انخفض سعر برميل النفط الكويتي 1.21 دولار، ليبلغ 66.92 دولارا في تداولات يوم الثلاثاء مقابل 68.13 دولارا في تداولات الاثنين الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.وفي الأسواق العالمية، ارتفعت أسعار النفط صباح أمس، بعد انخفاض في مخزونات الخام الأميركية عزز توقّعات "أوبك" لزيادة الطلب، في حين تنتظر السوق تطورات جديدة بشأن توقف منظومة كولونيال بايبلاين لخطوط الأنابيب بالولايات المتحدة بسبب القرصنة المعلوماتية.
وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 29 سنتا، بما يعادل 0.44 بالمئة إلى 65.57 دولارا للبرميل، بعد أن ربحت 36 سنتا أمس الأول.وزادت العقود الآجلة لخام برنت 31 سنتا أو 0.45 بالمئة إلى 68.86 دولارا للبرميل، بعد ارتفاع 23 سنتا أمس.وكتب كبير محللي الأسواق لدى "أواندا"، جيفري هالي في مذكرة "واصلت أسواق النفط نهج الانتظار والترقب تجاه الصخب والتحركات التي لا طائل منها التي شهدتها أماكن أخرى خلال الليل و"ملحمة الهجوم الإلكتروني على كولونيال بايبلاين تشكّل ضغطا، وتتسبب الآن في نقص مواد بشرق الولايات المتحدة".
توقعات «أوبك»
في الوقت نفسه، تدعمت أسعار النفط بأحدث التوقعات الصادرة عن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تمسكت بتوقعات حدوث انتعاش قوي في الطلب العالمي على النفط في 2021 مع طغيان النمو في الصين والولايات المتحدة على تأثير أزمة فيروس كورونا بالهند.وقالت "أوبك" إنها تتوقع زيادة الطلب 5.95 ملايين برميل يوميا هذا العام دون تغيير عن توقعاتها الشهر الماضي. ومع ذلك، خفضت توقعاتها للطلب في الربع الثاني من العام بمقدار 300 ألف برميل يوميا، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 في الهند.«الطاقة الدولية»
وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على النفط انخفض خلال أبريل مع ارتفاع الإصابة بفيروس كوفيد - 19 في الهند وأماكن أخرى، في تذكير بأن التعافي العالمي من الوباء لا يزال هشًا. وأوضحت أن الطلب العالمي على النفط تراجع بمقدار 130 ألف برميل يوميًا في أبريل مقارنة مع مارس، ولا يزال أقل مما كان عليه في نهاية 2020. وأوضحت الوكالة في تقريرها أن التعافي في الطلب العالمي على النفط لا يزال هشًا، إذ عوّض تزايد حالات الإصابة بالفيروس في دول مثل الهند وتايلاند الاتجاهات الأكثر إيجابية في أوروبا والولايات المتحدة. كما تتوقع الوكالة تجاوز الطلب على النفط إنتاج كبار المنتجين بسبب التقدم في حملات التطعيم ضد فيروس كوفيد - 19 حول العالم. وأضاف التقرير أن إنتاج مجموعة "أوبك +" يتخلّف بالفعل عن الطلب على نفطها بحوالي 150 ألف برميل يوميًا، وتتوقع اتساع العجز إلى 2.5 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العام. كما أشارت الوكالة التي يقع مقرها في باريس إلى أن الموجة الجديدة من الإصابات بالوباء في البرازيل وتايلاند والهند لم تكن كافية لعرقلة هذا الاتجاه، لكنها قد تستمر في التأثير على السوق.قرصنة معلوماتية
شكّلت مساء الثلاثاء طوابير انتظار طويلة أمام محطات توزيع المحروقات في الولايات المتحدة، بعدما أثارت القرصنة المعلوماتية لإحدى أكبر شبكات أنابيب النفط الأميركية المخاوف من نقص حاد في البنزين، مما دفع الإدارة إلى تعليق معايير مكافحة التلوث بشكل مؤقت لضمان وفرة المادة وتجنّب الهلع.و"كولونيال بايبلاين" هي أكبر شبكة أنابيب نفط في الولايات المتحدة من حيث الحجم، إذ تضخ نحو 45 بالمئة من المحروقات المستهلكة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وقد أكدت أنها تعمل على استعادة أنشطتها الأساسية بحلول نهاية الأسبوع.