أثناء عمل ريم محمد الخالد سفيرة لدولة الكويت في تشيلي، أقدمت على مبادرة غير مسبوقة، فقد نقلت إلى القارئ الكويتي كيف كانت صورة البلاد في الصحافة التشيلية، من خلال كتاب "صدى الاستقلال"، الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، والذي ينقل أحداث الكويت خلال 6 سنوات من عقد الستينيات (1961 – 1966).

تصدر صحيفة العالم العربي في تشيلي باللغة الإسبانية، وهي اللغة الرسمية السائدة في أغنى دولة في قارة أميركا الجنوبية، وعدد سكانها حوالي 20 مليون نسمة.

Ad

شكّلت تلك الصحيفة الرافد الأبرز للمعلومات، علما بأنه لم يكن سهلا على السفيرة الكويتية العثور على مثل تلك المقالات التاريخية، لكنّها بعد تواصلها المستمر مع الصحافة المحلية في تشيلي، وتحديداً مع رئيس تحرير "العالم العربي" الأب، وهو خورخي صباح، ونجله من بعده إلياس، وجدت مجموعة مجلدات تحتوي على موضوعات توثّق فترة مهمة من تاريخ استقلال الكويت وما تخلل تلك المرحلة من أحداث، بدءاً بأزمة عبدالكريم قاسم والحياة البرلمانية، وزيارة وفد من دولة الكويت إلى تشيلي عام 1961 لإقناع حكومتها بدعم طلب الانضمام للأمم المتحدة.

وشاءت الأقدار أن يتوفّى صاحب الجريدة خورخي صباح في الكويت عام 1973، وكانت آخر زيارة له حينما أمر سمو الأمير الشيخ صباح السالم بنقل جثمانه إلى مثواه الأخير بطائرة خاصة.

وقد أعدت السفيرة ريم الخالد الكتاب وقدّمت نسخة منه إلى سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد (المسودة الأولى) في يناير 2020 وشجّعها سموه على ذلك.

رتبت الخالد قائمة بالموضوعات التي نشرتها الصحيفة بفهرس الكتاب، وفق التسلسل الزمني، حيث تضمنت أحداث كل سنة، بدءاً من عام 1961 وانتهاء بعام 1966. ونقلت الصفحة الأصلية وصورتها على شكل "PDF"، كما هي، مقابل ترجمتها باللغة العربية، وكَأنك تطالع مشاهد بانورامية من خلال الصورة والحدث.

يوم الاستقلال نشرت الصحيفة صورة الحاكم الشيخ عبدالله السالم على الصفحة الأولى مع كلمتين باللغة العربية "العالم العربي"، وصور أخرى عن مدينة الكويت وأبرز معالمها.

زار رئيس التحرير البلاد عدة مرات، وفي كل جولة كان يجري فيها حوارات ويكتب مشاهداته ويلتقي المسؤولين والمواطنين لإعطاء صورة واقعية عن دولة حديثة نالت استقلالها في ذلك الوقت، وتتمتع بثروة نفطية هائلة.

وكتب رئيس التحرير عن الوفد الذي أرسلته حكومة الكويت إلى البرازيل وتشيلي والأرجنتين ودول أخرى للحصول على دعمها للانضمام للأمم المتحدة، وقد وصل الوفد إلى تشيلي يوم 28 سبتمبر 1961 مكونا من عبدالله يوسف الغانم، وخالد محمد جعفر، وفي مؤتمر صحافي عقده هناك صرح بأن تشيلي هذا البلد الطيب والمضياف على استعداد لدعم كل الدول الحرة والديمقراطية، ويومها نشرت الصحيفة صورة لرئيس التحرير وقرينته وهما يستقبلان نائب رئيس قسم النشر والإعلام بالكويت، رسمي عبدالغني، في مكاتب الجريدة بتشيلي.

وأثناء زيارة له إلى الكويت سعى رئيس التحرير لمقابلة الشيخ عبدالله السالم في مكتبه، وأجرى حواراً معه حول العلاقات مع مصر والموقف من قضية فلسطين.

وقد أولت الصحيفة اهتماماً خاصاً بدور مصر وبعهد جمال عبدالناصر وبالقومية العربية، وتحدثت عن تقديم الشيخ عبدالله المبارك الصباح 100 سيارة حربية و10 آلاف جنيه إسترليني لاستكمال بناء مسجد بحيّ "القبة"، بالقرب من منزل الرئيس جمال عبدالناصر، وبمناسبة عيد ميلاد ابن الشيخ عبدالله المبارك أرسل 3 آلاف جنيه إسترليني لمؤسسات خيرية في مصر، مع رسالة يمتدح فيها الرئيس عبدالناصر ويشيد بإنجازاته.

وفي مناسبة أخرى، غطّت الصحيفة أحداث مشاركة الكويت باجتماعات الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي عقدت في تشيلي وإقامة بطولة كأس العام في كرة القدم عام 1962، وكان الوفد ممثلاً بحسين مكي جمعة وصالح جاسم الشهاب وأحمد محمد السقاف، وأقاموا معرضاً للصور بالنادي الفلسطيني هناك.

حمزة عليان