وسط ركود اقتصادي يعانيه العالم وتداعيات أزمة استثنائية غير مسبوقة يعيشها العالم، وتمرّ فيها اقتصادات كبرى تحت وطأة وتداعيات الجائحة الصحية، فاجأت شركة أجيليتي للمخازن العمومية، الأوساط الاقتصادية، الأسبوع الماضي، بإعلان مدوّ على الصعيد العالمي، إذ نسجت الشركة واحدة من أهم الشراكات والصفقات العالمية العابرة للقارات بقيمة استثنائية تقدّر قيمتها بنحو 4.2 مليارات دولار، في صفقة غير نقدية بفلسفة وهندسة مالية مناسبة مريحة ومربحة لكل أطراف الصفقة.تتمثّل أهمية الصفقة وقوّتها في قيمة عمليات "أجيليتي" التي احتفظت ببريق أصولها وجودة استثماراتها، رغم الضغوط والتحديات التي أصابت غالبية الأصول حول العالم وبتقييمها المرتفع في ظل استثنائية الظروف الاقتصادية والتداعيات التي تتحوط لها دول لا شركات، أيضا قناعة شركة عالمية مثل شركة "دي إس في" بقبول الشراكة مع "أجيليتي"، لتبرهن من جديد على نجاح رؤيتها الثاقبة عندما قررت التوسع عالميا ومنافسة الكبار.
تعريف "DSV"
شركة دي. إس. في بانالبينا هي شركة عالمية رائدة في توفير حلول سلاسل الإمداد لآلاف الشركات حول العالم، والتي تتنوع ما بين الشركات العائلية الصغيرة إلى الشركات الكبرى المتعدد الجنسيات، وهي شركة مدرجة في بورصة كوبنهاغن الدنماركية (بورسن)، ويعمل لديها أكثر من 56.000 موظف في أكثر من 80 دولة لتقديم خدمات مميزة وعالية الجودة وضمان إمداد البضائع لخطوط الإنتاج والمنافذ والمتاجر والمستهلكين في أنحاء العالم كافة بشكل فعال ومستمر. وتنقسم دي. إس. في ضمن 3 أقسام تقدّم كل منها مجموعة كاملة من الخدمات لدعم قطاع سلاسل الإمداد، وهي خدمات الشحن الجوي والبحري والنقل البري والحلول المتعلقة (بالتخزين والخدمات اللوجستية).وبفضل أكثر من 1300 مكتب ومحطة ومستودع في أنحاء العالم كافة، تتمتع دي. إس. في بالخبرات المحلية لهذا الأسواق، بينما تستفاد من امتدادها العالمي لتأمين أفضل الخدمات الممكنة لعملائها.الحصة السوقية لشركة dsv
إن الحصة السوقية الإجمالية لأكبر 20 شركة في قطاع الخدمات اللوجستية عالمياً تتراوح بين 30 و40 بالمئة، وفي عام 2020، حققت دي. إس. في إيرادات بقيمة 17.7 مليار دولار تقريباً، وبذلك تعتبر خامس أقوى شركة عالمياً في قطاع الخدمات اللوجستية من حيث الإيرادات ضمن هذه الشريحة. ومن المتوقع أن تؤدي عملية الاستحواذ بعد إتمامها إلى إنشاء شركة رائدة تصنف من ضمن أفضل 3 شركات عالمية في قطاع الخدمات اللوجستية من حيث الإيرادات، وستتراوح الحصة السوقية لهذه الشركة ما بين 4 و5 بالمئة.القيمة المضافة
تعتبر الصفقة مع شركة دي في إس هي واحدة من أكبر وأهم صفقات الاندماج والاستحواذ الخاصة مع شركة مدرجة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال العقد الأخير. فمن ناحية ستكون "أجيليتي" من مساهمي شركة دي. إس. في بحصة نسبتها 8 بالمئة تقريبا، مما يعني أن "أجيليتي" لا تزال ملتزمة بنشاطها في قطاع سلاسل الإمداد، حيث ستصبح ثاني أكبر مساهم في واحدة من أكبر شركات الخدمات اللوجستية في العالم.من ناحية أخرى، من المتوقع أن تؤدي هذه الصفقة إلى تعظيم القيمة لمساهمي "أجيليتي" والتأثير إيجاباً على حقوق المساهمين والقيمة السوقية للشركة.مستقبل النمو في الأرباح والعمليات
