الرئيس الأميركي جو بايدن «يبرّد» «مفاوضات فيينا» ووفوده تجول بالمنطقة

• طهران تخشى الاستنزاف
• لقاء سعودي ـ أميركي يتطرق إلى «النووي»
• اعتذار ثانٍ من ظريف

نشر في 04-05-2021
آخر تحديث 04-05-2021 | 00:05
وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير مستقبلاً الوفد الأميركي (واس)
وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير مستقبلاً الوفد الأميركي (واس)
نقل رئيس "الموساد" الإسرائيلي عن الرئيس الأميركي جو بايدن أن عودة واشنطن للاتفاق النووي ستكون بطيئة وعبر طريق طويل، مستخدماً لغة أكثر حسماً من مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أن الاتفاق يحتاج إلى مزيد من الوقت.
يأتي ذلك بينما تجول وفود أميركية بالمنطقة، في محاولة لطمأنة حلفاء واشنطن بالتوازي مع زيارة مسؤولين إسرائيليين إلى واشنطن.
غداة كشف رئيس "الموساد" الإسرائيلي، يوسي كوهين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يستبعد أن تكون عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى الاتفاق النووي وشيكة، ويتوقّع أن تكون بطيئة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن بلاده لا تتسرّع ولا تدخل لعبة استنزافية في المفاوضات النووية غير المباشرة مع واشنطن، والجارية في فيينا بوساطة القوى الكبرى.

ورفض زادة، التعليق على التقارير بشأن أن الرئيس الأميركي قال خلال لقائه رئيس "الموساد" إن هناك طريقا طويلاً أمام واشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي، قائلا إنه "لا يمكنني إبداء الرأي حول تصريحات منقولة ومدى صحتها".

وأضاف، في تصريحات أمس: "ما يمكنني التصريح به هو أن سياسة إيران الحاسمة هي عودة أميركا الكاملة لجميع التزاماتها في إطار القرار الأممي 2231 بكل دقّة، وكلمة بكلمة، لذلك فإننا مثلما صرح المرشد الأعلى علي خامنئي، لا نتسرع ولا ندخل لعبة استنزافية".

وأشار إلى أن بعض الوفود، عادت إلى بلدانها للتشاور، بعد انتهاء جولة السبت الماضي من محادثات فيينا، على أن تعود إلى فيينا لاستئناف المحادثات الجمعة المقبلة.

من جانب آخر، كشف المسؤول الإيراني عن التوصل إلى مسودتين خلال مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقال المتحدث إن مفاوضات فيينا توصلت لصياغة مسودتين حتى الآن، وإن الأمر في هذه المرحلة يتطلب دقة عالية. وأوضح أن هناك نصّين أحدهما حول القيود النووية التي يجب أن تلتزم بها طهران، والآخر حول أنواع العقوبات التي يجب أن ترفعها واشنطن.

وأضاف أنه كان بالإمكان التوصل إلى تفاهم قبل شهر لو كانت واشنطن جاهزة لرفع كل العقوبات بشكل عملي، موضحا أن تفاهمات فيينا استندت إلى القبول برفع العقوبات، ومشيراً إلى أن الخلاف يتركز حول بعض الشخصيات والكيانات في قائمة العقوبات الأميركية.

تأتي تصريحات زادة عشية اجتماع حاسم، علمت "الجريدة" من مصدر مطّلع، أن مجلس الأمن القومي الإيراني سيعقده بحضور وزير الخارجية محمد جواد ظريف ومساعده الذي يقود الوفد التفاوضي بفيينا عباس عراقجي لبتّ عرض أميركي يتضمن رفعاً جزئياً للعقوبات.

تعزيز التهدئة

من جانب آخر، ووسط تقارير عن تحضيرات لعقد جولة ثانية من مباحثات، غير معلنة، بين مسؤولين من إيران والسعودية في بغداد، يتوقع أن تكون هذه المرة على مستوى السفراء، رحّب المتحدث باسم "الخارجية" الإيرانية ضمناً بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي تحدث خلالها عن تطلع المملكة إلى إقامة علاقة جيدة ومميزة مع إيران، باعتبارها دولة جارة مع تأكيد ضرورة وقف التدخلات بالشؤون الداخلية للدول.

وأبدى زادة رغبة طهران في تعزيز تخفيف التوتر مع الرياض، في ظل قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، مؤكدا استعداد إيران لـ "إجراء محادثات مع السعودية على أي مستوى".

