مركز المخطوطات نواة كتاب «معالم مدينة الكويت القديمة»
يستمر مركز البحوث والدراسات الكويتية برئاسة أ.د الفاضل عبدالله الغنيم في إتحافنا بالإصدارات التاريخية المميزة، مسخراً طاقات المركز وكنوزه العلمية وموارده في خدمة تاريخ الكويت القديم والجديد ومشجعاً للكوادر الوطنية المجتهدة في استعراض نشاطها وكفاءتها في هذا المجال كما شاهدناه مؤخراً بإصدارات توثيق الغزو العراقي للكويت وإصدار موسوعة "معالم مدينة الكويت القديمة"، وهي موسوعة فريدة في بابها ورائعة في محتواها أعدها مجموعة من الإخوة الباحثين المشهود لهم بالجد والاجتهاد والتخصص ومتانة البحث وتقصي المعلومات.وعند اطلاعي على الجزأين الأول والثاني لهذه الموسوعة الشيقة عادت بي الذاكرة سنوات مضت عندما تداعينا كمجموعة من الباحثين في تاريخ الكويت واجتمعنا عند رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني للحوار حول خريطة نشرت تلك الأيام عن حي الوسط قبل هدم سور الكويت شابها كثير من الأخطاء في الرسم والتسميات ودقة المعلومات فكان اجتماعنا لتصحيح الأخطاء التي وردت في تلك الخريطة.كان ذلك سنة 2015 تقريباً حيث استضافنا رئيس المركز الشيخ محمد الشيباني وبحضور بعض الإخوة الباحثين، فشكلنا فريقاً تطوعياً أذكر منهم (باسم اللوغاني وخالد المبيلش وخليفة الماجد وصلاح الفاضل وفهد العبدالجليل) واستعنا كذلك بالوثائق والمخطوطات لدى الأستاذة الفاضلة عائشة العدساني حيث استطعنا في فترة وجيزة إعداد تصور مبدئي لخريطة حي الوسط حسب الوثائق القديمة والعدسانيات الموثقة، كما قابلنا شخصيات وطنية مخضرمة استفدنا من معلوماتهم حول مخطط الحي وسكّانه ومرافقه وحدوده.
الحقيقة كان العمل المطلوب يحتاج مصادر أوسع ومعلومات أكبر لأجل توثيق تاريخ الحي بأساليب علمية وبكل أمانة وحيادية، وقد تطورت اللقاءات وتشعب العمل ولاقى صدىً محموداً حتى توافقنا على انتقال بعض أعضاء الفريق لإتمام هذا العمل وإنجازه عن طريق مركز البحوث والدراسات الكويتية والذي ربما كانت لديه المبادرة والأفكار التوثيقية نفسها لمخططات الكويت القديمة ومعالمها مستعينين بما لديه من مصادر رسمية محفوظة ووثائق تاريخية ثمينة تسند المجهودات العلمية في الاتجاه البحثي الرصين، كما شاهدناه في الإصدارات المذكورة، ونأمل من أ.د عبدالله الغنيم استمرار دعم هذا العمل التاريخي المبدع وإتمام توثيق معالم مدينة الكويت القديمة بكل أحيائها وقراها وتفاصيلها الدقيقة ومفرداتها الجميلة، فمثل هذا المشروع التاريخي الوطني سيكون إضافة قيمة جداً لمراجع تاريخ الكويت، وبارك الله بكل هذه الجهود العلمية التي يستمتع بها الباحثون وينهلون منها في الكويت وخارجها سواء من مركز البحوث والدراسات الكويتية أو مركز المخطوطات والتراث والوثائق. والله الموفق.