تعيش الهند موجة ثانية مدمرة من وباء كورونا أثارت مخاوف دولية، ودفعت العديد من الدول الى وقف السفر الى دلهي، وفي الوقت نفسه أثيرت مخاوف من أن تكون السلاسة المتحورة من الفيروس السائدة في الهند هي سبب الارتفاع القياسي في عدد الإصابات في هذا البلد الذي كان قبل أسابيع قليلة يعتبر أنه تجاوز وباء كوفيد-19 بنجاح، ويحتفي بتصديره اللقاحات الى الدول الأكثر حاجة.

لكن منظمة الصحة العالمية حذّرت من استعجال التوصل إلى استنتاجات بشأن السلالة الهندية، قائلة إنها لم تصنّفها بعد على أنها مقلقة، على غرار البريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية.

Ad

وتحدثت المنظمة عن عوامل كثيرة يمكن أن تساهم في هذا، وعلى سبيل المثال المهرجانات والفعاليات الأخرى التي حضرها الكثيرون، وهو ما قد يكون أدى إلى سرعة وتيرة العدوى، مؤكدة أن "الوضع مثير حقاً للدهشة".

وقال مدير المنظمة تيدروس غيبريسوس إنه إجمالا يزداد عدد حالات الإصابة المسجلة في الأسبوع على مدى 9 أسابيع، في حين يزداد عدد حالات الوفاة المسجلة على مدى ستة أسابيع، مبينا أن "الأسبوع الماضي شهد عدداً كثيراً من الإصابات يماثل تقريبا العدد الذي سُجل في الشهور الخمسة الأولى من بدء الوباء. وفي الهند بالذات الوضع يدمي القلب".

وحدد عالم الأوبئة، مدير إدارة مكافحة الوباء بالمنظمة، أوليفر مورغان، 3 أسباب لزيادة أعداد الإصابات، مبيناً أن السبب الأول هو انخفاض مستويات الالتزام بالصحة العامة وزيادة الاختلاط وانتشار السلالات المتحورة الأكثر قابلية للانتقال والعدوى، أما الثالث فهو التوزيع غير المتكافئ أو غير المتوازن للقاحات.

في غضون ذلك، واصلت الهند تحطيم الأرقام القياسية المسجلة في الولايات المتحدة للإصابات لليوم السادس على التوالي، مما أدى إلى انهيار الأنظمة الصحية تحت الضغوط وأدى نقص الأكسجين الطبي وأسرّة المستشفيات إلى مزيد من الوفيات.

وفي أسوأ تفشّ على الإطلاق، أظهرت بيانات وزارة الصحة الهندية تسجيل 323 ألفاً و144 حالة إصابة جديدة و2771 حالة وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما رفع إجمالي الإصابات إلى 17.6 مليونا، والوفيات إلى197 ألفا و894.

ووصف الأطباء في نيودلهي، الأكثر تضرراً، كيف يتوفى المرضى بالشوارع في حالة حرجة، بسبب نقص أسرّة المستشفيات والأكسجين الطبي. وذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" أن أزمة الأكسجين تسببت في 14 حالة وفاة أخرى في 4 ولايات. وتحدثت تقارير محلية عن طوابير من الناس المصطفين للحصول على جرعة بسطية من الأوكسيجين.

ووصفت صحيفة "الفاينانشال تايمز" معاناة الشعب الهندي خلال الموجة الثانية من الوباء بأنّها "مأساة إنسانيّة على نطاق واسع"، مشيرةً إلى أنّ "الأمر بمنزلة تحذير لدول تعتقد أنّها نجحت في هزيمة الفيروس عندما يتباطأ عدد الحالات لديها، كما أعلن حزب ​بهاراتيا جاناتا​ الحاكم بزعامة ​ناريندرا مودي​، فوزه بالمعركة ضدّ الفيروس في فبراير".

ووسط نقص في الإمدادات والأدوية الأساسية واللقاحات والأسرّة في المستشفيات، بدأت شحنات المساعدات تصل، وفي مقدمها شحنة تشمل 100 جهاز تنفس اصطناعي و95 جهازاً لتوليد الأكسجين، من بريطانيا، الدولة المستعمرة للهند سابقاً.

وفي ثاني أكثر دولة تضرراً من الوباء في العالم، استمرت الحكومة اليمينية المركزية بمعارضة البرازيل استيراد لقاح سبوتنيك-في الروسي. وقال رئيس الوكالة الناظمة للأدوية أنتونيو توريس: "لن نسمح أبداً أن يتعرّض ملايين البرازيليين لمنتجات بدون تحقق ملائم من الجودة والسلامة والفعالية، أو على الأقل أن تكون النسبة بين المخاطر والمنافع مواتية".

واتّبعت إدارة الوكالة توصية خبرائها الذين لاحظوا وجود "انعدام يقين" حول اللقاح الذي لم يحصل بعد على ترخيص السلطات الصحية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ومع هذا القرار يبدو أن الحكومة الفدرالية ستكون في صدام مع 10 ولايات في شمال وشمال شرق البرازيل وقّعت عقوداً مع موسكو للحصول على أكثر من 30 مليون جرعة "سبوتنيك في".