محمد جواد ظريف يعتذر عن تسريباته... وتبادل سجناء مع واشنطن
بايدن يلتقي رئيس «الموساد»... ومقترح في «الكونغرس» يطالبه بالإبلاغ مسبقاً عن تطورات فيينا
بعد سيل من الهجمات، التي شنها ضده التيار الأصولي، اعتذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عما جاء في تسريبات صوتية يهاجم فيها تدخل الجنرال الراحل قاسم سليماني و"الحرس الثوري" في السياسة الخارجية، بينما طالبته أحزاب إصلاحية بالترشح.
بعد أسبوع عاصف شهد حملة ضغوط وانتقادات ومطالبات بالمساءلة والعزل على خلفية تصريحاته المسربة، التي هاجم فيها هيمنة القائد الراحل لـ"فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني و"الحرس الثوري" على السياسة الخارجية لبلاده، اعتذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، عما جاء في التصريحات التي لم تكن معدة للنشر.وكتب ظريف، الذي يشغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2013، على موقع "إنستغرام": "أود أن أعتذر للجميع".وقال ظريف: "التسريب جرح المشاعر الصادقة لمحبي الشهيد البارز اللواء قاسم سليماني وعائلته، خصوصا ابنته زينب التي تعزّ عليّ كأولادي".
وأضاف: "لقد سامحتُ كل من أعتقد أنه اتهمني، وآمل أن يسامحني شعب إيران العظيم، وكل محبي السردار، وخصوصاً عائلة سليماني النبيلة".ووصف المقابلة، التي أجراها مع مركز أبحاث تابع لرئاسة الجمهورية، بأنها لم تكن تقليدية وإنما "تبادل نظري للآراء حول السياسات الحكومية".وقال إنه كان صادقاً فيما قاله في الملف الصوتي، لكنه أضاف: "لو كنت أعلم أن جملة واحدة من تلك المقابلة ستنشر للجمهور، ما كنت لأقولها بالتأكيد، كما فعلت من قبل".واعتبر الوزير أن "الملاحظات التي أدليت بها لا تقلل من المقام والدور الذي لا غنى عنه للشهيد سليماني".
معركة الانتخابات
واتهم ظريف في التسريب، الذي يمتد لثلاث ساعات، سليماني بتطويع السياسة الخارجية لمصلحة المعارك الميدانية، واشتكى من عدم تمكنه من توجيه أي طلب لقائد الميدان لخدمة العمل الدبلوماسي. كما اتهم سليماني بالتنسيق مع الروس لعرقلة الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.وأثار التسجيل، الذي يأتي نشره قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية وفي ظل مباحثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بواسطة القوى الدولية الكبرى، لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي، انتقادات من المحافظين المعارضين لحكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني.ووصلت الانتقادات إلى حد اتهام روحاني بدفع الولايات المتحدة إلى التخلص من سليماني لـ"إفساح المجال أمام الدبلوماسية".والثلاثاء الماضي، نشرت زينب سليماني، عبر "تويتر"، صورة تظهر يد والدها المقطوعة بعيد اغتياله بطائرة مسيرة أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام الماضي، وعلقت قائلة: "الكلفة التي دفعها الميدان من أجل الدبلوماسية".وأثارت التصريحات جدلاً واسعاً في البلاد، بالنظر للمكانة الكبيرة لسليماني في إيران.وعقب تصاعد الانتقادات، أقال روحاني رئيس المركز الرئاسي للدراسات الاستراتيجية، حسام الدين آشنا، الذي كان مسؤولاً عن إعداد المقابلة، كما أصدر القضاء قراراً بمنع 15 شخصاً على صلة بإعداد الملف الصوتي من مغادرة البلاد.في شأن آخر، أعلن القائد الأسبق لميليشيات "الباسيج" الجنرال علي رضا أفشار، عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الـ18 من يونيو المقبل.في المقابل، دافعت جبهة تضم 27 حزبا إصلاحيا عن ظريف، مشيرة إلى أن الوزير يتصدر قائمة مرشحي الإصلاحيين للانتخابات الرئاسية.ونددت "جبهة الإصلاح"، في بيان، بما وصفته بـ"الاستخدام المنحاز والمشوه لمضمون المقابلة ضد الوزير، الذي يتصدر اليوم جهود حل إحدى أهم قضايا السياسة الخارجية في البلاد، ولا ينبغي أن يضعف موقفه". وحذرت من محاولة خلق انقسام ثنائي وخطير وضار بين الإيرانيين.تحرك ولقاء
