أمجلس أمة هذا أم مدرسة للمشاغبين؟
انتخابكم في المجلس النيابي شرف عظيم ومسؤولية ضخمة نرجو الله أن يوفقكم في تأديتها على أحسن وجه، فنجاحكم نجاح للدولة، خصوصاً أن الكويت تمر بظروف صعبة نتيجة للوباء الذي يجتاح العالم، وما نجم عن ذلك من تأثيرات سلبية على الصحة والتعليم والاقتصاد، وليس من مصلحة الدولة أن ينشأ صراع وعداء بين المجلس والحكومة.
ما شاهدناه في جلسة يوم الثلاثاء 27/ 4 الماضي أمر لم يحدث له مثيل في المجالس السابقة، حيث جلس بعض النواب على المقاعد المخصصة للوزراء، وكيف أدى ذلك إلى اعتذار الحكومة عن عدم الحضور لتلك الجلسة، معتبرة ذلك مخالفا للأعراف التي سارت عليها المجالس السابقة، وقد جلس أولئك الأعضاء في المقاعد المخصصة للوزراء وهم يصفقون ويضحكون وكأنهم يسخرون ويستهزئون بالحكومة، وقد لام بعض الأعضاء زملاءهم على ما فعلوه قائلين لهم، لقد أضعتم جلسة مهمة كنا سنناقش فيها مواضيع تهم كثيرا من المواطنين والدولة. يجب أن ننسى ما حدث فما حدث قد يحدث مثله في بلاد أخرى، فلعلنا نذكر ما حدث في أميركا عندما اقتحم أنصار الرئيس ترامب مبنى الكونغرس، لقد انتصرت الديمقراطية هناك بفضل الحكماء عندهم، وعلى رأسهم الرئيس بايدن، فقد استطاع بحكمته وخبرته الطويلة أن يهزم الغوغاء وينتصر للديمقراطية. علينا أن ننسى ما حدث ونفكر بالمسقبل، لقد تم انتخابكم من الشعب لتمثلوه في مجلسه النيابي، وهو شرف عظيم ومسؤولية ضخمة نرجو من الله أن يوفقكم في تأديتها على أحسن وجه، فنجاحكم نجاح للدولة، خصوصاً أن الكويت تمر بظروف صعبة نتيجة للوباء الذي يجتاح العالم، وما نجم عن ذلك من تأثيرات سلبية على الصحة والتعليم والاقتصاد، وليس من مصلحة الدولة سواء في هذه الظروف الصعبة أو العادية أن ينشأ صراع وعداء بين المجلس والحكومة، بل ينبغي أن ينشأ بينهما التعاون والمودة، كي تنمو الدولة وتزدهر، ومن ينادي بالصراع هم دعاة الشر والفتنة، فلا تستمعوا لتلك الأصوات فهم دعاة شر وفتنة، اعتادوا أن يخرجوا في مثل هذه الظروف عابسي الوجوه تعلو وجوههم الظلمة والكآبة، فقد يدعون لاجتماع في ديوانهم للتحريض وزيادة الفتنة اشتعالا.
بلادنا في هذه الظروف بحاجة إلى شخصيات هادئة متفائلة ذكية، لديها القدرة على التعمق في فهم المشكلة وتنال ثقة جميع الأطراف، فعسى الله أن يمكنهم من التوصل إلى حل هذه الأزمة، فيكونوا كما قال عنهم الرسول، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الشريف: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ».نتمنى ممن جعل الله مفاتيح الخير على أيديهم أن يهبوا لمعالجة هذه الأزمة، حفاظا على دولتنا وعلى نظامنا الديمقراطي الذي ورثناه من الآباء، والذي يجب المحافظة عليه وتطويره، فالإنسان الحر لا يستطيع أن يحيا إلا في مجتمع ديمقراطي يتمتع فيه بالحرية والمساواة والعدالة كما وضحها الدستور، ونتمنى من جميع أعضاء المجلس أن يكونوا على مستوى المسؤولية ويقدروا ثقة الشعب بهم، وأن يعملوا جميعا لسد أبواب الشر والفتنة.