لا تهدروا صهريج الحماس الجماهيري
رسالة لنواب المجلس لا تكرروا عملية الجلوس مكان الوزراء أو أي حركة مشابهة لأن ذلك يستنفد الطاقة الدفاعية لدى المؤيدين لكم من المواطنين في الوقت الذي تحتاجون إلى زيادة رصيد التأييد وتوسيع دائرة التفاعل الإيجابي مع مطالبكم، فالرصيد الشعبي هو الصهريج الضخم الذي يضخ الضغط وطاقة الدفع نحو التغيير وفرض الإصلاح فلا تهدروه.اعلموا أن حركتكم الأخيرة تولت شخصيات ذات مصداقية شعبية قوية الدفاع عنها أمام هجمة خصومكم وانكسرت موجة التشويه التي أطلقوها على صخور هذا الدفاع، ولكن لا نضمن لكم أن تسلم الجرة مرة ثانية، فالمطلوب تعبئة الرفض الشعبي من خلال التأشير إلى أي عمليات تقصير بشأن محاسبة من سرقوا أموال الشعب واسترداد ما سرقوه، وإنزال أقسى العقوبات بهم ومواصلة الزحف القانوني على كل متورط في السرقة بعد تجهيز كل الملفات والمستندات المؤيدة مما لا تتوافر معها فرصة للتفلت من العقاب.الأمر الآخر الذي يتساوق ويتكامل مع ما سبق تقديم المشاريع المتطورة والذكية التي تنهض بالبلد وتخرجه من حالة التراجع الفظيع الذي أناخ عليه لعقود وخلق قاعدة اقتصادية توفر مصادر دخل مستدامة وغرس الشباب في بيئة السوق، وإنهاء القطاع العام وحل المشكلات التي يعانيها أفراد المجتمع في إطار برنامج عمل يُرسِّمه النشطاء من أبناء الوطن ومنظمات المجتمع المدني.
الشعب الكويتي بعد مقابلة سمو ولي عهد في المملكة العربية السعودية أصيب بما يشبه الصدمة الحضارية حين أوضح التفصيلات وأظهر التمكن من عرض المشاريع والاستهدافات والخطوات التمهيدية في خلق القيادات الجديدة التي تملك القدرات غير العادية لتحريك قطار الإصلاح والتطوير الذي حرق المراحل فحقق ما كان مستهدفا قبل عشر سنوات من تاريخ إنجازها هذا بالرغم من الحرب المحتدمة مع الحوثيين المدعومين من إيران ووباء كورونا وتهاوي أسعار النفط.نعم صدمة حضارية لمجتمع يغط في سبات الشعور بالتفوق ويصحو على رؤية الفجوة الواسعة والعميقة المنحفرة بين الواقع السعودي في وتائر نموه المتصاعد والشامل وقوة حركته نحو الإنجاز والتطوير وبين واقعنا المتراجع على كل الصعد، المنخور بآفات الفساد والشلل، والمرتهن بمنظومة متوحشة تنتمي لما قبل فضاءات المدنية وحكم المؤسسات تريد إرجاعنا إلى بنية متخلفة منبوذة في كل المجتمعات المتحضرة وتجويف النظام الديمقراطي وشكلنته. ذكرتني مقابلة سمو ولي العهد محمد بن سلمان تلك المقابلة الباذخة للشيخ صباح الأحمد الصباح، رحمه الله، الذي كان يتكلم بالتفاصيل لكل مكونات رؤيته باقتدار وإيمان لأنها معجونة بإصراره وقناعاته، والتي كانت ستقلب الأمور رأساً على عقِب وتضع الكويت على طريق النهوض والتطوير إلا أنها قد اصطدمت بأصلب العقبات فاندفنت هذه الرؤية معه عليه الرحمة والرضوان، انظر مقالنا بتاريخ 2020/5/29 في (الجريدة) فهل تنفثون فيها الروح نوابنا الأعزاء؟وكان رحمه الله متوجهاً إلى اقتلاع الفساد مثلما فعل سمو ولي العهد في السعودية، وها نحن نرى مفاعيل جهوده متمثلة بتصدي القضاء لقضايا سرقات مسؤولين كبار وصدرت أحكام بحق بعضهم.وجوب البدء بالفساد والفاسدين يفرضه تمهيد الأرض للإصلاح والتطوير، وهنا أذكِّر بأن تجريد الفاسدين من الأموال يشل حركتهم ويستأصل نشاطهم المخرب والمُشوِّش فضلاً عن أنه يعدم أدواتهم الإعلامية التي تسحر عقول الجماهير، فتجعل بسحرها الأكاذيب الميتة كأنها حقائق تسعى، كما أن هذا التجريد يعقم الأجواء ليساقط الذباب الإلكتروني فلا يعلو على صوت ورش العمل والبناء طنين الذباب ولا محل لقوارض الشبكة الاجتماعية تلك الشبكة الضرورية التي تجمع طاقات وموارد وأفكار المجتمع في عمل مشترك متفاعل، كما في مجتمع النحل والنمل لإنتاج وسائل ديمومة المجتمع وتطوره.نوابنا الأعزاء أردت بهذا أن أغرس في وعيكم واهتمامكم أهدافنا وهمومنا.