وتؤكد الشركة أنها تراقب عن كثب مستوى احتياطياتها، كما أعلنت الحكومة أنها اتّخذت إجراءات طارئة للتعامل مع المشكلة.لكن المستهلكين يخشون نقصا في المحروقات ويتهافتون على محطات التوزيع.وكثرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور تم تداولها لطوابير طويلة تشكّلت أمام محطات توزيع الوقود.وبحسب محلل في موقع "غاسبادي" المتخصص بمتابعة أسعار البنزين، فإن شح المحروقات يطال نحو 7 في المئة من المحطات في فرجينيا، وخمسة بالمئة منها في كارولاينا الشمالية، وأربعة بالمئة في جورجيا.ويبلغ السعر الوسطي لصفيحة البنزين سعة 3.79 لترات 2.97 دولار، وهو "أعلى مستوى منذ عام 2018، وفق "غاسبادي"، الذي ذكّر أن الأسعار تشهد ارتفاعا منذ مطلع العام.لكن خبراء السوق النفطية لا يبدون أي هلع، ويشيرون إلى أن عقود البنزين المرجعي في بورصة نيويورك ارتفعت بشكل مؤقت مساء الأحد، لكنها مذّاك انخفضت إلى ما دون مستوى يوم الجمعة، أي قبل الإعلان عن هجوم القرصنة المعلوماتية.تعمد السماسرة
وبحسب فيل فلين، من مجموعة "برايس فيوتشرز" للوساطة، فإن "المعلومات التي تفيد بأن سماسرة يعمدون إلى التحفّظ على شحنات وقود قادمة من أوروبا تبقي الهدوء قائما" في السوق النفطية.لكنّه يضيف أن "البعض يخشى أن يدفع الهلع إلى التهافت على محطات توزيع الوقود إلى نفاد الاحتياطيات في حال عدم إعادة شبكة الأنابيب النفطية إلى العمل".ويقول فلين إنه إضافة إلى شحّ البنزين في محطات توزيع الوقود "تفيد مطارات بوجود نقص في مادة الكيروسين، مما قد يؤثر على جداول الرحلات الجوية".وبحسب الشرطة الفدرالية الأميركية فإن القرصنة المعلوماتية التي تسبّبت منذ الجمعة في شلل إحدى أكبر شبكات أنابيب النفط الأميركية نفّذتها مجموعة "داركسايد" الإجرامية.برنامج الفدية
وجاء في بيان الشرطة الفدرالية أن "مكتب التحقيقات الفدرالي أكد أن برنامج الفدية التابع لداركسايد مسؤول عن تعطيل شبكة كولونيال بايبلاين".ويعمل برنامج الفدية على اكتشاف ثغرات في المنظومة الأمنية يعمل من خلالها على تشفير الأنظمة المعلوماتية، وطلب فدية مقابل فك التشفير.وتتولى الشركة ضخ البنزين ووقود الديزل عبر أكثر من 8800 كلم من الأنابيب التي تربط بين مصاف عند سواحل خليج المكسيك حول هيوستن (تكساس)، وصولا إلى منطقة نيويورك في شمال شرق الولايات المتحدة.وبهدف احتواء الاضطرابات، علّقت السلطات الأميركية اعتبارا من مساء الأحد بعضا من القيود للسماح بنقل الوقود بواسطة الشاحنات.والثلاثاء منحت وكالة حماية البيئة "استثناء مؤقتا لضمان توافر إمدادات كافية من البنزين في المناطق المتضررة بانتظار استعادة الإمداد الطبيعي فيها".وتنتهي مفاعيل الاستثناء في 18 مايو، وهو يشمل العاصمة واشنطن وولايات ميريلاند وبنسلفانيا وفرجينيا، وفق الوكالة.ويسمح التدبير بتليين مؤقت للتشريعات البيئية الأكثر تشددا في المناطق الحضرية، للسماح بوصول الإمدادات إلى الولايات المتضررة.من جهته، وقّع حاكم ولاية جورجيا براين كيمب مساء الاثنين قرارا يعلّق العمل بالضريبة المفروضة على البنزين لاحتواء ارتفاع أسعار المادة، كما رفع الحد الأقصى لوزن المركبات للسماح للشاحنات بنقل المحروقات.والاثنين، أكد المسؤول في معهد البترول الأميركي (أكبر اتحاد لتجارة النفط والغاز الطبيعي واستخراجهما في الولايات المتحدة) روبن روريك أن "كل الجهات التي تتدخل على خط سلسلة الإمداد تنسّق مع السلطات المحلية والوطنية للتخفيف من الاضطرابات وضمان استمرار حصول الأميركيين على ما يحتاجون إليه من محروقات".