وأد
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
وتحت ظل كل هذه القيود يصبح المتاح محدوداً، فيتم تسطيح اهتماماتها بالمكياج والكماليات فحسب، ثم نلومها: لماذا هي تافهة هكذا؟ تحدثني العديد من الصديقات عن معاناتهن، فتقول بعضهن إن الحياة لم تختلف كثيراً في الحظر، فهن يقضين أغلب حياتهن خلف جدران المنزل على أية حال، أتساءل هنا: هل هذه حياة تستحق الحياة؟ قد يعتقد البعض أن ما أسرده من دورة حياة المرأة في هذه البقعة من الأرض مجرد مبالغة ولا يمس سوى فئة محدودة، لكنه واقع تعيشه الكثيرات مع كل أسف. ثم نأتي إلى التحرش والمضايقات التي جعلت العديد من النساء يتجنبن الذهاب إلى الكثير من الأماكن– بما فيها المرافق العامة كالمتنزهات والشواطئ- في فسحتهن الضيقة للخروج أصلاً، فأين هي "حماية" المرأة المزعومة التي أحالت حياتها جحيماً تحت ذريعتها؟ تبدأ النساء بالشكوى من المضايقات المتكررة التي ازدادت بشكل ملحوظ بعد الجائحة، فلا يجدن من مجيب. تتصاعد الأمور فتصل إلى جرائم القتل، وما زلنا نجد من يبرر للقاتل ويلوم الضحية المرأة، بل يرى أن الحل هو في المزيد من القيود المفروضة عليها.نرى هنا أن الوأد لم يتحقق مرة واحدة، بل دُفنت المرأة حية مئات المرات، وكم من أحلام قُتلت مع آلاف النساء وتخلين عنها بكل مرارة خوفاً من وابل العقاب الاجتماعي والذي قد يمس حتى سلامتهن الجسدية. أصبحت المسألة أمنية الآن، وبتنا كنساء نخاف فعلياً على سلامتنا، فلابد من سن وتطبيق القوانين الرادعة لهؤلاء قبل أن يتم حصد المزيد من الأرواح.