روسيا تبقي قوات كبيرة على الحدود مع أوكرانيا
في زيارة تأتي لتقديم الدعم لكييف في مواجهتها مع موسكو، في ظل التوتر المخيم منذ أسابيع، ولمطالبة هذا البلد ببذل جهود على صعيد مكافحة الفساد، قام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، بزيارة إلى أوكرانيا، التي تشهد حرباً منذ 7 سنوات مع الانفصاليين الموالين لروسيا.وقال بلينكن، أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور أوكرانيا منذ تسلم الرئيس جو بايدن مهامه في يناير، خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، أمس، "نتطلع نحو روسيا، لكي توقف أعمالها المتهورة والعدائية"، مؤكداً أن القوات الروسية لا تزال منتشرة بأعداد كبرى على الحدود بين البلدين، رغم إعلان موسكو سحب حشود من القوات قالت إنها أجرت مناورات.وعلى مدى أسابيع في أبريل نشرت روسيا عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا، قائلة إنها تجري "تدريبات عسكرية"، ما أثار مخاوف كييف والغرب من هجوم محتمل أو حتى اجتياح.
وترافق هذا الانتشار العسكري الكثيف مع تجدد أعمال العنف في النزاع من الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا ومناورات بحرية كبرى في البحر الأسود وفي شبه جزيرة القرم.وأكدت روسيا، آنذاك، أن تحركات قواتها "لا تهدد أحداً"، وأنها تأتي رداً على عمليات "عدائية" قام بها حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية.وكثفت واشنطن وبروكسل وحلف الأطلسي تصريحات الدعم لكييف في هذا الإطار، لكنها لم ترضخ لطلب كييف تسريع عملية انضمامها إلى الحلف، وهو خط أحمر بالنسبة لموسكو. في المقابل، اعتبر الرئيس الأوكراني، أن التهديد العسكري الروسي ضد بلاده لا يزال قائماً، مشيرا بدروه إلى أن روسيا لم تخفض سوى بشكل ضئيل عدد قواتها المتنشرة على الحدود بين البلدين.وكان وزير الخارجية الأميركي قال في مستهل لقائه مع نظيره الأوكراني ديمترو كوليبا: "أنا موجود هنا لسبب بسيط جدا، وهو التأكيد بقوة باسم الرئيس جو بايدن على التزامنا في سبيل سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها".وشدد متوجها إلى نظيره الأوكراني، أيضا على الرغبة الأميركية في المساعدة على "تعزيز ديمقراطيتكم، وبناء مؤسسات، والدفع قدماً بإصلاحاتكم ضد الفساد".وتابع: "نحن شريككم في هذين المجالين، وأعتقد أنه من المهم قول ذلك شخصيا في أقرب وقت ممكن".من جهته، قال الوزير الأوكراني إن "الولايات المتحدة هي الحليف الأول لأوكرانيا في مجال الأمن والدفاع"، مضيفا أنه "يثمن بشدة" المساعدة التي قدمتها واشنطن في هذين المجالين منذ بدء الحرب مع الانفصاليين.ويأتي اللقاء فيما بدأ يتراجع التوتر مع روسيا الذي بلغ ذروته في أبريل.من جانب آخر، اعتبر ليونيد باسيتشنيك أحد قادة المقاتلين الموالين لروسيا، أن زيارة بلينكن "ستؤدي بوضوح إلى تفاقم الوضع"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (ريا نوفوستي).