في اعتداء سافر على المال العام يصل إلى حد الفضيحة، خرجت إلى النور قائمة مستحقي مكافآت «الصفوف الأمامية»، المرسلة إلى ديوان الخدمة المدنية، متضمنة أكثر من 214 ألف موظف، بين مواطن ومقيم، تابعين لـ64 جهة حكومية، بعضها لا علاقة له من قريب أو بعيد بمكافحة «كورونا»، ليحصلوا على أكثر من 568 مليون دينار.

وأظهرت القائمة، التي حصلت «الجريدة» على نسخة منها، حصول وزارة الصحة على نصيب الأسد منها، بـ 53 ألف موظف، في حين جاء مكتب وزير الدولة لشؤون الشباب في المرتبة الأدنى بـ 5 موظفين فقط، وحصلت وزارة الدفاع على المرتبة الثانية بـ 46 ألفاً، ثم «الداخلية» بـ 36 ألفاً.

Ad

ومما يبعث من تلك القائمة رائحة التنفيع البيّن، تضمُّنها إدارة نزع الملكية للمنفعة العامة بـ 10 موظفين، والأمانة العامة للأوقاف بـ77 موظفاً، والإدارة المركزية للإحصاء بـ 72، ومكتب الإنماء الاجتماعي بـ 12، وهيئة طباعة ونشر القرآن الكريم بـ 30، فضلاً عن المجلس الوطني للثقافة والفنون بـ 39موظفاً.

من هم رجال الصفوف الأمامية؟

إذا حدثنا العاقل بما يعقل، فإن رجال «الصفوف الأمامية» هم تلك الكوادر وأصحاب المهن الذين تصدوا لمهمة مكافحة وباء «كورونا»، وكانوا في طليعة محاربيه، معرضين أنفسهم لخطر الوباء والعدوى من أجل إنقاذ حياة الناس، وعليه فإنهم يستحقون المكافأة بل تغدو حقاً أصيلاً لهم.

ومن البديهي أن يأتي العاملون بوزارة الصحة في طليعة تلك الصفوف، نظراً لتعاملهم المباشر مع الوباء والمرضى، أما أن تتضمن كشوف تلك المكافأة إدارات وهيئات وأجهزة ووزارات بعيدة كل البعد عن التعامل المباشر أو حتى غير المباشر مع الوباء، وإنما تتم مكافأة موظيفها، الذين يتقاضون رواتبهم كاملة، على مجرد ذهابهم لأعمالهم... فهو وضعٌ للمكافأة في غير محلها، ومنحها لمن لا يستحق.