يحتج الصهاينة بوثائق عثمانية قديمة لإثبات أن حي الشيخ جراح ممتلكات يهودية، وهو احتجاج مضحك لأن فلسطين كلها، حسب الوثائق العثمانية، ممتلكات إسلامية. وإذا احتج الصهاينة بهزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتقسيم أراضيها، فعليهم التسليم بقرار الأمم المتحدة عام 1948 ويعيدوا جميع الأراضي التي احتلوها في حرب 1967 للفلسطينيين بما فيها القدس.
وإذا احتجوا بقرارات الأمم المتحدة التي أعطتهم جزءاً من فلسطين فعليهم أن يحترموا باقي قرارات الأمم المتحدة التي أعطت الفلسطينيين باقي فلسطين والتي تأمر أيضاً بحماية المدنيين في أي أرض محتلة، وعدم إجراء أي تغييرات ديمغرافية أو غيرها بما في ذلك عدم بناء المستوطنات فيها. وإذا احتجوا بالحفاظ على أمن إسرائيل لتبرير ما يفعلونه من حصار وقتل وإخراج الفلسطينيين من بيوتهم فعليهم أن يعترفوا بالقرارات الدولية التي تعطي الشعوب التي تقع تحت الاحتلال حق مقاومة الاحتلال بكل الطرق. من المؤسف أن جميع هذه القرارات الدولية التي صيغت بأيادٍ غربية علمانية تقوم الدول الغربية اليوم بمخالفتها وتكيل بمكيالين فتضع اللوم في العنف الحاصل اليوم على الطرف الضعيف الذي يريد التخلص من الاحتلال واستعادة أرضه والحفاظ على مسكنه.ومن المؤسف أيضاً بل هو من الكذب والنفاق أن يطالب الغرب وهو القوي المسيطر بحل الدولتين، ثم يضع كل قوته وعتاده في خندق المعتدي دون العمل على تنفيذ هذا الحل. لقد أسقطت قضية القدس مصداقية المواثيق التي وضعها الغرب العلماني بنفسه فأصبح حق الحياة وحقوق الإنسان والحرية والمساواة شعارات فارغة لا يتم إعمالها على الواقع إلا إذا وافقت مصالحهم، فهي علامات ظاهرة للنفاق الذي يمارسه الغرب وتنطلي على العلمانيين السذج في بلادنا. إن احتلال المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله بنص القرآن الكريم يجب أن يكون هو همّ المسلمين الأول، وتبقى قضية القدس في ضمير كل مسلم ولا تذهب طي محاولات التطبيع الآثمة، وعلى الدول الإسلامية ألا يخذلوا قضية الإسلام الأولى وأن يبذلوا كل الجهد الممكن من أجل تحرير الأقصى، ويكفي الشعوب الإسلامية أن يعايشوا يوماً واحداً مما يعايشه الفلسطينيون هناك، لذلك يجب أن يستغلوا كل عناصر القوة المادية والدبلوماسية والشعبية في سبيل مساعدة إخوانهم ونصرتهم، وعليهم ألا يحتجوا بأخطاء بعض الجهات أو الحركات لكي يتنصلوا من واجبهم الشرعي بل عليهم أن يأخذوا بزمام المبادرة، وأن تعلن الحكومات الجهاد بقدر المستطاع، ويعدوا له العدة المناسبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تبايعتم بالعينة وتركتم الجهاد ورضيتم بالزرع سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه حتى تعودوا إلى دينكم". وحسناً فعلت الشعوب الإسلامية المغلوبة على أمرها بمناصرة الحق الفلسطيني ووقوفها مع المظلومين وجمعها للتبرعات التي تقويهم وتخفف عنهم وتجسد وحدة الشعوب العربية والإسلامية، قال تعالى: "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
مقالات
رياح وأوتاد: القدس تكشف النفاق الغربي والخذلان العربي
17-05-2021