الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحيي الذكرى الـ 200 لوفاة «الكائن المُعقّد»... نابليون
لوبن أسفت لاحتفاله على عجل بالإمبراطور
أحيى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، ذكرى مرور 200 عام على وفاة نابليون، الشخصية المعقدة التي لا تزال تثير جدلا، والمترسخة في تاريخ فرنسا، ففي 5 مايو 1821، توفي الإمبراطور عن 51 عاما، بعيدا عن بلاده في جزيرة سانت هيلينا، جنوب المحيط الأطلسي، حيث حيّده الإنكليز الى المنفى، بعد هزيمته الأخيرة في ووترلو.وبعد 200 سنة، وضع الرئيس ماكرون إكليلا من الزهور أمام قبر نابليون، تحت قبة ليزانفاليد المهيبة في باريس، وقبل ذلك بقليل ألقى الرئيس خطابا من "أجل النظر في حقيقة هذا الكائن المعقد"، لأنه "ليس في سيرة القديسين ولا في الإنكار ولا في التوبة".وهذه المناسبة تبدو حساسة، لأن "هذه الشخصية الرئيسية في التاريخ كانت دوما موضع جدل"، كما يذكر معهد فرنسا، المؤسسة التي أنشئت عام 1795، وتضم النخب العلمية والأدبية والفنية في البلاد.
ولا يزال نابليون يثير جدلا بين المدافعين عنه، الذين يحتفلون بذكرى "مخطط استراتيجي عسكري يقف وراء الدولة الحديثة"، ومنتقديه الذين يتهمونه بالتسبب في "مقتل مئات الآلاف خلال حملاته العسكرية وإعادة العبودية".ويشير المؤرخ فريديريك ريجن إلى أن "إحياء الذكرى يعني أن نتذكر معا لكن ليس التكريم". وقال هذا الأخصائي في التاريخ الاستعماري إنه "بفضل هذه الذكرى سيعرف معظم الفرنسيين أن نابليون أعاد العبودية عام 1802 بعد ثماني سنوات من إلغائها". وقال ماكرون، في خطابه، "إن العبودية كانت أمرا بغيضا، بما في ذلك في سياق ذلك العصر".وهذه الإدانة كانت منتظرة بشكل خاص في غوادالوب والمارتينيك ولاريونيون، الأراضي الفرنسية ما وراء البحار، حيث يتحدر العديد من السكان من أشخاص كانوا ضحايا العبودية.وتقول اللجنة الدولية للشعوب السوداء والحركة الدولية للتعويضات، في بيان، "لا يمكن لأي ضحية أن تحتفل بجلادها إلا إذا كانت مصابة بالجنون"، منددة بذكرى شخص "عنصري خانق للحريات".وفي النقاط السلبية الأخرى من إرث نابليون، أشار رئيس الدولة إلى الخسائر البشرية الهائلة لحملاته العسكرية، مثل الحملة في روسيا وانقلاب "18 برومير"، الذي يصادف 9 نوفمبر 1799، نهاية الثورة الفرنسية.على الصعيد السياسي، بقي النقاش حول صوابية إحياء ذكرى نابليون خافتا، وشهد بعض الانتقادات فقط من نواب يساريين.وفي هذا السياق، أشادت رئيسة حزب التجمع الوطني اليمين المتطرف مارين لوبن، أمس الأول، "بعظمة الإمبراطور"، وأسفت لأن "ماكرون يحيي على عجل ذكرى شخص قام بالكثير للبلاد وأعطى الكثير للعالم".