غداة تصريحات متفائلة اطلقها الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني وتحدث فيها عن التوصل إلى تفاهم مع القوى الكبرى لرفع العقوبات الأميركية الرئيسية عن طهران، حذر رئيس البرلمان الإيراني المتشدد محمد باقر قاليباف، فريق بلاده في مفاوضات فيينا، الذي يقوده نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، مما أسماه بـ«خداع الأطراف المتفاوضة».

وقال قاليباف عقب جلسة مغلقة عقدها البرلمان لمساءلة وزير الخارجية محمد جواد ظريف بشأن مستجدات المباحثات غير المباشرة مع واشنطن حول إحياء الاتفاق النووي، إضافة إلى تصريحاته المسربة التي هاجم فيها «الحرس الثوري» والقائد الراحل قاسم سليماني، إن «طهران تسعى عبر المفاوضات التي تجريها في فيينا ضمن الجولة الرابعة منذ يوم الجمعة الماضي، إلى الرفع الكامل والعملي للعقوبات الأميركية».

Ad

واعتبر رئيس البرلمان أن «ما جاء بالتسجيل الصوتي المسرب لظريف، حول ثنائية الميدان العسكري والميدان السياسي، يتعارض مع المصالح الوطنية الإيرانية».

ودافع قاليباف، القائد السابق بـ»الحرس الثوري»، عن دور سليماني، مشدداً على أن «قائد فيلق القدس الراحل، تمكن من تعزيز القوة الميدانية والدبلوماسية لإيران في المنطقة وإحباط مؤامرات الأعداء»، ولافتاً إلى «ضرورة الحفاظ على الوحدة والصوت الواحد في إيران من أجل أن تحقق مفاوضات فيينا الجدية في نتائجها».

وفي رسالة تطمين على ما يبدو للقوى الغربية قبيل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 18 يونيو المقبل، جدد قاليباف تعهد إيران بأنها «لن تتأخر ولو ساعة واحدة في تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي في حال رفع العقوبات والتحقق من الآثار الاقتصادية العملية لذلك».

لكنه شدد في الوقت نفسه على أن «العدو عليه أن يعلم أن إيران لن تبقى في انتظار رفع العقوبات وهي تمتلك زمام المبادرة»، ناصحاً إياه بـ»تنفيذ التزاماته ورفع العقوبات من دون تأخير بدلا من التسويف في المفاوضات وعرض مطالب غیر واقعية، فالتأخير سيجعل الثمن الذي يدفعه الطرف المقابل للعودة إلى الاتفاق النووي أكبر».

في موازاة ذلك، رأى رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان مجتبى ذو النور أن «تسريبات ظريف أحدثت انشقاقاً داخل صفوف داعمي إيران»، معتبرا أنها «دفعت بروسيا والصين إلى إدارة ظهرهما لفريق إيران المفاوض في فيينا».

كما اتهم ذو النور ظريف بالترويج لمقولة أن إيران يحكمها العسكر، متسائلاً عن كيفية تسريب التصريحات التي كان من المفترض أن تبقى سرية حتى نهاية ولاية الحكومة الحالية في أغسطس المقبل.

مستقبل فيينا

في غضون ذلك، كشف مندوب روسيا في محادثات فيينا ميخائيل أوليانوف، أن الجهود الدولية تستهدف التوصل لتفاهم بشأن الاتفاق النووي الإيراني بحلول 21 مايو الجاري.

وأوضح أوليانوف أنه سيتم مواصلة التفاوض حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول 21 مايو، لكن المخاطر ستكون أكبر، في إشارة إلى انتهاء صلاحية اتفاق مؤقت عقدته حكومة روحاني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للالتفاف على قانون البرلمان الإيراني الذي يقضي بتقليص التفتيش الدولي على المنشآت النووية.

تقرير سليماني

إلى ذلك، نفى جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، أمس، تورطه في عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني في بغداد يناير 2020، بعد اتهام تقرير نشره موقع «ياهو نيوز»، ضباطا أكرادا وقوة من مكافحة الإرهاب في الإقليم بالمشاركة في العملية.

وقال التقرير إن إسرائيل ساعدت الولايات المتحدة في تصفية سليماني الذي كان يقود «فيلق القدس» الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، من خلال مشاركة ثلاثة أرقام هواتف خلوية، استخدمها في اتصالاته.