إلى ذلك، يواصل وفد أميركي مكون من مسؤولين كبار في وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي جولة إقليمية تشمل السعودية والإمارات ومصر والأردن، لمدة أسبوع، بهدف تهدئة المخاوف بشأن إمكانية نجاح مفاوضات فيينا في إحياء الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات المفروضة على طهران.في السياق، كشفت تقارير عبرية، عن لقاء جمع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، والرئيس الأميركي جو بايدن؛ لبحث الملف الإيراني، في اجتماع وصفته بأنه "غير عادي".وبحسب القناة، فقد التقى بايدن كوهين، الجمعة الماضية، في البيت الأبيض بواشنطن، لإطلاعه على معلومات حساسة بشأن البرنامج النووي الإيراني.في هذه الأثناء، طلب بوب منينديز، السيناتور الديمقراطي المعارض للاتفاق النووي، من وزارة الخارجية الأميركية، تقديم تقرير إلى "الكونغرس"، في غضون 5 أيام، في حال حصول تطورات، تؤثر على السياسة الخارجية الأميركية، خلال مفاوضات فيينا التي اختتمت أمس الأول، ومن المقرر أن تستأنف الجمعة المقبلة.وقد وصف مؤيدو المحادثات الأخيرة المقترح بأنه يهدف إلى "تعقيد المفاوضات مع إيران في فيينا"، وقالت بعض مصادر "الكونغرس" إن المقترح سيكون "عقبة سرية" أمام اتفاق بايدن مع إيران.ووفقًا للخبراء، فإن الغرض من المقترح الذي قدمه منينديز، والذي يحظى بدعم الجمهوريين، هو ضمان مراقبة "الكونغرس" بشكل كافٍ لمحادثات فيينا.وإذا تمت الموافقة على هذا المقترح بشكل نهائي، فسيُطلب من حكومة الولايات المتحدة تزويد "الكونغرس" بتفاصيل أي اتفاقية.وعلى الرغم من أن المقترح يبدو خطوة شفافة لإبلاغ "الكونغرس"، إلا أن بعض الديمقراطيين في مجلس الشيوخ قلقون من أن التعديل المقترح، الذي تمت إضافته بالإجماع إلى مشروع قانون يتعلق بالصين (قانون المنافسة الاستراتيجية)، يمكن أن يكون عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق مع إيران والحد من سلطات حكومة بايدن. لذلك وصفوا هذا التعديل بأنه "سم" ضد أي اتفاق مع إيران.وتأتي تلك التطورات غداة إعلان رئيس الوفد الإيراني المفاوض في فيينا عباس عراقجي، أنه "سيتم رفع العقوبات الأميركية عن قطاعات الطاقة والصناعة والتعاملات المالية والسيارات، إضافة إلى قائمة طويلة بأسماء أفراد وكيانات إيرانية شملتهم العقوبات" التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018.واجتمع عراقجي مع رئيس الوفد الروسي ميخائيل اوليانوف، أمس الأول، لبحث ما انجزته فرق العمل الثلاثة المشتركة بشأن "العقوبات" و"الأنشطة النووية" و"الترتيبات التنفيذية" في ختام الجولة الثالثة من اجتماعات فيينا، التي من المقرر أن تستأنف الجمعة المقبلة.وأبلغ مندوب روسيا وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، عقب لقاء أطراف الاتفاق النووي مع الوفد الأميركي في فيينا، أمس الأول، أن مسودة الاتفاق بين إيران والدول الأطراف في الاتفاق النووي "باتت جاهزة"، إلا أنها "تحتاج للتشاور مع العواصم لوضع اللمسات الأخيرة عليها"، متحدثا عن اسابيع تفصلنا عن الاتفاق.وفي مؤشر على إمكانية إحداث انفراجة، أفاد التلفزيون الإيراني بأن طهران ستفرج عن 4 أميركيين مقابل إطلاق صراح 4 إيرانيين مسجونين في واشنطن، بالإضافة إلى فك تجميد 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية.وفي وقت لاحق، أفاد التلفزيون الإيراني نقلا عن مسؤول أنه سيتم الإفراج عن البريطانية-الإيرانية نازانين زاغاري راتكليف المسجونة في إيران بعد «تسديد لندن دينا عسكريا».حريق ضخم
من جهة أخرى، نشب حريق ضخم في مصنع كيماويات ببلدة شوكوهيه في قم، وأدى إلى إصابة 4 أشخاص. ودفع الحادث السلطات إلى التحذير من مخاطر صحية محتملة على الأفراد بالقرب من موقع الحريق.
انفجار وحريق واسع بمصنع كيماويات في قم وتحذير من انبعاثات ضارة