عاود اقتصاد هونغ كونغ النمو في الربع الأول من العام، وفق ما أظهرت أرقام رسمية الاثنين، لينهي أسوأ ركود عرفته المدينة في تاريخها الحديث.وتلقى اقتصاد المدينة التي تعد مركزاً مالياً ثلاث ضربات خلال العامين الماضيين: الحرب التجارية الصينية الأميركية وشهور من الاضطرابات أعقبها تفشي وباء كوفيد.
وسجّلت المدينة ستة فصول متتالية من النمو السلبي وهبوطاً اقتصادياً أطول من ذاك الذي عاشته خلال الأزمتين الماليتين الآسيوية عام 1997 والعالمية 2007-08.وطوت هونغ كونغ هذه الصفحة الاثنين مع إعلان الحكومة أن الاقتصاد حقق نمواً بلغت نسبته 7,8 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2021 مقارنة مع الفترة ذاتها العام الماضي.وكانت هونغ كونغ بين مناطق معدودة في العالم اجتاحها وباء كوفيد بينما كانت غارقة أساساً في ركود عميق.
احتجاجات
وفي 2019، تزامنت شهور من التظاهرات الضخمة التي تخللها العنف في كثير من الأحيان مع تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن، ما أثر سلباً على اقتصاد المدينة التي تشكّل بوابة دولية إلى الصين.وكانت المدينة بين أولى المناطق الواقعة خارج البر الرئيسي الصيني التي تسجّل إصابات بفيروس كورونا، وتراجع اقتصادها بنسبة قياسية بلغت 9,1 في المئة في الربع الأول من العام 2020.ونجحت هونغ كونغ مذاك في إبقاء عدد الإصابات لديها عند حوالي 11 ألف حالة بفضل الحجر الصحي المشدد وتدابير التباعد الاجتماعي التي تضرر الاقتصاد بسببها.ويعود الانتعاش الاقتصادي هذا العام بمعظمه إلى التحسن الكبير في الصادرات بفضل التعافي الذي سجّل في الولايات المتحدة والصين.وتوقّع وزير المال بول تشام نمواً للعام 2021 بأكمله بنسبة ما بين 3,3 و5,5 في المئة.اقتصاد ضعيف
لكن المدينة حذّرت من أن الاقتصاد لا يزال أضعف من المستويات التي كان عليها قبل الوباء، مشيرة إلى أن التعافي سيكون غير منتظم.ولا تزال هونغ كونغ خاضعة لقيود مشددة لاحتواء كوفيد، فيما لا يزال قطاعا السياحة والتجزئة في وضع سيء بينما تبلغ نسبة البطالة 7%، في أعلى معدّل لها منذ سنوات.وعاد الاستقرار السياسي وسط غياب الثقة في أوساط المستثمرين نظراً إلى تواصل الحملة الأمنية ضد المعارضين ومساعي جعل هونغ هونغ التي تحظى بحكم شبه ذاتي أشبه بالبر الرئيسي الذي يتسم بالاستبداد.وعلى الرغم من نجاح المدينة في تأمين جرعات وافرة من اللقاحات المضادة لكوفيد، إلا أن العديد من السكان يترددون في الإصغاء إلى الحكومة التي لا يثقون بها، وتلقى 12% فقط من سكان المدينة التي تعد 7,5 ملايين نسمة جرعة أو أكثر من اللقاحات.وأفادت كبيرة خبراء اقتصاد الصين العظمى لدى «آي إن جي بنك» آيريس يانغ شبكة «بلومبيرغ» أنه «لا يزال من المبكر جداً الحديث عن تعاف كامل لاقتصاد هونغ كونغ من كوفيد».