في «لعبة الكبار» للمخرج سعد عرفة، التقى فاروق الفيشاوي النجمين حسين فهمي وبوسي في فيلم تدور أحداثه حول فتاة فقيرة تكتشف أن رجل الأعمال مسعود يعمل مع زوجته في تهريب الذهب. ويبلغ خطيبها إسماعيل رجال الشرطة عنه، ولكن يجري الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة، ويشرع الرجل الثري في الانتقام من الفتاة وخطيبها.واستمر الفيشاوي في تقديم أفلام «الأكشن»، والتقى مرة أخرى النجمة بوسي وميرنا وليد وأحمد لوكسر في فيلم «رجل في فخ النساء»، سيناريو محمد يوسف وإخراج أحمد صقر، وجسّد شخصية جابر عامل الجراج الذي يهوى قيادة السيارات، ويقوم بنزهات ليلية، ويتعرّض في إحداها لمكيدة من فتاتين، ويواجه الاتهام في جريمة قتل.
العبقري والحب
تنوعت أعمال الفيشاوي بين ألوان درامية مختلفة، وفي فيلم «العبقري والحب» التقى النجمة إلهام شاهين في كوميديا اجتماعية، للمؤلف فيصل ندا والمخرج أحمد السبعاوي، وشاركهما البطولة هدى رمزي ومحمود الجندي وسلوى عثمان وعايدة رياض، ودارت قصة الفيلم حول طبيبة الأمراض النفسية حنان، التي تؤجل حفل زفافها إلى زميلها الدكتور عمر وسفرها معه، حتى تطمئن على ثلاث مريضات لهن مشكلات مختلفة، ويقرر عمر التنكر والتدخل في حياتهن لكي يحل المشكلة ويتزوج بمن يحب.وكان «القرداتي» من أجمل الأفلام التي قدّمها الفيشاوي في منتصف حقبة الثمانينيات، وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، لا سيما أنه آخر أعمال المخرج الراحل نيازي مصطفى، وعرض في دور السينما بعد عام من رحيله على نحو مأساوي، وتدور أحداث الفيلم حول اللص الشاب فتوح، الذي يتعرف إلى المعلم بيومي في أثناء وجوده بالسجن، وبعد خروجه يعود للنصب والاحتيال مرة أخرى، فتطارده الشرطة، فيلجأ للمعلم بيومي للاختباء لديه في حي «القرداتية»، ويطلب منه أن يعلّمه مهنة القرداتي، فيوافق ويعطيه القرد «سمسم» خفيف الظل الذي يدربه فتوح على السرقة.ودارت في كواليس «القرداتي» مواقف طريفة بين الفيشاوي و«القرد سمسم» وأبطال الفيلم سميرة صدقي وسمية الألفي وآمال رمزي، والتقطت بعض الصور للقرد مع المخرج نيازي مصطفى، وهو يقرأ السيناريو معه، وفي لقطة أخرى يقبّل نجم الفيلم فاروق الفيشاوي.وخاض الفيشاوي «مهمة صعبة جداً» مع المخرج حسين عمارة والنجمة نورا وصلاح السعدني وعايدة رياض وأحمد ماهر، وتدور قصة الفيلم حول شخصين (أحمد ووحيد) يتقابلان مصادفة، ويتفق أحدهما مع الآخر على أن يقتل زوج أمه، مقابل أن يقتل الثاني زوجته، ليستحوذ على بوليصة تأمين تخصها، وينفذ وحيد الاتفاق، أما أحمد فيتعرف إلى سلوى ويعترف لها بالخطة، ويساومه أحمد على دفع مبلغ له مقابل أن يطلِّق سلوى، فيخطف وحيد أمه، وتتصاعد الأحداث. وفي عام 1988 قدّم الفيشاوي أربعة أفلام فقط هي «التحدي» في أول لقاء مع المخرجة إيناس الدغيدي، وشاركته البطولة النجمة نبيلة عبيد، والفيلم الثاني «المرأة والقانون» للمخرجة نادية حمزة وبطولة شريهان وماجدة الخطيب وسامي العدل، وفي «الدنيا جرى فيها إيه» للمخرج أحمد السبعاوي وبطولة النجمة ميرفت أمين وسناء جميل وأحمد راتب، والفيلم الأخير «ملف سامية شعراوي» إخراج نادر جلال وبطولة النجمة نادية الجندي.
