النجوم في الثرى تغور...!!
غيّب الموت الثلاثاء الماضي صديقاً وزميلاً وعضواً بارزاً في رابطة الأدباء الكويتيين.الفقيد يُعد من شعراء الكويت الكبار ومن جيل المخضرمين، وآثاره ملموسة وبارزة، حيث صدر له عدد من الدواوين ولديه دراسات جادة وعميقة تتعلق بفنون الشعر وأوزانه وبحوره وقوافيه، وتُعد مرجعاً مهماً للمهتمين والشعراء، إضافة إلى ذلك إجادته للتلحين والألحان، وقدم الكثير للأغنية والأوبريتات الكويتية، كما كتب العديد من الدراسات في التراث الكويتي، وقد يطول الحديث بهذا الخصوص، ولكن لمن أراد المزيد فهي موجودة ومتوفرة بهذا الجهاز...!!الشاعر الأديب عبدالرزاق محمد صالح العدساني من مواليد مدينة الكويت القديمة عام ١٩٣٦، ودرس بالمدرسة القبلية، وأتم مراحل تعليمه بالمباركية، وشق طريقه بالحياة كسائر الكويتيين، واختصاراً للتفاصيل حيث الغرض من هذه المقالة الرثاء ونحن في الشهر الفضيل بذكر محاسن من فقدناهم، ويتماثل الآن أمامي طيفه، وتعود الذكريات إلى أيام تجمعنا في الرابطة الأدبية، وكان دائماً يذكرنا بموعد صلاة الجماعة للمغرب والعشاء في مصلى الرابطة، ونعود لنستكمل الأحاديث الشيقة...!
كان هادئ الطبع، وقوراً في جلسته، حسن الاستماع، غزير المعلومات في تراث الكويت وعن قراها ومسميات الأماكن وتراث الماضي، وألف بالمناسبة كتاباً جميلاً عن ذكريات الماضي، ونشرته إحدى الصحف على حلقات في زمن مضى...!جمعتني العلاقة مع الأستاذ عبدالرزاق العدساني قبل عقود بإحدى اللجان التي تعنى بتسميات شوارع الكويت، ولم يأت كي يعرض على اللجنة أسماء الأقرباء والمعارف والأصدقاء، بل كان شديد الحرص على تزكية أسماء المؤرخين والأدباء والعلماء والشعراء الكويتيين الذين يستحقون، وكل هؤلاء سيرهم ضخمة وثرية وتُشرف الكويت... ولا أخفي سراً كنا متضامنين ومتفقين لنتبادل الأدوار عند طرح الأسماء أمام اللجنة... ورغم موافقة اللجنة عليها فإن قرارات المجلس البلدي بذلك الوقت نسفت كل الأسماء التي تقدمنا بها، وحلت مكانها، كما تشاهدون الآن، أسماء أخرى في شوارع الكويت، واكتفي بذلك دون تعليق...!رحم الله شاعرنا وأديبنا الكبير الأستاذ عبدالرزاق العدساني، وأختم المقالة بأبيات من الشعر وردت على لسانه فقال: فما لي عنَكْ ياربي مفرُومنك وكيف ماشئت اللقاء..واطمع ياإلهي منك عفواً..فمن رحماك يغمرنا الرضاء..أطلب من الدولة وفاء لهذا الرجل تسمية مدرسة على اسمه..!