مشاورات أميركية - خليجية حول نووي إيران

مشاورات أميركية - خليجية حول نووي إيران

نشر في 29-04-2021
آخر تحديث 29-04-2021 | 00:00
صورة للشاه الإيراني الأخير أمام فندق «غراند اوتيل» حيث تجري المحادثات النووية في فيينا                    (أ ف ب)
صورة للشاه الإيراني الأخير أمام فندق «غراند اوتيل» حيث تجري المحادثات النووية في فيينا (أ ف ب)
أجرى المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي مشاورات مع دول مجلس التعاون الخليجي، حول المفاوضات النووية الجارية في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، ومحاولات إحياء اتفاق عام 2015، بينما أعلنت طهران زيارة غير مقررة لوزير خارجيتها لعمان.
مع تزايد المؤشرات على احتمال نجاح المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، التي تدور حاليا بوساطة أوروبية في فيينا، من أجل إحياء الاتفاق النووي، قام وزير الخارجية محمد جواد ظريف بتوسيع جولة إقليمية بدأها من قطر، وكان من المقرر أن يختتمها بالعراق، لتشمل سلطنة عمان، التي سبق أن قامت بدور الوسيط بين طهران وواشنطن لإنجاح الصفقة النووية عام 2015.

وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية بأن زيارة ظريف لمسقط تهدف إلى إجراء محادثات حول العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي. وبدأ ظريف جولته الاثنين الماضي من الدوحة وبغداد، حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين ضمن تحركات تهدف إلى تهدئة التوتر في الملفات الإقليمية، لإتاحة المجال أمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتقدم باتجاه إعادة واشنطن للعمل بالاتفاق النووي، ورفع العقوبات التي أقرت على طهران بعد انسحاب سلفه دونالد ترامب من الصفقة النووية عام 2018.

وتزامن ذلك مع مشاورات أجراها المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، مع دول مجلس التعاون الخليجي، قبل توجهه إلى فيينا لمتابعة المفاوضات التي تشارك فيها طهران والدول الأعضاء بالاتفاق النووي، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا.

وقال مالي، عبر "تويتر"، "جرى نقاش جيد مع شركائنا في دول مجلس التعاون، بشأن وضع محادثات الاتفاق النووي والأمن الإقليمي، ونعود إلى فيينا للجولة التالية من المحادثات نحو هدفنا المتمثل في العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة" التي تقيد إمكانية تطوير طهران لسلاح ذري.

وكانت الجولة الثالثة انطلقت رسميا قبل أن تنفض سريعا، أمس الأول، وأفاد مندوب موسكو بأن "الأطراف اتفقوا على تسريع مسار العودة لاتفاق فيينا مع إيران لعام 2015".

وذكر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال مؤتمر مع نظيره السلوفيني، أن "المحادثات في فيينا ليست سهلة، لكن لدينا الانطباع بأن كل من يشارك في المحادثات يتفاوض بروح بناءة للوصول إلى هدف، وهو أن تعود إيران إلى كامل التزاماتها ضمن الاتفاق، فيما تكون الولايات المتحدة جاهزة لرفع العقوبات التي فرضتها عندما خرجت من الاتفاق".

حراك وترحيب

وترافق الحراك الدبلوماسي، الذي تشهده المنطقة، مع تصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أثنى فيها على إيران بكلمات طيبة، مساء أمس الأول.

وقال بن سلمان، خلال حديثه المتلفز، "إيران دولة جارة، وكل ما نطمح له أن تكون لدينا علاقة جيدة ومميزة مع طهران"، مؤكدا أنه لا يريد أن يكون وضع إيران صعبا، على العكس يتمنى أن تكون إيران مزدهرة وتنمو، وتكون لدينا مصالح فيها، ولديهم مصالح بالمملكة، لدفع المنطقة والعالم إلى النمو والازدهار".

جاء ذلك في وقت أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في تصريحات أمس، أن بغداد تدفع باتجاه تقريب وجهات النظر بين إيران وبلدان الخليج. وفي وقت سابق، أفادت تقارير بأن بغداد نجحت في جمع مسؤولين من إيران والسعودية لبحث تخفيف التوتر، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين.

قلق إسرائيلي

من جانب آخر، ذكر البيت الأبيض أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين عبروا خلال اجتماع لهم في واشنطن، أمس الأول، عن قلقهم البالغ إزاء التقدم الذي تحرزه إيران في برنامجها النووي، واتفقوا على أن السلوك الذي تنتهجه الجمهورية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط يمثل "خطرا كبيرا".

وقال البيت الأبيض إن مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، اتفقا في لقائهما على تشكيل فريق عمل مشترك، لتركيز الاهتمام على التهديد المتنامي الذي تمثله إيران، من خلال تزويدها حلفاءها بطائرات مسيرة وصواريخ دقيقة التوجيه.

وأطلعت الولايات المتحدة إسرائيل على المحادثات في فيينا، وشددت على اهتمامها القوي بالتشاور عن كثب مع الدولة العبرية بشأن القضية النووية في المستقبل، وأكد المسؤولون الأميركيون دعم الرئيس بايدن الثابت لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وقال البيت الأبيض، في بيان، "تبادل الجانبان المخاوف بشأن المواجهات العنيفة الأخيرة في القدس، ورحب المسؤولون الأميركيون بدعوات إسرائيل الأخيرة إلى التهدئة، كما أدانت الولايات المتحدة بشدة الهجمات الصاروخية العشوائية الأخيرة من غزة على إسرائيل".

وترافق ذلك مع كشف البحرية الأميركية، مساء أمس الأول، أن الأطقم العسكرية أطلقت طلقات تحذيرية في الخليج، بعدما اقتربت ثلاثة زوارق تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني من سفنها، في حادث هو الثاني من نوعه هذا العام.

وجاء في بيان البحرية الأميركية: "أصدرت الأطقم تحذيرات متعددة عبر الراديو، لكن سفن الحرس الثوري واصلت مناوراتها القريبة، ثم أطلق طاقم فايربولت طلقات تحذيرية فابتعدت السفن الإيرانية إلى مسافة آمنة".

وكان أقرب زورق هجوم إيراني سريع على الشاطئ وصل إلى السفن الأميركية 68 ياردة خلال الحادث الذي وقع الاثنين الماضي في المياه الدولية بشمال الخليج. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت القوات البحرية الأميركية أن زوارق من بحرية "الحرس" تحرشت بقطع خفر السواحل الأميركي بمياه الخليج في 2 أبريل الجاري.

back to top