المحاور والمشاغب
استهوى الفنان فاروق الفيشاوي أن يلعب دور المحاور في برامج تلفزيونية، والتقى مع بعض النجوم، واستعاد معهم ذكريات مشوارهم الفني، وفي برنامج «مذيع لأول مرة»، استضاف ابنه الفنان أحمد الفيشاوي، ودار بينهما حوار شائق عن تجربة الابن في عالم التمثيل، وولعه الشديد بالنجم الأميركي آل باتشينو، وأسلوب أدائه لشخصيات مختلفة، أبرزها شخصية مايكل كورليوني في «الأب الروحي» والضابط الكفيف في «عطر امرأة».أصداء اللقاء بين الفيشاوي وابنه، تعود إلى سنوات بعيدة، حين تعلّق أحمد بعالم الأضواء والشهرة منذ طفولته، وشهد تألق والده كنجم سينمائي، ووالدته الفنانة سمية الألفي كنجمة تلفزيونية لعبت أهم الأدوار في الأعمال الدرامية، ومنها دور «الأميرة نورهان» في مسلسل «ليالي الحلمية» بأجزائه الأربعة، للكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ.واعتاد الفيشاوي أن يصطحب ابنه إلى مواقع التصوير، ولم يعترض على دخوله عالم التمثيل، وظل يراقب تجربته من دون أن يتدخّل في طريقة أدائه، وأظهر الطفل الصغير موهبة لافتة، وشارك في بعض الأفلام، وكان يبدي آراءه للمخرجين في بعض المشاهد، ومنها مشهد يقتضي ظهوره في أثناء عودته من المدرسة، فطلب من المخرج أن يعدِّل من طريقة ارتدائه لملابسه، بما يوحي أنه كان طفلاً شقياً.وفي تلك اللحظة اقتنع الفيشاوي «الأب» بأن ابنه موهوب بالفطرة، وبمرور الوقت تألّق أحمد في تجسيد أدوار متباينة، واستلهم طموح والده في خوض مغامرات فنية، أثبت خلالها أنه من أهم الممثلين في جيله، ولم يدخل المجال الفني بوساطة أو مجاملةً لأبيه، وشقّ طريقه بسرعة الصاروخ إلى النجومية، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، وقدّم سلسلة من الأعمال المتميزة، منها فيلم «تلك الأيام» مع النجم محمود حميدة، و«الحاسة السابعة» إخراج أحمد مكي، ومسلسل «العمة نور» مع النجمة نبيلة عبيد.وشكّلت الحياة الخاصة للفيشاوي الابن ردود فعل متباينة في الشارع المصري، وشغلت الرأي العام لفترة طويلة، مع بروز قضية زواجه العرفي من مهندسة الديكور هند الحناوي، والضجة الإعلامية حول نسب الطفلة لينا، وقد مرت تلك القضية بالعديد من المنعطفات؛ أهمها ظهور فاروق الفيشاوي في موقف المدافع عن ابنه، وانتهت القضية بحكم قضائي لمصلحة الحناوي بإثبات الزواج العرفي وأُبوة الطفلة لينا لأبيها أحمد الفيشاوي، في حين اعترف الأخير بنسب ابنته لينا إليه، بعد أن حسم القضاء أمر القضية. وظهر «الفيشاوي الأب» مع حفيدته في مناسبات عدة.وسار الابن على خطى والده، وتزوج أربع مرات أخرى بعد زوجته الأولى، واقترن بوسام عاطف، لكن زواجهما لم يستمر أكثر من أسابيع قليلة، وتزوج من الألمانية دنيس ولمان، التي تعرف إليها خلال رحلة علاج والدته الفنانة سمية الألفي في ألمانيا، وما لبث أن انفصل عنها، ثم تزوج من الإعلامية اللبنانية رولا ديبس، لكن زواجهما لم يصمد طويلاً. وفي يوليو 2018 تزوج من ندى الكامل، ثم ظهر معها على السجادة الحمراء، خلال عرض فيلمه «عيار ناري»، ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي.وأسفرت الزيجات الخمس عن أزمات متفرقة، وفوجئ «الفيشاوي الابن» بتلويح طليقته الألمانية دنيس ولمان بأنها ستحرك دعوى قضائية لإثبات نسب طفلها تيتوس (8 سنوات)، وكانت طليقته هند الحناوي، قد نشرت عبر حسابها الشخصي على موقع إنستغرام صورة لابنتها لينا وتيتوس، وأرفقتها بتعليق (لينا الفيشاوي وتيتوس الفيشاوي صورة قديمة من يونيو 2019، ننتظرك في يوليو 2020)، وتزامن ذلك التعليق مع مواجهة أحمد الفيشاوي حكماً بالحبس لمدة عام للامتناع عن سداد نفقة ابنته لينا.وفي ذروة هذا الصخب، أصيب الفنان فاروق الفيشاوي بالمرض اللعين، وقال في لقاء تلفزيوني قبل وفاته، إن الوحيدة التي يتمنى أن تكون قريبة منه في محنته هي لينا الفيشاوي، وذكر اسمها بالكامل «لينا أحمد محمد فاروق فهيم الفيشاوي»، ووصفها بأنها «حبيبته وحبيبة قلبه»، وأنها أهم إنسانة في حياته حالياً، وأوصى ابنه أحمد بمراعاتها والاهتمام بها.آخر العنقود