وفدان أميركيان

في سياق قريب، بحث وفد أميركي مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير القضايا الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حيالها، كما تم التطرق إلى سبل التعاون في تعزيز وترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

واستقبل الجبير في الرياض، أمس، الوفد الأميركي الذي يضم مستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت، والقائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، والقائمة بأعمال مساعدة وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي د. مارا كارلين، والقائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة في الرياض مارتينا سترونغ.

وكانت "الخارجية" الأميركية قد أعلنت، في بيان، أن وفداً حكومياً يزور المنطقة، في زيارة تستمر أسبوعاً وتشمل الإمارات والأردن ومصر والسعودية، بغية تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة مع حلفائها الإقليميين في الشرق الأوسط وتهدئة المخاوف بشأن تقدّم محدثات فيينا.

وتزامن ذلك مع تحركات دبلوماسية أميركية وإقليمية بغية حلحلة الخلافات بعدة ملفات في مقدمتها الأزمة اليمنية، حيث تدعم إيران جماعة "أنصار الله" الحوثية المتمردة ضد "تحالف دعم الشرعية" الذي تقوده الرياض.

جاء ذلك، بينما واصل وفد آخر من "الكونغرس" برئاسة السيناتور الديمقراطي كريس كونز، وهو حليف رئيسي لبايدن، جولة موازية.

وقال كونز في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس، إنه "يأمل في تهدئة مخاوف الخليج المفهومة والمشروعة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وخلق مشاركة أوسع مع الشركاء الخليجيين".

وأضاف كونز، وهو رئيس اللجنة الفرعية للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن "التشاور الوثيق" مع الإمارات بشأن المحادثات الجارية في فيينا كان "مهمًا"، مضيفًا أنه يأمل "ألّا يتم إخطار الإماراتيين فحسب، بل أن يساعدوا بالفعل".

أزمة التسريبات

على صعيد منفصل، وصف وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، تصريحات المرشد الإيراني التي انتقد فيها تسريباته الصوتية الأخيرة، بأنها "هي كلمة الفصل".

وقال ظريف عبر "إنستغرام"، ليل الأحد ـ الاثنين، عقب خطاب خامنئي: "إنني بصفتي منفذاً وباحثاً في العلاقات الخارجية، كنت أومن دائماً بأنه من أجل مصلحة الوطن يجب أن تكون السياسة الخارجية موضوعاً للوئام والتماسك الوطنيين، وأن تتم إدارتها وتوجيهها من أعلى مستوى، وبالتالي اتباع وجهات النظر وقرارات القيادة ضرورة لا يمكن إنكارها للسياسة الخارجية". وأعرب ظريف عن أسفه لـ "سرقة ونشر شريط صوتي احتوى بعض وجهات نظره الشخصية التي سجلها لنقل الخبرات بصدقية ومن دون نيّة للنشر".

ولم يذكر خامنئي وزير الخارجية بالاسم، لكنه قال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، وسط لغط كبير وحملة انتقادات عاصفة يشنها التيار المتشدد ضد ظريف المحسوب على التيار المعتدل: "كان هذا خطأ كبيرا ما كان ينبغي أن يصدر عن مسؤول بالجمهورية الإسلامية".

ودافع المرشد عن "فيلق القدس" الذي وجّه ظريف لقائده الراحل قاسم سليماني انتقادات واتهامات بالهيمنة والإضرار بالنهج الدبلوماسي لحكومة الرئيس حسن روحاني، وقال خامنئي إن القوة التابعة

لـ "الحرس الثوري" والمسؤولة عن العمليات الخارجية "تمكنت من وضع السياسة المستقلة للجمهورية الإسلامية بالمنطقة حيز التنفيذ".

وأضاف قائلا: "لا تحدد وزارة الخارجية السياسة الخارجية في أي مكان بالعالم. يوجد مسؤولون كبار هم مَن يتخذون القرارات ويحددون السياسات. بالطبع وزارة الخارجية تشارك في ذلك".

ولاحقاً، كتب خامنئي عبر "تويتر" إن "السياسة الخارجية في إيران يحددها المجلس الأعلى للأمن القومي، أما وزارة الخارجية، فهي مُنفّذة".

ويرى خبراء أن انتقادات خامنئي العلنية التي تضمنت التحذير من "ترديد عبارات مشابهة لعبارات العدو" وضعت حدّا لاحتمال دفع التيار المعتدل بظريف في مواجهة المعسكر المحافظ قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو المقبل. (طهران ــ وكالات)

back to top