بنيامين نتنياهو على وشك الخروج من الحكم بعد 12 عاماً
• الرئيس الأميركي جو بايدن يجدد التزامه بـ «اتفاقات إبراهيم»
• وزير الخارجة الروسي سيرغي لافروف : التطبيع يجب ألا يهمش «القضية»
أجرى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أمس مشاورات مع زعماء الأحزاب الممثلة في الكنيست (البرلمان)، قبل أن يعلن قرارا متوقعا بتكليف يائير لابيد زعيم حزب «يش عتيد» (هناك مستقبل) الوسطي، الأمر الذي قد يكون مقدمة لإنهاء حكم رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو زعيم حزب «ليكود» المستمر منذ 12 عاما.وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، أعاد نتنياهو كتاب التكليف إلى ريفلين، بعد أن أبلغه بأنه فشل في إنجاز مهمته، ولم يطلب تمديد مهلة الـ28 يوما، التي انتهت منتصف ليل الثلاثاء ــ الأربعاء.والتقى ريفلين أمس كلا من لابيد، الذي حصل حزبه على 17 مقعدا، والزعيم اليميني المتشدد نفتالي بينيت، الذي أصبح «صانع الملوك»، على الرغم من حصول حزبه «يمينا» على سبعة مقاعد فقط، وكان نتنياهو ولابيد عرضا على بينيت صفقة تناوب على رئاسة الوزراء، ويبدو أن نتنياهو فشل في إقناع خصمه ومساعده السابق بينيت بالتناوب، كما فشل في اقناع رئيس حزب «الصهيونية الدينية» بتسالئيل سموتريتش بالانضمام إلى حكومة تدعمها «الحركة الإسلامية» بزعامة منصور عباس.
وطلب لابيد، خلال لقائه مع ريفلين، الحصول على تفويض بتشكيل الحكومة، مدعوما بتوصية من 51 نائبا منهم حزب «أمل جديد»، برئاسة جدعون ساعر، المنشق عن حزب «ليكود».وصرح بينيت الاثنين بأنه سيدعم تشكيل حكومة «وحدة» في حال فشل نتنياهو، خاصة أنه يضع ضمن أولوياته تجنب الذهاب إلى انتخابات هي الخامسة خلال أقل من ثلاث سنوات.وفي حال كلف لابيد فسيكون عليه تشكيل ائتلاف حكومي خلال 21 يوما قابلة للتمديد، وإذا فشل فسيعيد ريفلين قرار التكليف الى الكنيست لإيجاد شخصية قادرة على تشكيل ائتلاف، وإذا فشل النواب بدورهم فستتجه البلاد الى انتخابات ستكون الخامسة في غضون عامين.وخلص استطلاع للرأي، نشره أمس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إلى أن 70 في المئة من الإسرائيليين يتوقعون فشل محادثات تشكيل الحكومة وإجراء انتخابات جديدة.ويعتبر هذا التوقع بارقة أمل لنتنياهو الذي ينسب إليه الفضل في احتواء فيروس كورونا، بعد حملة التطعيم الطموحة التي قادها.ويعمل نتنياهو وحلفاؤه على سن قانون ينتخب بموجبه الشعب رئيس الوزراء مباشرة، أملا في الفوز بالتكليف، لكنه لا يملك غالبية في الكنيست لذلك. ووصل نتنياهو إلى السلطة عام 1996 لمدة ثلاث سنوات، وعاد في عام 2009 ومازال إلى اليوم، وهو معروف بحنكته السياسية، ويتوقع أنه ما زالت لديه أوراق يلعبها.
«الشيخ جراح»
في سياق آخر، وفي بيان نادر وجه قائد هيئة الأركان في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، مساء أمس الأول، «تحذيرا أخيرا» لإسرائيل لوقف «العدوان» على حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، والذي يشهد تظاهرات منذ أسابيع بسبب قرار إخلاء منازل فلسطينية بأمر من المحكمة لمصلحة مستوطنين.وقال الضيف، أبرز المطلوبين في إسرائيل، منذ أكثر من عقدين، «لن نقف مكتوفي الأيدي، وسيدفع العدو الثمن غاليا».وأعلن الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم «إحالة ملف البيوت المستهدفة بالاستيلاء عليها في الشيخ جراح إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبارها جريمة حرب».ويواجه نحو 500 فلسطيني في حي الشيخ جراح خطر طردهم من نحو 27 منزلا، بفعل قرارات إخلاء أصدرتها محاكم إسرائيلية، بموجب دعاوى رفعتها منظمات استيطانية.وشبهت صحيفة هارتس التظاهرات التي يشهدها باب العمود (بوابة دمشق) في القدس القديمة بالربيع العربي، وعنونت «باب دمشق ساحة التحرير الجديدة»، في إشارة إلى ما جرى في القاهرة 2011.إلى ذلك، يعمل جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على إطلاق مؤسسة جديدة لتدعيم وتعميق العلاقات بين أربع دول عربية وإسرائيل بعد تطبيعها بموجب «اتفاقات إبراهيم»، التي أشرف على إبرامها أثناء شغله منصب أحد كبار مستشاري ترامب.وبدأ كوشنر خطوات تأسيس «معهد اتفاقات ابراهيم من أجل السلام» الذي سينضم إليه المبعوث الأميركي السابق آفي بيركويتز وسفراء البحرين والإمارات وإسرائيل لدى الولايات المتحدة.وأصدر المعهد بيانا ذكر فيه اسم رجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي حاييم صبان، ضمن المساهمين في المشروع. ويصف المعهد نفسه بأنه مؤسسة غير حزبية.وأضاف أن المؤسسين «ينوون ضم ديمقراطيين آخرين للمؤسسة ومستشارين دوليين من المنطقة».وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنه يهدف إلى تعزيز الاتفاقات وتوسيع نطاقها، وكرر موقفه يوم الثلاثاء في مكالمة هاتفية مع ولي عهد أبوظبي.وفي السياق، شدد وزير الخارجة الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك عقده في موسكو عقب مفاوضات مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي على أن اتفاقات التطبيع يجب ألا تهمش القضية الفلسطينية، مبديا دعم موسكو لفكرة عقد مؤتمر دولي بشأن النزاع.