الجرائم المتكررة، التي أصبحت ألماً يعتصر قلوب المواطنين الذين يتمتعون بالإنسانية، تدق أجراس الخطر، خصوصاً أنها لا تتوقف عند حد معين، بل تجاوزت كل الأساليب الإجرامية، ورغم محاولات المواطنين البسطاء للفت انتباه أصحاب القرار خلال اعتصاماتهم السلمية فإن هناك من يتجرأ كل يوم على ارتكاب الأسوأ أمام أعين الجميع وفي وضح النهار، وكأنهم يبعثون برسالة مفادها لن نخشى القانون الذي أصبح الضحية مجدداً في ظل العجز عن المواجهة أو الحد من هذه الاختراقات والجرائم التي هزت الجميع، فهل أصبحنا نخشى مواكبة حياتنا الطبيعية لأننا نخشى من قد يرتكب جرائم أخرى؟ أم نرثي حالنا ونحن نشاهد الدماء تسيل والدموع تنعى وترثي الأحباء الذين وقعوا تحت يد السفاحين؟ورغم حرمة هذا الشهر الفضيل وأيامه التي يفترض أن تكون لها مكانة خاصة فإن بعض البشر أصبحوا لا يطاقون، لأنهم يتكالبون على إثارة المشاكل التي قد تصل إلى استخدام أقسى أنواع الجريمة، فيجب أن يتم إحياء القانون لمواجهة كل المتجاوزين بسواسية وعدالة، بعيدا عن العنصرية والفوقية والواسطة والمتنفذين الذين دمروا ومازلوا ما تبقى من رمق أخير قد يتنفسه قانوننا.
إن الحالة صعبة جدا وسط أجواء مشحونة دون وجود حلول واقعية تنسف كل من يتجرأ على تجاوز القانون، وتجتث جذور كل من يدعم من يسعون إلى فقدان الإنسانية حتى ينتصروا لأنفسهم وينفذوا مآربهم الفاسدة، فالكويت التي عاشت بلا "فرح" أصبحت تئن وهي تشاهد أحداثا مؤلمة لم تخطر على البال أمام صرخات الاستغاثة في حين يتجول المجرم في الطرقات ليرتكب جريمته دون أن يخشى أحداً.لماذا لا نضع الأسباب الحقيقية على الطاولة، ونبحث عن استمرار مثل هذه النزعات غير الإنسانية ونحدد المتسبب قبل مرتكب الجريمة؟ فتوالي الأحداث المؤسفة والحزينة والمشاهد المأساوية والتسريبات غير العقلانية يجب التوقف عندها، والتصدي لها ومحاسبة الفاعلين أمام الجميع، لأن التهاون هو من ساهم في استمرار كل هذه القضايا، ما عدا عناوين تحذيرية وتصريحات رمزية وتهديدات متكررة وسيناريوهات لا تزال بيد بعض الساعين لإطفاء النار بحوادث أخرى أكثر اشتعالا لتغطية حدث مقابل الآخر، وهكذا تستمر عجلة الدوران دون توقف لأننا لا نزال نفتقد البوصلة والحلول.والمتنفس الوحيد يكمن في إيجاد منظومة نفسية علاجية سلوكية تبدأ من الشارع مرورا ببعض المعنيين في الأجهزة وصولا إلى بعض السياسيين، لأن الحلقة لا تزال مفقودة، ونحن نعيش بلا فرح سوى ذكريات مؤلمة على ما تبقى من ابتسامة صفراء، أمام هذا الكم الهائل من الأحداث، فلا حول لنا ولا قوة إلا بالصبر.
مقالات - اضافات
شوشرة: بلا فرح
30-04-2021