخم في إثيوبيا على نهر النيل الأزرق يهدد أمنهما المائي في اتجاه مجرى النهر، وتعترض إثيوبيا على أنها تحتاج إلى توليد الطاقة من المشروع، وأن اتفاقيات تقاسم المياه الحالية لا ترقى إلى المستوى المطلوب.وفي ختام المقابلة، قال فيلتمان إن الاختلافات «ليست غير قابلة للتسوية في جوهرها»، ومع ذلك أضاف: «لا يمكنني التظاهر بأن بالإمكان سد فجوات انعدام الثقة بهذه السرعة، أو بين عشية وضحاها».وفي موقف تصعيدي، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، أمس، إنه ليس من العدل تخصيص حصص مياه محددة لمصر والسودان، والقبول باتفاقية تقاسم مياه النيل التي وقعت عام 1959 بين الدول التي يمر بها النهر. وأضاف المتحدثة باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، أن هناك أطرافا لا تقبل بدور فعال للاتحاد الإفريقي، مشددا على أن أي خلاف بشأن السد يجب حله بين الأطراف الثلاثة المعنية. وأشار إلى أن التفاوض في الوقت الحالي هو بشأن تعبئة السد، وبشأن تقاسم المياه سيكون في جولة أخرى. واعتبر أن إقدام السودان على تقديم شكوى لن يجدي نفعا، مؤكدا أن إثيوبيا لا تعرف طبيعة التهمة الموجهة إليها.من جهتها، قالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن الحكومة تثمن دور الاتحاد الإفريقي في الوساطة بشأن سد النهضة، وتؤكد ثقتها في الاتحاد.وأشار بيان «الخارجية» إلى تحول، إذ اتهم وزير الري السوداني ياسر عباس، في وقت سابق، الاتحاد الإفريقي بعدم الحيادية.