اضطراب عملية «التطبيع» في بانجسامورو
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
كان إعلان الرئيس رودريغو دوتيرتي حديثاً عن إصدار عفو بحق الجماعات المتمردة الفلبينية، بما في ذلك "جبهة تحرير مورو الإسلامية"، خطوة واعدة تمهيداً لإعادة إحياء عملية التطبيع وتقوية الثقة داخل الجبهة في زمن الوباء الصعب، لكن الوضع يتطلب خطوات كثيرة أخرى كي تسترجع تلك العملية زخمها في هذه المرحلة المفصلية. يجب أن تبدأ الحكومة الوطنية بتسريع إيصال المساعدات الاجتماعية والاقتصادية الموعودة إلى المقاتلين المسرّحين لطمأنة العصابات السابقة إلى استفادتها من السلام ولإقناع "جبهة تحرير مورو الإسلامية" باستمرار التزامها بعملية السلام، وسيكون تسريع خطة حل الجيوش الخاصة عاملاً أساسياً أيضاً لتجنب الفراغ الأمني الناجم عن تفكيك "جبهة تحرير مورو الإسلامية"، لأن أي فراغ مماثل قد يؤدي إلى تأجيج الصراع في أنحاء "بانجسامورو".يجب أن تلتزم "جبهة تحرير مورو الإسلامية" بخريطة الطريق الأصلية، حتى لو طالت مدة المرحلة الانتقالية، كذلك يجب أن يسعى المتمردون السابقون إلى تقوية آليات حل الصراعات المحلية لمعالجة الخلافات العنيفة التي تنشأ بين القبائل وقد تؤثر على أجزاء مختلفة من المنطقة وتُهدد السلام في نهاية المطاف. دعم المجتمع الدولي عملية السلام في "بانجسامورو" منذ عقد اتفاق 2014، وهو يضطلع بدور أساسي في هذه المرحلة المضطربة، حيث تستطيع الجهات المانحة أن تُحرك الوضع في الاتجاه الصحيح عبر تقديم المساهمات إلى "صندوق بانجسامورو الاستئماني": إنها الآلية التي أنشأتها الحكومة و"جبهة تحرير مورو الإسلامية" لتمويل مشاريع التنمية الكبرى، وتُعتبر المبادرات التي تُركّز على المشاريع التنموية في معسكرات الجبهة الستة أساسية، لكن يجب أن تحصل المناطق الأخرى التي تأثرت بالصراع على الدعم أيضاً، فقد تزيد الاضطرابات بسبب توزيع المساعدات بطريقة غير عادلة، فتتوسع مشاعر البغض والصراعات نتيجةً لذلك.كان اتفاق السلام المحوري في عام 2014 يتوقع وضع خريطة طريق شاملة لإرساء السلام ومعالجة المسائل المعقدة في صراع "بانجسامورو" لطيّ صفحة هذه الحرب نهائياً، ولتحقيق توقعات السكان هناك، يجب ألا تسمح مانيلا ولا المتمردون السابقون للوباء بتغيير مسارهم بعد إحراز تقدّم واعد باتجاه مرحلة انتقالية سلمية، ورغم جميع العقبات، يجب أن يعود الطرفان إلى روحية التعاون التي سمحت بإقرار اتفاق السلام التاريخي.