لا يعرف الكثيرون أن الفنان فاروق الفيشاوي أنجب ابناً آخر غير أحمد من زوجته السابقة الفنانة سمية الألفي، والمقربون من العائلة يعرفون أن عمر لا يفضل الأضواء، ولم يسع لدخول الوسط الفني إطلاقاً، وعلاقته بوالده ووالدته جيدة، خصوصاً أنه يعيش برفقة والدته، ويعد الأقرب إليها.وابتعدت الحياة الخاصة لعمر عن أي أحداث مثيرة، على عكس شقيقه أحمد، فقد درس إدارة الأعمال، وتولى لفترة إدارة أعمال شقيقه، لكنّه لم يستمر طويلاً في العمل معه. وكان والده دائماً يصفه بأنه عاقل وحكيم ومتزن في تصرفاته أكثر من شقيقه الأكبر.كان عمر وأحمد في سن صغيرة عندما انفصل والداهما، وكان الأمر صعباً، وحاول الشقيقان الصلح بينهما، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، لأن كل طرف كان متمسكاً برأيه، وكانت الحياة قد استقرت إلى حد بعيد، وكل منهما أصبح له عالمه الخاص.وظلت حياة الشقيقين منقسمة بين الأب والأم، وحاولا التوازن بين الطرفين في التعامل، وأيضاً كانت لهما حياتهما الخاصة، وعلى الرغم من انفصال فاروق وسمية، فقد جمعتهما حالة من الحب والاحترام، وكل منهما لا يتحمل أي سوء للآخر، ولذلك انهارت والدتهما عندما علمت بخبر مرضه، ولازمته طوال أيامه الأخيرة.وبعد رحيل الفنان فاروق الفيشاوي، ظهر عمر للمرة الأولى على الشاشة من خلال برنامج «واحد من الناس» مع الإعلامي عمرو الليثي، وكشف أن والده تدهورت صحته بشكل مفاجئ في آخر ثلاثة أيام من وفاته فقط، فانتقل شقيقه أحمد للعيش مع والدهما خلال فترة علاجه، وذلك بعد أن عرفا بطبيعة مرضه.وكشف «آخر العنقود» أسراراً عن والديه، منها أنهما حاولا أن يعودا معاً كزوجين، إلا أنهما رفضا الفكرة في النهاية، نظراً لأنهما اعتادا حياتهما منفصلين، وأن علاقتهما كانت قوية ومتينة رغم طلاقهما، وتطرّق عمر في حديثه عن شقيقه، حيث أشار إلى أنه كان طفلاً شقياً كثير الحركة، وعندما كبر ظل هكذا، وأن والده الراحل عندما كان ينزعج من تصرّفات أخيه، كان يتصل به ويشتكي له منه.«شيطان التمثيل» يهدي سمية الألفي شقة فاخرة
عندما جسّد الفنان فاروق الفيشاوي شخصية الانتهازي «أمين» في مسلسل «ليلة القبض على فاطمة» (1982)، طلب من المخرج محمد فاضل أن يقدّم الشخصية في مراحلها العمرية المختلفة، وحقق المسلسل نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وصار من أبرز أعمال الفيشاوي في الدراما التلفزيونية.وتزامن عرض «ليلة القبض على فاطمة» مع شائعات حول خلافات بين فاروق الفيشاوي وزوجته سمية الألفي، لكن الأخيرة حسمت الأقاويل بالتعبير عن إعجابها بأداء زوجها في المسلسل، وأن «شيطان التمثيل» تقمصه، ليجسد الشخصية بتلك البراعة.وفي ذلك الوقت، أهدى الفيشاوي لزوجته شقة فاخرة في أحد الأحياء الراقية بالقاهرة، وظل كل منهما يحاول تقبّل طبائع الآخر، بما يربط بينهما من مشاعر حب صادقة، حتى حدث الانفصال، وبعد سنوات اعترفت الألفي بأنها كانت تعاند قلبها بقرار الطلاق منه، معتقدة أنه الأفضل لهما، لأن نمط حياتهما مختلف، لكنها اكتشفت أنه كان يجب عليها أن توفّق بين طباعهما، ويستمر زواجهما.وكان الفيشاوي قد تزوج سمية في فبراير 1979، بعد قصة حب كبيرة جمعتهما، ورُزقا بطفليهما أحمد وعمر، وبعد 16 عاماً من الحياة الزوجية المليئة بالكثير من أوقات السعادة الممتزجة باختلاف طبائعهما، فوجئ الوسط الفني بانفصال الثنائي عام 1992، لكن علاقة الصداقة ظلت تجمعهما حتى رحيل فاروق عام 2019.