• حدثنا عن تحضيراتك وأعمالك خلال الفترة القادمة.

Ad

- سأقدم عملاً كويتياً بعنوان "ألا يا الورق"، ويعني مخاطبة الطير، والمقصود بالطير هنا طير الحمام، والأغنية ستكون باللهجة الكويتية القديمة، وهي سامرية من كلمات الشاعر الراحل منصور الخرقاوي ومن ألحاني وغنائي، وإن شاء الله سأطرحها عقب شهر رمضان الكريم، وهناك تعاونات جديدة لن أعلنها في الوقت الحالي.

• أي نوع يجذبك في الأغاني... الحديث أم القديم؟

- أحب الأغاني ذات الايقاع الكويتي القديم وخصوصاً الفصحى.

• من المطربون الذين تحب الاستماع إليهم من جيل الرواد؟

- الراحل عوض الدوخي.

• برزت خلال فترة أغان تسمى الستايل السامري وممزوجة بإيقاعات مختلفة، منها ما قدمه الشاب ماجد العيسى، ما رأيك فيها؟

- الفن الأصيل له نكهته بأسلوب الكلمات نفسها بالرغم من اساليبه الجديدة، الا ان هناك أغنيات من المفترض ألا يدخلها إيقاع غير الإيقاع الكويتي، مثل الأغاني الوطنية، ولذلك حين يقدم أي ملحن متمكن وكاتب متمرس اغنية وطنية لوطنه ستكون نابعة بصدق عن تاريخ وحاضر بلده، وبالتالي فهو يعبر من خلال هذه الاغنية الوطنية تعبيرا حقيقيا عن حب الوطن، ولذلك يجب ان تكون هناك رقابة على هذا الموضوع.

• كيف ترى الفن الشعبي اليوم خاصة أن هناك شباباً يملكون موهبة عظيمة في تقديمه ولكن لا يوجد من يقف بجانبهم؟

- بعض الجهات الإعلامية المعنية بتقديم الفن الشعبي هي المسؤولة عن دعم هؤلاء الشباب، ويفتقد بعض المسؤولين عن هذه الجهات الإعلامية سواء كانت قنوات تلفزيونية او إذاعة الخبرة في هذا الفن الشعبي الأصيل.

• وماذا عن نقابة الفنانين والمراكز المعنية بدعم الأغنية الشعبية؟

- جمعية الفنانين سابقاً كان دورها قوياً وبارزاً، وتنتمي الى عمالقة الفن الأصيل، وكان يرأسها الفنان شادي الخليج منذ تأسيسها، ومع مرور الزمن قل الاهتمام بها، باعتبارها كانت مدعومة من الشيخ جابر العلي، رحمه الله، واليوم أصبحت فقط مسمى بالرغم من استمرارها، وأصبح المتحكم الآن بالفنانين شركات عالمية، دون ذكر الأسماء.

• في واقع السوشيال ميديا، هل اختفت شركة الإنتاج وضعفت؟

- مادام الفنان ينتج لنفسه، وأغانيه متوفرة على المواقع، فلا هيبة لشراء الأغاني التي كنا نستمتع باقتنائها قديماً، ونتسابق لشرائها من خلال المحلات التي تبيع أشرطة الكاسيت، فقد فقدناها اليوم في زخم هذا الكم الهائل من الأغاني المتوفرة والمتاحة على مواقع السوشيال ميديا، أما أنا فمازلت حتى اليوم أقتني عددا هائلا من أشرطة الكاسيت التي أستمتع باللجوء إليها وسماعها كلما شعرت بالحنين اليها.

• حدثنا عن علاقتك بالفنان الراحل سلمان زيمان وأعمالك معه.

- علاقتي معه كانت علاقة اخوة، وقبل تعاملي معه كنت مستمعا جيدا له، وكانت امنيتي اللقاء به، وحدث اني اتصلت به، وأسمعته اغنية بصوتي، ولأن الراحل صاحب ذوق ويقدر قيمة الاغنية أعجبه صوتي وأدائي والتوجه الغنائي الذي اقدمه كوني اقدم اللون السامري، ومع مرور الأيام توطدت العلاقة الاخوية الطيبة بالزيارات والتواصل الجميل المستمر، وأصبحنا مثل الاهل، وتعاونا عقب ذلك من خلال أغنية "رق العذول" التي قدمتها في ألبومي الغنائي عام 2013.

• بم كان ينصحك الفنان الراحل زيمان؟

- نصيحته الدائمة لي كانت الحرص على تشكيل الغناء بالفصحى بالشكل الصحيح حتى لا يتغير معنى الكلمة، حتى انه كان يعدل على كلماتي التي كنت اكتبها في بعض الأحيان، وهو انسان قدير بفنه، وتذوقه للفن يغلبه الطابع الوجداني، وهو على دراية كاملة بالخبرة الجمالية والتذوق الفني الأصيل، والراحل كان متعلقا بالقضية الفلسطينية بشدة، ومنزله لا يخلو ركن فيه من أعلام دولة فلسطين، وتشدو أجواؤه بالأغاني الوطنية الفلسطينية، ولا تخلو اغانيه من هموم وقضايا فلسطين، وحبه وتعلقه للسلام من أولويات حياته، ومن شدة تعلقه بهذه القضية اطلق على ابنه اسم "سلام"، وكان يسعى جاهدا لمنح أحساسيه ومشاعره بسخاء من خلال الأغاني الوطنية التي قدمها لإسعاد من حوله لجعل حياتهم ذات معنى محاولا تكليلها بالحب الإنساني في غياب حقوقهم المفقودة، متحديا بذلك الآلام التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ولأنه كان يعيش في الكويت وأثناء الغزو كان موجودا في البحرين، فقد بكى وحزن كثيرا حينما سمع عن الغزو العراقي، فقد كان مسالماً ومحباً للسلام.

•حدثنا عن أكثر الأمور التي كان يحبها ويحرص عليها الراحل في حياته.

- كان محباً للتعاون بشكل كبير جدا، وتفكيره مختلف تماما عن باقي الفنانين، وكان مرتبطاً كثيرا باخوانه وحريصاً على الترابط الاسري والتجمع العائلي، وهو انسان كريم جدا من ناحية الأغاني وكان يعطي الفرصة لاخوته والمقربين منه للمشاركة في ألبومه الغنائي، ويحب العمل الجماعي دائما، خاصة أن اخوانه هم مؤسسو فرقة الاجراس البحرينية، كما أن أخاه المايسترو خليفة زيمان مشهور بعمله الفني الوطني، وأسرته تعمل بأكملها تحت مظلة الأغاني الوطنية.

• رسالة تتمنى إيصالها.

- أتمنى ان تجد الاغنية الوطنية اليوم تألقها من جديد، وتعود لهويتها التي فقدت خصائصها العظيمة الجميلة الممتدة من البحر والصحراء والطبيعة، فقد أصبحت اليوم تمجيداً فقط، إذ يجب ان تحمل في عمقها قيمة وهوية يتوارثها أبناؤنا واحفادنا حتى يتعرفوا اكثر على حياة وطنهم منذ نشأته، بكل ما يحتويه من تراث اجتماعي ومعيشي كان سائدا في تراث الأجداد السابق، بهدف تعميق روح الانتماء للماضي. وأتمنى عودة الايقاعات القديمة التراثية، وأن تحظى باهتمام أكبر من المسؤولين الإعلاميين في مجال الفن، ويجب ان نربط هذه القيم التراثية وإعادة احيائها بالأغاني الوطنية مهما تطورت الأغنية اليوم.

مريم طباجة