خاص

تسريع التطعيمات... مناعة ضد الموجة الثالثة وعودة للحياة

• عبدالله بهبهاني لـ الجريدة•: عدم تلقيح 70% من السكان يؤدي إلى تحورات جديدة في الفيروس
• اختلاف الموجة الأولى عن الثانية في نمط الأعراض وحدتها وفئات المصابين

نشر في 30-04-2021
آخر تحديث 30-04-2021 | 00:05
 طبيب الصحة الوقائية في وزارة الصحة د. عبد الله بهبهاني
طبيب الصحة الوقائية في وزارة الصحة د. عبد الله بهبهاني
منذ ما يزيد على 14 شهرا، تواصل الأطقم الطبية وغيرها جهودها في مجابهة مرض «كوفيد 19»، الذي أحدث تحولات زلزالية في كل مناحي الحياة منذ انتشاره في العالم نهاية عام 2019 وحتى الآن.

وخلال هذه الفترة مرت الكويت بموجتين من الوباء؛ الأولى في الصيف الماضي، وقد بلغت ذروتها في مايو ويونيو 2020، أما الثانية فقد دخلت فيها البلاد فعليا في النصف الثاني من يناير 2021، وما تلاه.

واختلفت الموجة الأولى عن الثانية في الكويت، ولعل من أبرز تلك الاختلافات هو التوقيت، فضلا عن أن الوباء في «الثانية» شديد وسريع الانتشار، لذا صاحبها تزايد وارتفاع الإصابات والوفيات ودخول المستشفيات والعنايات المركزة، بشكل كبير جدا.

واختلف نمط وحدة الأعراض بشكل عام في الموجتين، ففي الأولى كانت الحالات التي تصل إلى المستشفيات متأخرة جدا، وتعاني فشلا رئويا حادا وفشلا في الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى تدهورها بسرعة، وخلال يومين أو ثلاثة تسوء الحالة بشكل كبير، وربما تنتهي إلى الوفاة.

وكانت الإصابات في الموجة الأولى أكثر بين المواطنين الكويتيين، أما في «الثانية» فأصبحت بين المواطنين والمقيمين.

وفي «الأولى» كانت حالات دخول المستشفيات والإصابات أكثر بين فئة كبار السن من المواطنين، وكذلك من الفئات التي تعاني أمراضا مزمنة، بينما في «الثانية» فالإصابات في جميع الفئات والشرائح العمرية، وهناك عشرات الحالات ترقد في العناية المركزة من الشباب وصغار السن، وممن لا يعانون أمراضا مزمنة.

ظهور اللقاحات

من جانبه، أكد طبيب الصحة الوقائية في وزارة الصحة د. عبد الله بهبهاني، لـ «الجريدة»، أن الاختلاف الأكبر بين الموجتين هو في ظهور اللقاح المضاد للفيروس، ففي «الأولى» لم يكن اللقاح قد ظهر للمساعدة في كبح جماح الوباء، وأما الآن فالتطعيمات الآمنة وذات الفعالية الكبرى موجودة في الكويت.

وأضاف بهبهاني أن «التطعيم هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة والعودة إلى الحياة الطبيعية التي ننشدها جميعا»، مضيفا أنه يؤيد تخفيف قيود الحجر لمن تلقى الجرعتين من التطعيم والقادمين من السفر.

وأكد عدم رصد أي حالة دخول إلى المستشفى أو العناية المركزة، بين من تلقى جرعتي التطعيم بشكل كامل، حتى بين كبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة.

وذكر أن الموجة الثانية شهدت ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات والوفيات ودخول العناية المركزة على عكس «الأولى» التي كانت فيها الأعداد خفيفة إلى متوسطة.

وأضاف أن «الثانية» شهدت تحورات في الفيروس على المستوى العالمي، مثل السلالة البريطانية والبرازيلية والجنوب إفريقية والهندية وغيرها من التحورات الأخرى، مشيرا إلى أن هذه التحورات تتصف بأنها أكثر شراسة وسرعة من الموجة الأولى.

وعما إذا كنا على موعد مع موجة ثالثة من الوباء، أشار إلى أن ذلك ربما يحصل، ولذا ينبغي التسريع من وتيرة التطعيمات لأكبر قدر ممكن من السكان لتجنب الدخول في الموجة الثالثة، موضحا: أن تسريع وتيرة التطعيمات يهدف للوصول إلى المناعة المجتمعية، ثم العودة إلى الحياة الطبيعية.

إلغاء القيود

وأكد أن الوفيات وحالات الإصابات ودخول المستشفيات قلت كثيرا في بريطانيا عقب التوسع في حملة التطعيمات، وهذا دليل على كفاءة هذه التطعيمات وأمانها، لافتا إلى أن التوسع في التطعيمات سيتبعه توسع في إلغاء القيود المفروضة وفتح الحياة.

وحذر من عملية التسرع في الانفتاح حتى مع التطعيمات، داعيا الجميع حتى المتطعمين إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية والاشتراطات الصحية مثل ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل الأيدي باستمرار، لافتا إلى أن بعض الدول الأوروبية فتحت القيود وزادت لديها حالات الإصابة بشكل كبير.

وأوضح بهبهاني أن الوصول إلى تطعيم 70 في المئة من المجتمع سيقلل من فرضية تحورات جديدة في الفيروس، وعدم وصولها إلى هذه النسبة قد يؤدي إلى حدوث هذه التحورات، لافتا إلى أن اللقاحات الموجودة في الكويت الآن لها درجة جيدة من الفعالية على الفيروس المتحور.

عادل سامي

back to top