بالعربي المشرمح: لماذا الربيع عربي؟
لفت انتباهي لقاء وزير خارجية الشقيقة سلطنة عمان وتوقعه لربيع عربي آخر في عدة دول عربية، فقبل ١٠ سنوات ثارت معظم الشعوب العربية تطالب بالحرية والعدالة والكرامة ومحاربة الفساد، ولم تطلب إسقاط أنظمتها، وخرجت في مسيرات سلمية حتى تم قمعها من الأجهزة الأمنية، الأمر الذي أثار أعدادا كبيرة من تلك الأجهزة لتنضم إلى شعوبها، فسقطت بعض الأنظمة، ولكن أبى أعداء الأمة والمتسلطون على خيراتها والرافضون للديمقراطية والحريات إلا أن يتآمروا لإفشال هذا الربيع، فجيشوا المجاميع الإرهابية ومولوها ليدمروا الحرث والنسل والشجر والحجر، وسخروا وسائل الإعلام ليجعلوا من إرادة تلك الشعوب المقهورة وثورتهم ضد الظلم والطغيان إرهابا وتدميرا وحروبا وتهجيرا وفقدانا للأمن والأمان، ليكره الناس الحرية ويرفضوا الديمقراطية ويقبلوا بفساد الأقلية لينالوا الأمن والأمان في أوطانهم.درس الربيع العربي لم تستوعبه الحكومات العربية لتمنع أسبابه ومسبباته، معتقدة أن القمع والتضييق على الشعوب هو الحل الأنجح دون أن يدركوا أن النار التي أخمدوها تحتها رماد متوقد قد يشتعل بأي لحظة ويحرق الجميع، ولن يرحم أحداً، الأمر الذي جعل وزير خارجية عمان يحذر منه، فللتاريخ قصص وعبر، ومن يتعلم من التاريخ هو المنتصر، فلماذا نتجاهل ما حدث ونتوقع عدم حدوثه؟ ولماذا لا يحدث ربيع أوربي وأميركي وياباني وغيرها من الدول الديمقراطية؟ فهل الربيع مقتصر على العرب فقط؟ ولماذا؟يعني بالعربي المشرمح:
إن كان الربيع عربياً كظاهرة، حدث في الوطن العربي ولا علاقة لبقية شعوب العالم به، فعلينا أن نعرف أسبابه ومسبباته، وندرك نتائجه، ونستوعب أهدافه، ونقضي عليها حتى لا نترك للعابثين أن يستغلوه ويحرثوه ويجعلوا منه أداة لتحقيق أهدافهم، فهل نتعلم من درس الربيع العربي ونقضي على أسبابه أم ننتظر رماده يشتعل فيدمرنا؟