تعهّدت السعودية وباكستان، أمس، بتعزيز علاقاتهما ووقعتا اتفاقيات، لتنهيا بذلك توترات بين الحليفين التقليديين. وفي زيارته السابعة للمملكة منذ انتخابه رئيسا للحكومة الباكستانية في 2018، حظي عمران خان باستقبال رسمي في مدينة جدة لدى وصوله مساء الجمعة في زيارة تستمر ثلاثة أيام.

واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الباكستاني والوفد المرافق له عند سلّم الطائرة، ثم اصطحبه إلى الديوان الملكي بقصر السلام حيث عقدا جلسة محادثات وجرى التوقيع على الاتفاقيات.

Ad

وذكرت وكالة الأنباء الحكومية السعودية أنه جرى خلال اللقاء "التأكيد على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وأهمية توسيع وتكثيف آفاق التعاون والتنسيق الثنائي وتعزيزه في مختلف المجالات".

وأضافت أنّ الوفدين أكّدا في جدة على "ضرورة تضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف والعنف ونبذ الطائفية".

ووقّع مسؤولون من البلدين اتفاقيتي تعاون "في مجال المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية" ومكافحة الجريمة، ومذكرتي تفاهم في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وتمويل مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل والمياه والاتصالات. وكذلك، اتّفقوا على إنشاء مجلس للتنسيق الأعلى بين البلدين.

وجاء في بيان باكستاني رسمي أنّه "خلال الاجتماع، تم الاتفاق على زيادة تعزيز وتعميق وتنويع العلاقات الثنائية القائمة، السياسية والاقتصادية والتجارية والدفاعية والأمنية"، مضيفا: "تميزت المحادثات بروح ودية استثنائية والتزام بدعم المسار التصاعدي في العلاقات الثنائية".

وتقيم باكستان علاقات وطيدة مع السعودية حيث يعيش ويعمل أكثر من 2.5 مليون من مواطنيها، لكنها تحافظ أيضا على علاقات وثيقة مع إيران وتمثّل المصالح القنصلية لطهران في الولايات المتحدة.

وعلى مدى عقود، حاولت الدولة تحقيق التوازن بين علاقاتها القوية مع السعودية وإيران التي لها حدود مشتركة معها تمتد على ألف كيلومتر تقريبا. وفي عام 2019، قام رئيس الوزراء الباكستاني بزيارة مكوكية بين السعودية وإيران في محاولة لتهدئة العلاقات بين الخصمين اللدودين.

وتأتي زيارة خان لجدة في الوقت الذي تجري السعودية وإيران محادثات سرية في العراق.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أمس الأول إن المحادثات تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة لكن من السابق لأوانه الحكم على النتيجة، مضيفا أن الرياض تريد أن ترى "أفعالا يمكن التحقق منها".

وتمثل تصريحات السفير رائد قرملي، مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية، أول تأكيد علني من جانب الرياض لإجراء محادثات مباشرة مع طهران. وقال قرملي لرويترز "فيما يتعلق بالمحادثات السعودية الإيرانية الحالية، فإنها تهدف إلى استكشاف سبل للحد من التوترات في المنطقة"، مضيفا: "نأمل نجاح المحادثات لكن من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات محددة. تقييمنا سيستند إلى أفعال يمكن التحقق منها وليس تصريحات".

لكن قرملي أكد في الوقت نفسه أن التقارير الإعلامية الأخيرة التي تفيد بأن رئيس الاستخبارات السعودية أجرى محادثات في دمشق غير دقيقة.

وأعرب الأمين العام لحزب الله اللبناني الموالي لطهران حسن نصرالله أمس الأول عن تأييده للحوار الإيراني - السعودي وكان لافتا استخدامه تعبير سمو الامير لدى الحديث عن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.