في اليوم التاسع عشر من شهر رمضان، هوى سيف عبدالرحمن بن مُلجم، على رأس الإمام علي، وهو راكع يصلي بالناس في الكوفة... فبقي، رضي الله عنه، ينازع طوال اليوم العشرين، ثم لقي ربه في اليوم التالي.ولستُ هنا بصدد الحديث عن تلك الواقعة، وإنما أتمنى أن نقف في مناسبة ذكرى وفاته -كرّم الله وجهه- على إجابته لمن سأله أن يوصيه، فقال له:
لا تكُن ممن:- يرجو الآخرة بلا عمل، ويرجو التوبة بلا أمل.- يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها بقول الراغبين؛ إن أُعطي منها لم يشبع، وإن مُنع لم يقنع.- ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي. - يُحب الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض المُذنبين وهو أحدهم.- يكرهُ الموت لكثرة ذنوبه.- إن سقم ظل نادماً، وإن صحَّ أمِنَ لاهياً.- يعجب بنفسه إذا عُوفي، ويقنط إذا ابتُلي.- إن أصابهُ بلاءٌ دعا مضطراً، وإن نالهُ رخاءٌ كان مُغتراً.- تغلبهُ نفسه على ما يظنّ، ولا يغلبها على ما يستيقن.- يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأكثر من عمله.- إن استغنى بطِر وفُتن، وإن افتقر قنط ووهن.- يقصر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل.- يصف العِبَر ولا يعتبر، فهو بالقول مُدلّ، وفي العمل مُقل.- يرى الغُنْم مغرماً، والغُرْم مغنماً، ويخشى الموت، ولا يبادر الفوت.- يستعظم من معصية غيره، ما استقل أكثر من نفسه.- يستكثر من طاعته، ما يحتقره من طاعة غيره.- فهو عن الناس طاعن، ولنفسه مُداهن.- اللهو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء.- يحكم على غيره لنفسه، ولا يحكم عليها لغيره.- ويخشى الخلق في غير ربه، ولا يخشى ربه في خلقه.***عليك سلام الله يا أبا الحسن... كنت تخاطب الإنسان في عصرك، وكأنك تخاطب الإنسان في كل زمانٍ ومكان!
أخر كلام
الإمام علي... في وصفه الإنسان!
04-05-2021