بابا الأقباط ينصح إثيوبيا بالتوصل لاتفاق حول «النهضة» لتجنب «جهود أخرى»
الخرطوم: تعنت أديس أبابا يضعها في خانة «المعتدي»
دخل بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني على خط أزمة سد النهضة الإثيوبي، إذ حذر من الدخول في معارك «لا تأتي بأي ثمار»، داعيا إثيوبيا خلال كلمته بقداس عيد القيامة المجيد ليل السبت الأحد، إلى المشاركة والتنمية من أجل التوصل إلى اتفاق «حتى لا نلجأ إلى أي جهود أخرى».وتكتسب كلمة بابا الأقباط أهمية رمزية كون الكنيسة الإثيوبية ظلت تابعة لبطريرك الإسكندرية لأكثر من 19 قرنا، ولم تنفصل عن الكنيسة الأم في مصر إلا في سنة 1959، عندما منح البابا المصري كيرلس السادس رأس الكنيسة الإثيوبية لقب بطريرك، وأعطاه صلاحيات تعيين رجال السلم الكهنوتي.وقال البابا تواضروس: «نريد جميعا أن نعيش في حالة من السلام، وفي حالة من الرخاء والنمو، والحياة تعلمنا أن المعارك لا تأتي بأي ثمار»، مضيفا: «نصلي دائما من أجل نهر النيل في كل قداس، واثقين أن يد الله تستطيع أن تعمل فهو ضابط الكل... نرفع صلاة خاصة من أجل مشكلة سد النهضة».
وشدد على أن الكنيسة المصرية تصلي كثيرا من أجل مشكلة سد النهضة على أمل «أن يمد الله يده ويعمل فيها حلولا ترضي الجميع»، ودعا «إثيوبيا حكومة وشعبا بدلا من أي قلق أو صراع أو متاعب، إلى المشاركة والتعاون والتنمية لكي نعمل جميعا، ونحت أشقاء نهر النيل الخالد».بابا الأقباط الذي جاء حديثه في ظل تعقد مفاوضات سد النهضة تعثرها مع اقتراب إثيوبيا من بدء الملء الثاني لسد النهضة، قال: «نصلي أن ينجح الله كل الجهود الطيبة الدبلوماسية والسياسية حتى لا نلجأ إلى أي جهود أخرى، ونصلي من أجل المسؤولين في هذا الأمر»، داعيا الجميع إلى السلام والحل التوافقي. في غضون ذلك، ذكرت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق، التي تقوم بجولة إفريقية لشرح موقف الخرطوم من أزمة سد النهضة، أن تعنت إثيوبيا ورفضها لمطالب السودان ومصر بشأن عدم ملء وتشغيل السد إلا باتفاق «يجعلها في خانة المعتدي الذي يستنفد الوقت لإنزال الضرر بالآخرين».وسردت الصادق، في بيان صدر أمس، عقب لقاء جمعها مع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، أمس الأول، في العاصمة عنتيبي، تفاصيل الجهود السودانية لحل الأزمة، وقالت خلال لقاء جمعها بنظيرها الأوغندي إن الخرطوم قدمت كل التنازلات في سبيل إيجاد حل يخاطب مصالح الدول الثلاث في سد النهضة.وحول أهداف الجولة الإفريقية، أوضحت أنها تأتي انطلاقا من حرص السودان على اطلاع دول القارة الإفريقية على حقيقة وضع المفاوضات، ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، وتأكيد ثوابت الموقف السوداني الداعي لدعم آلية تفاوضية جادة وفعالة بقيادة الاتحاد الإفريقي، ومنح دور أساسي للخبراء والمراقبين، وأضافت أن الجانب الإثيوبي يعمل على شراء الوقت بتعنته في المفاوضات لفرض سياسة الأمر الواقع.