فرنسا: عشرات الآلاف يوقّعون «بيان الجنرالات 2»
عسكريو «جيل النار»: رفاقنا سقطوا للقضاء على «النزعة الإسلامية»
بعد نشر مقال أول أثار جدلاً كبيراً في فرنسا ويواجه بعض موقعيه عقوبات، أصدرت مجلّة «فالور أكتويل» المحافظة المتشددة، في عددها الأخير مساء أمس الأول، مقالاً جديداً «من أجل بقاء بلادنا»، كتبه هذه المرة عسكريون في الخدمة لم يفصحوا عن أسمائهم وفتحوه لجمع التواقيع.وتخطّى عدد الموقعين على المقال 110 آلاف شخص حتى ظهر أمس.وجاء في المقال الموجه إلى الرئيس إيمانويل ماكرون والوزراء والنواب وكبار الموظفين: «تحرّكوا، فالأمر لا يتعلّق هذه المرة بمشاعر رهن الطلب أو صيغ مبتذلة أو أصداء إعلامية. ليس المطلوب تمديد ولاياتكم أو الفوز بولايات أخرى. بل ما هو على المحك هو بقاء بلادنا، بلادكم».
وأوضح واضعو المقال أنهم انتسبوا أخيرا إلى السلك العسكري، «ولا يمكننا طبقا للتنظيمات إبداء رأينا مكشوفي الوجه».وعلّق وزير الداخلية جيرالد دارمانان، أمس، على المقال، فندد بـ«مناورة فظّة»، منتقداً افتقار واضعي النص إلى «الشجاعة». وقال ساخراً: «إنهم أشخاص مجهولو الهوية. هل هذه شجاعة ألاّ يفصحوا عن هوياتهم؟».وكتب واضعو المقال معرّفين عن أنفسهم: «نحن من أطلقت عليهم الصحف اسم جيل النار. رجال ونساء، عسكريون قيد الخدمة، من جميع القوات وجميع الرتب العسكرية، من جميع التوجهات، نحن نحب بلادنا. وإن كان لا يمكننا طبقا للتنظيمات التعبير عن رأينا مكشوفي الوجه، فلا يسعنا كذلك لزوم الصمت».وكتبوا: «سواء في أفغانستان أو مالي أو إفريقيا الوسطى أو مواقع أخرى، واجه عدد منّا نيران العدو. وبعضنا خسر فيها رفاقاً. ضحّوا بحياتهم للقضاء على النزعة الإسلامية التي تقدمون لها تنازلات على أرضنا».وأكدوا: «عرفنا جميعا تقريبا عملية سانتينيل وشاهدنا خلالها بعيوننا الضواحي المهملة، الترتيبات مع الجانحين. تعرضنا لمحاولات استغلال من مجموعات دينية عدة لا تعني لها فرنسا شيئا عدا كونها موضع سخرية وازدراء، بل حتى كراهية».وفي مقابلة تلفزيونية، مساء أمس الأول، اعتبر زعيم «فرنسا المتمردة» جان لوك ميلانشون اليساري أن «هذا وضع خطير للغاية». وأشار إلى أن «قوة الجيش تكمن في تماسكه، ولكي يكون الأمر كذلك، كان من الضروري تحريم، ليس فقط الخلافات السياسية داخل صفوفه، ولكن أيضاً المواقف الفئوية التي تدعو الجيش إلى الانقلاب على مواطنيه».وردّاً على سؤال عما سيفعله في حال انتخابه رئيساً للجمهورية، قال ميلانشون: «إذا تم انتخابي، فهذه الجرائم لن تمر من دون عقاب. وأعتزم تطهير الجيش من هذه العناصر الحزبية».