رغم تمسّك الحكومة الأفغانية بتحميل حركة "طالبان" المتشدّدة مسؤولية الاعتداء الدامي، الذي استهدف، أمس الأول، "مدرسة سيد الشهداء للبنات" في منطقة يسكنها الهزارة الشيعة في العاصمة كابول، ما أدّى إلى سقوط 63 قتيلاً، فإن الحركة أدانت الهجوم، ونفت أي مسؤولية لها، موجّهة أصابع الاتهام إلى تنظيم "داعش".وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، طارق عريان، للصحافيين، أمس، إن "سيارة مفخخة انفجرت أمام مدرسة سيد الشهداء في حي داشت برشي غرب كابول السبت. وعندما اندفعت الطالبات في حالة ذعر انفجرت قنبلتان أخريان".
وأضاف أن التفجيرات أسفرت عن سقوط ٦٢ قتيلا على الأقل بينما جرح أكثر من 100 شخص، مشيرا إلى أن معظم الضحايا من الطالبات، لافتاً إلى أن "طالبان تقف وراء هذا الهجوم. نفذوا هجمات مماثلة على مؤسسات تعليمية في الماضي".ووقعت التفجيرات بينما كان سكان الحي يتسوقون قبل عيد الفطر الأسبوع المقبل.بدوره، اتهم الرئيس أشرف غني الحركة المتشدّدة بالوقوف وراء الهجوم في وقت تتخوف الحكومة من هجمات الحركة، أو عودة نفوذها مع بدء الانسحاب الأميركي، الذي من المقرر أن ينتهي في 11 سبتمبر المقبل.وقال غني إن "هذه المجموعة المتوحشة لا تملك القوة لمواجهة قوات الأمن في ساحة المعركة، وبدلا من ذلك تستهدف بوحشية منشآت عامة ومدرسة البنات". وأضاف ان الحركة أظهرت مرة أخرى أنها لا تريد حل الأزمة الحالية بشكل سلمي وأساسي، وإنها تضيع فرص السلام في أفغانستان.لكن الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، اتهم "داعش" بالوقوف خلف الهجمات، وقال إن "الدوائر المشؤومة التي تعمل تحت ستار الحكومة والمخابرات تحت مسمى تنظيم الدولة تقف خلف الهجوم".من ناحية أخرى، اعتبر زعيم "طالبان"، مولوي هبة الله أخوند زاده، أن "تأجيل الولايات المتحدة موعد خروج قواتها من أفغانستان من مايو إلى سبتمبر المقبل، خرق لاتفاق الدوحة"، محذراً واشنطن من "تماديها في خرق الاتفاق".وفي بيان أصدره امس بمناسبة قرب حلول عيد الفطر، قال أخوند زاده: "نعتبر انسحاب القوات الأميركية والدول الأجنبية الأخرى خطوة جيدة"، لافتاً إلى أنه "خلافًا للالتزامات، لم يتم بعد الإفراج عن السجناء الباقين الذين كان من المقرر إطلاقهم بعد 3 أشهر من بدء المفاوضات، كما أن أسماء المسؤولين في الإمارة الإسلامية لم تتم إزالتها بعد من قوائم العقوبات".وأكد أنه "إذا فشلت الولايات المتحدة مرة أخرى في الوفاء بالتزاماتها، فعندئذ يجب على العالم أن يشهد ويحاسبها على كل العواقب".في الوقت نفسه، اتهم أخوند زاده الحكومة الأفغانية بمحاولة تخريب مفاوضات السلام في أفغانستان "بشتى الطرق".وكان من المقرر إتمام الانسحاب الأميركي من أفغانستان بحلول الأول من مايو الجاري، بموجب الاتفاق الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مع "طالبان" بالعاصمة القطرية الدوحة في فبراير 2020.غير أن الانسحاب بدأ رسمياً في الأول من مايو وفقاً لتوجيهات الرئيس جو بايدن، الذي أعلن أن هذه العملية ستجري بشكل منظم وتدريجي لتكتمل بحلول 11 سبتمبر المقبل، ذكرى الهجمات الشهيرة على الولايات المتحدة.
دوليات
من نفذ «مجزرة سيد الشهداء» «طالبان» أم «داعش»؟
10-05-2021