وفي رده على سؤال لـ "الجريدة"، يقول نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة أجيليتي، طارق السلطان: لننظر لهذا السؤال من شقيّن، أولهما أن "أجيليتي" ستبقى شركة رائدة في الأسواق الناشئة، مستثمرة في التكنولوجيات الوليدة، ورائدة الأعمال المستدامة من خلال مجموعة شركاتها التابعة. كما أن "أجيليتي"، ومن خلال الصفقة التي استبدلنا فيها قطاع الخدمات اللوجستية التابع لنا باستثمار استراتيجي طويل الأمد في شركة أقوى وأكثر ربحية ما من شأنه تعظيم القيمة المضافة لمساهمينا.من ناحية أخرى، سينتج عن هذا الاستحواذ شبكة لوجستية عالمية أقوى، وعلاقات أعمق وأفضل لعملاء "أجيليتي" مع شركات الشحن، وقدرات تشغيلية مُحسنة.فمن المتوقع أن تؤدي الصفقة بين دي. إس. في و"أجيليتي" إلى زيادة الإيرادات السنوية لشركة دي. إس. في بنسبة 23 بالمئة تقريبا، مما سيصنف الشركة في قطاع الشحن بين الـ3 الأوائل عالمياً بإيرادات تبلغ حوالي 22 مليار دولار وقوة عاملة مجمعة تضم أكثر من 70.000 موظف، وسيكون لأعمال الشركة عمليات في أكثر من 90 دولة، مع 2.8 مليون حاوية، وأكثر من 1.6 مليون طن من الشحن الجوي سنوياً."أجيليتي" الجديدة.. ما هي؟
يؤكد السلطان أن "أجيليتي" حتما ستكون أقوى وأقوى مع استمرار تركيز جهودنا الاستثمارية في سلسلة الإمداد والخدمات اللوجستية، أما القطاعات الأخرى، وهي مجموعة شركات أجيليتي، التي منها المجمعات اللوجستية المتخصصة في تطوير المستودعات والبنى التحتية الصناعية الخفيفة، أو مجموعة خدماتنا الأخرى التي تغطي الخدمات اللوجستية للوقود، وإدارة العقارات التجارية، وخدمات المطارات، ورقمنة الجمارك، والخدمات اللوجستية الرقمية، فهي من بين أمور أخرى لم تتضمنها الصفقة. وهذه المجموعة من الشركات هي شركات قوية ذات هوامش عالية تتسم بالاستقرار، وتقدم هذه الشركات جميعاً خدمات مكملة للعمل اللوجستي.نقطة تحوّل استراتيجية
برغم سلسلة النجاحات المتتالية لشركة أجيليتي على الصعيدين المحلي والعالمي، يعتبر السلطان هذه الصفقة نقطة تحول جديدة في مسيرة الشركة، حيث ستقوم "أجيليتي" باستكشاف فرص التعاون بينها وبين شركة "دي إس في" ضمن مجالات العمل الخاصة بهذه الشركات، بما في ذلك أعمال "أجيليتي للمجمعات اللوجستية" ومجموعة خدماتنا الرقمية التي تقدّمها شركات Shipa ومشاريعنا التقنية المختلفة.تسويق عالمي مباشر لبورصة الكويت
أدى إفصاح شركة أجيليتي في بورصة الكويت الى تحقيق تسويق عالمي مجاني مباشر للسوق المالي الكويتي، الذي بات تحت مجهر المستثمرين العالميين أفرادا ومؤسسات، خصوصا بعد سلسلة الترقيات التي تمت أخيرا على مؤشرات فوتسي وmsci، حيث إن حجم الصفقة وقوة الشريك العالمي "دي إسي في" وارتباط اسم شركة أجيليتي بإدراجها في بورصة الكويت، جعلت البورصة الكويتية حديث العالم ومحط أنظار وتقييم كبريات البنوك الاستثمارية التي من المؤمل أن ترفع من نظرتها لبورصة الكويت وتصنيفها ايضا.أرباح «أجيليتي» بعد إتمام الصفقة
