«هيومن رايتس»... حقوق فلسطينية منتهكة
لطالما كان الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني اهتمامي الأساسي، ولذا شعرت بدرجة ما من التعضيد لعملي أثناء قراءة عرض منظمة هيومن رايتس ووتش للانتهاك المنهجي للحقوق الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وحتى داخل إسرائيل نفسها، وشعرت بألم عميق وأنا أتذكر كثيرين من ضحايا هذه السياسات من الفلسطينيين الذين عرفتهم على مدار سنوات.
![جيمس زغبي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/222_1682522396.jpg)
الجديد، بالتأكيد، في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش ليس الاتهامات، بل الجديد أن المنظمة أبطلت الحجة التي لجأ إليها الليبراليون في الولايات المتحدة ليحللوا أنفسهوا من مسؤولية انتقاد إسرائيل، فحين كانوا يُواجهون بالتقارير السابقة عن الانتهاكات، كانت أكثر الإجابات شيوعاً هي «إذا ركرنا على مثل هذه الأمور، فهذا يجعل الإسرائيليين أقل استعدادا للتفاوض على حل الدولتين مع الفلسطينيين» أو «إذا استمر الإسرائيليون في هذا الطريق، فسيصبح حل الدولتين مستحيلاً». لقد تم تجاوز الحد، وبالتخطيط الإسرائيلي المحسوب لم يعد حل الدولتين ممكناً، فالانتهاكات تميز الواقع القائم في كل المنطقة الخاضعة لسيطرة إسرائيل، ونصيحتي لمنتقدي هذا التقرير هي «اقرؤوه» وكفى، فحين يقرأه المرء، فإنه يطرح على نفسه سؤالاً واحداً: «هل الفلسطينيون بشر كاملو البشرية تعادل حياتهم في القيمة حياة أي شعب آخر؟» وإذا كانت إجابته هي «نعم»، إذاً عليه أن يسأل نفسه كيف يمكنه السكوت والإذعان أمام الانتهاك المنهجي المروع الذي أُجبر الفلسطينيون على تحمله؟ وكيف يمكنه الاستمرار في التهاون في إنكار الحقوق الفلسطينية مثل حرمة بيوتهم وممتلكاتهم وحقوقهم الأساسية في الحياة والحرية؟ *رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن