التدريب العسكري «إنيوشوس» في اليونان... نبأ سيئ لإيران!
شكل التدريب العسكري "إنيوشوس" في أبريل 2021 الذي يعد "تعاوناً ممتازاً جمع بين مختلف الأطراف المشاركة فيه"، نبأ سيئا بالنسبة إلى قادة إيران، فبعد إبرام "اتفاقيات أبراهام" باتت المشاركة في التدريب ركيزة ممتازة لتعميق التدريبات العسكرية وتوسيع نطاقها بين إسرائيل وعدد متزايد من الشركاء العرب.
استضافت اليونان التدريب العسكري "إنيوشوس" في أبريل 2021، ورحّبت بالقوات العسكرية القادمة من الولايات المتحدة، وإسرائيل، والإمارات العربية المتحدة، وقبرص، ودول أخرى، بالإضافة إلى تحسين الجهوزية العسكرية وتعزيز قدرة هذه الجيوش على التعاون في ما بينها، وجّه هذا التدريب رسالة واضحة إلى إيران مفادها أنها فشلت في عزل إسرائيل.امتد التدريب العسكري السنوي الذي تقوده القوات الجوية اليونانية بين 12 و22 أبريل، وركّز على تنفيذ عدد من المهام القتالية التكتيكية والجوية، منها مجموعة كبيرة من العمليات المشتركة، والتدريبات الدفاعية الجوية التي تشمل عمليات هجومية جو–أرض، وحملات جوية دفاعية مضادة، ودعما جويا مكثّفا، وفق مصادر سلاح الجو الأميركي، وجرى التدريب في الأجواء اليونانية، فوق وسط اليونان وغربها وفوق وسط بحر إيجة وجنوبه الشرقي.بعد مراجعة تفاصيل التدريب في اليونان، قد يظن البعض أن أول دولة ستتأثر بهذا التطور هي تركيا لأن أنقرة، في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، اتخذت مواقف عدائية متزايدة تجاه قبرص وإسرائيل واليونان والولايات المتحدة، بالإضافة إلى شراء النظام الدفاعي الجوي "إس-400" من روسيا، وهو أكبر تهديد مطروح على حلف الناتو، طبّق أردوغان دبلوماسية الزوارق الحربية لزيادة الاضطرابات حول الحدود البحرية.
لكن بالإضافة إلى أردوغان، لاحظ القادة في طهران أهمية ذلك التدريب حتماً، فطوال عقود، حاولت إيران بث الانقسامات بين العرب واليهود لتقسيم خصوم الجمهورية الإسلامية وعزل إسرائيل، حيث تموّل طهران منظمات مثل "حماس" وحزب الله، لكن لطالما حاولت تسويق الفكرة القائلة إن إسرائيل، لا جمهورية إيران الإسلامية، هي التي تطرح تهديداً حقيقياً على أمن المنطقة.لطالما أدرك القادة العرب الحقيقة واعترفوا بها في أوساطهم الخاصة لأن العمليات التخريبية الإيرانية تستهدفهم منذ وقت طويل، لكن في السنة الماضية، وافقت الإمارات العربية المتحدة والبحرين على تطبيع علاقاتهما مع إسرائيل كجزءٍ من "اتفاقيات أبراهام" التاريخية، مما أدى إلى زيادة التناغم بين المفاهيم الشائعة في الأوساط الخاصة والمواقف العلنية، وفتحت هذه الخطوة المجال الفرصة لبناء تحالف موحّد دبلوماسياً وقوي عسكرياً لمواجهة عدائية طهران وعملائها الإرهابيين. وذكر مصدر مطّلع على تفاصيل التدريب أن "تعاوناً ممتازاً جمع بين مختلف الأطراف المشاركة في التدريب"، وهذا نبأ سيئ بالنسبة إلى قادة إيران، فبعد إبرام "اتفاقيات أبراهام"، تشكّل مشاركة القوات الإسرائيلية والإماراتية في تدريب "إنيوشوس" ركيزة ممتازة لتعميق التدريبات العسكرية وتوسيع نطاقها بين إسرائيل وعدد متزايد من الشركاء العرب.في المرحلة المقبلة، قد تدعو اليونان مصر والأردن إلى الانضمام إلى هذه التدريبات كي تصبحا من المشاركين الرسميين في التدريب المقبل، ويجب أن تنتهز الإمارات الفرصة مع الولايات المتحدة في تدريب "الاتحاد الحديدي" الذي تستضيفه الإمارات قريباً، كذلك يُفترض أن تسعى واشنطن إلى توسيع الفرص التدريبية الأميركية العربية المشتركة في الولايات المتحدة، وستُمهّد هذه الخطوات وسواها لبناء نظام ردع عسكري موحّد وأكثر قوة في وجه العدائية الإيرانية.