بالرغم من أنه من المبكر في الوقت الحالي تحديد نسبة أرباح "أجيليتي" من صفقة دي إس في، فإن تقييمات مراقبين تشير الى أن الشركة ستحقق قيمة مضافة لا تقل عن 5 مليارات دولار، والاستثمار الجديد سيمثل ضعف القيمة السوقية لإجمالي الوجود السوقي لعمليات شركة أجيليتي سابقا. هذا مع استمرار حضور "أجيليتي" القوي في الكويت ودول الخليج العربي، كما توجد من خلال شركاتها التابعة في العديد من الأسواق الناشئة الأخرى، وبعد إتمام الصفقة ستوجد فرص للتعاون في مجالات وأسواق أخرى.مبررات التمويل المصرفي بلا ضمانات
في ظروف الأزمة المالية العالمية التي اندلعت أواخر 2008 وما بعدها، حظيت أجيليتي بميزات فريدة، حيث حصلت على تسهيلات ائتمانية من بنوك عالمية، والأكثر من ذلك أنها كانت بلا ضمانات، وتواصل العديد من البنوك العالمية عروضها لشركة أجيليتي بتقديم تسهيلات بأسعار تنافسية، ومن دون ضمانات، ولعل عمليات الشركة في الأسواق العالمية وما تتمتع به من قيمة مضافة عالية، وما تتسم به ثقة عالية في نموذج أعمالها، وجودة استثماراتها وأصولها وتدفقاتها النقدية المستدامة، عوامل تبرر هذا التهافت المصرفي العالمي على تمويل الشركة بضمان الثقة.الفارق بين القيمة الدفترية والسوقية 810 ملايين دينار
بلغت القيمة الدفترية لنشاط الخدمات اللوجستية العالمية المتكاملة في دفاتر "أجيليتي" بنهاية العام الماضي 2020 نحو 390 مليون دينار تقريبا، والقيمة السوقية المقدرة لأسهم شركة دي إس في التي تشكّل مقابل صفقة البيع، كما في 26 أبريل الماضي، تقدّر بنحو 1.2 مليار دينار، مما يعني أن الفارق يبلغ نحو 810 ملايين دينار.نموذج «أجيليتي» يحفّز الخصخصة
مرة أخرى تؤكد شركة أجيليتي أنها نموذج ناجح للخصخصة، وليس كما يتم الترويج له أن الخصخصة عدو اقتصادي، فشركة أجيليتي نهضت من شركة محدودة الإمكانات والأصول تدير مخازن في الكويت لتخزين البضائع الى واحدة من أهم وأكبر 4 مجاميع عالمية في الخدمات اللوجيستية من نقل وتخزين وشحن بري وبحري وإدارة مطارات عالمية ومنافذ جمارك، وتنافس كيانات عملاقة في أهم مراكز التجارة العالمية، مثل سنغافورة وزيوخ وأميركا وإفريقيا.7 مليارات دولار القيمة السوقية لـ «أجيليتي - الوطنية – سلطان»
ارتفعت القيمة السوقية لبورصة الكويت منذ إفصاح شركة أجيليتي صباح يوم الثلاثاء 27 أبريل وحتى نهاية تداولات الخميس 29 منه ما قيمته 596 مليون دينار، حيث قفزت من 35.500 مليار دينار الى 36.096 مليارا، فيما ارتفعت القيمة السوقية لشركة أجيليتي والشركات المرتبطة بها ارتباطا مباشرا بملكيات متبادلة، وهي "الوطنية العقارية، ومركز سلطان بما قيمته 465.800 مليون دينار.وتفصيليا، زادت القيمة السوقية لشركة أجيليتي 349 مليون دينار، لتصل الى 1.920 مليار دينار، في حين زادت القيمة السوقية للوطنية العقارية بقيمة 101.500 مليون دينار، لتصل الى 260.200 مليونا، وزادت القيمة السوقية لمركز سلطان 15.300 مليون دينار، لتصل الى 46.300 مليونا، وبمجموع قيمة سوقية للشركات الثلاث 2.226 مليار دينار، أي بما يناهز 7 مليارات دولار.